قوله: (مضاف) اسم يصير مؤخر، وعلماً خبرها مقدم.
قوله: (كالعقبة) أصلها كل طريق صاعد في الجبل يشق سلوكه، ثم اختص بعقب مِنَى التي يقال فيها جمرة العقبة قاله الشاطبي وقيل بعقبة أيلة عند مصر.
قوله: (وحذف أل) مفعول مقدم لأوجب، وقوله ذي أي التي في الغلبة كما بينه الشارح، وخصها بالذكر مع أن المعرفة كذلك احترازاً عن المقارنة للوضع نقلاً كالنضر والنعمان، أو ارتجال كأليسع والسموأل. فلا تحذف للنداء، والإضافة كما قال في الكافية:
وقَدْ تُقَارِنُ الأداةُ التَّسْمِيَهْ
فَتُستَدامُ كأُصولِ الأَبنِيَهْ
---
قال في شرحها: أي لأنها جزء علم كهمزة أحمد وجيم جعفر بخلافها في الغلبة كالأعشى والنابغة فإنها، وإن كانت لازمة، إلا أنها لم تقارن الوضع بل أصلها طارئة لتعريف العهد، ثم ألغي تعريفها بالغلبة فصارت زائدة ا هـ. ويحتمل أن قوله: ذي إشارة إلى الزائدة مطلقاً بناء على المقارنة تحذف أيضاً كما نقل عن الهمع والتسهيل، وشرحه لابن عقيل والروداني كقول خالد بن الوليد:
98 ــــ يا عُزَّ كُفرَانَك لا سبحانَك
إِنِّي رَأَيْتُ الله قَدْ أهانَك(2)
ففائدة التنبيه على ذلك مع أن مثلها المعرفة دفع توهم ثبوتها معهما لكونها زائدة لا يلزم عليها جمع معرَّفين، أو أن فائدته التنبيه على تعين حذفها فلا يتوصل لندائها بأي، ولا بذا كالمعرفة فلا يقال: يا أيها السموأل، ولا يا ذا الأعشى أو الحرث. لأن التوصل بذلك إنما هو في أل الجنسية بخلاف العهدية، والزائدة لكن هذه الفائدة خاصة بالنداء دون الإضافة فتدبر.