قوله: (صريحاً في القسم) ليس بقيد هنا بخلاف الخبر كيف، ومثاله لا صراحة فيه قطعاً ا هـ إسقاطي.
قوله: (نائباً منابَ الفعل) أي أتى به بدلاً عن اللفظ بفعله إذ أصله اصبر صبراً فحذف الفعل، وعوض عنه المصدر اكتفاءً بدلالته عليه فلا يجمع بينهما ثم عدل إلى الرفع ليفيد الدوام، وأوجبوا حذف المبتدأ استصحاباً لحالة النصب الواجب فيها حذف الفعل، وإعطاء للحالة الفرعية حكم الحالة الأصلية.
قوله: (صبر جميل) أي في قول الراجز:
115 ــــ شَكَا إِلَىَّ جَمَلِي طُولَ السُّرَى
صَبْرٌ جَمِيلٌ فَكِلاَنا مُبْتَلَى
أي أمرنا صبر جميل، ومثله سمع وطاعة أي أمرنا ذلك.
فائدة: الصبر الجميل هو الذي لا شكاية معه، والصفح الجميل هو الذي لا عتاب معه، والهجر الجميل هو الذي لا أذية معه.
قوله: (سراة) بفتح المهملة، وقد تضم أصله سرية قلبت ياؤه ألفاً كقضاة جمع سري أي شريف على غير قياس إذ قياس جمع فعيل المعتل باللام أفعلاء كنبي وأنبياء، وتقي وأتقياء كما سيأتي في قوله:
وَنَابَ عَنْهُ أَفْعِلاَءُ فِي المُعَلّ
لا ما الخ.
قوله: (سواء الخ) أفاد أن تعدد الخبر على ضربين كما اقتصر عليه في شرح الكافية لأنه إما في اللفظ والمعنى كمثال المتن والآية والبيتين فيجوز فيه العطف، وتركه بالواو وغيرها، أو في اللفظ فقط، وضابطه أن لا يصدق الإخبار ببعضه عن المبتدإ نحو حلو حامض أي مز وهذا أعسر يسر أي أضبط للعمل لأنه يعمل باليمين واليسار فيمتنع فيه العطف لأنهما شيء واحد في المعنى، ولا يتوسط المبتدأ بينهما، ولا يتقدمان عليه على الأصح فيهما، وزاد ولده نوعاً يجب فيه العطف وهو تعدد الخبر لتعدد ما هو له حقيقة كقوله:
---
116 ــــ يَدَاكَ يدٌ خَيْرُها يُرْتَجَى