وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه -قال:"ما أكل النبي - صلى الله عليه وسلم - على خوان ولا في سكرجة ولا خبز له مرقق وفي رواية وما أكل خبزاً مرققاً حتى مات" رواه البخاري.
وعن أم أيمن رضي الله عنها أنها غربلت دقيقاً فصنعته للنبي - صلى الله عليه وسلم - رغيفاً فقال: ما هذا ؟ قالت طعام كنا نصنعه بأرضنا فأحببت أن أصنع لك منه رغيفاً فقال - صلى الله عليه وسلم -: ردّيه فيه ثم اعجنيه"(1).
وعن أنس - رضي الله عنه -قال: "ما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - رغيفاً محوراً بواحد من عينيه حتى لحق بالله"(2) رواه ابن ماجه.
النقي:الدقيق الأبيض،وثرَّيناه:بلَّلناه بالماء،والخوان هو طاولة الطعام،أما السكرجة فهي الإناء الذي توضع فيه الكوامخ والمقبلات،والمحور الني ينخل مرة بعد مرة.
يقول د.الكيلاني (12):لقد رفض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرغيف الأبيض ذو الدقيق المنخول ورغب في الأسمر المصنوع من الدقيق الكامل غير المنخول،حدث هذا منذ 14 قرناً وعرف الطب الحديث اليوم أهمية النخالة وفائدة إضافتها إلى الخبز في منع حدوث سرطان الكولون الذي كثرت حوادثه في المجتمعات المتحضرة التي تأكل الخبز الأبيض وصارت أكياس النخالة تباع اليوم ليؤكل منها مع الطعام لمنع حدوث الإمساك المزمن وللوقاية من سرطان القولون.
__________
(1) الهيثمي في مجمع الزوائد: إسناده حسن.
(2) رواه ابن ماجة.