108 ــــ تَرَكْتُ ضَأنِي تَوَدُّ الذِّئْب رَاعِيها
وأنَّها لاَ تراني آخرَ الأَبَدِ
الذَّئْبُ يُطْرُقُها في الدَّهْرِ وَاحِدَةً
وَكُلّ يومٍ تَراني مِدْيَةٌ بِيَدِي(3)
فمدية مبتدأ سوغه كونه بدء جملة حالية من ياء تراني، ولم تربط بالواو بل بالياء من يدي.
قوله: (ونجم قد أضاء) فيه الشاهد، ومحياك، وجهك، والشارق الكوكب الطالع من الأفق من شرق يشرق كطلع يطلع وزناً ومعنىً.
قوله: (السابع عشر) والاثنان بعده ترجع إلى مسوغ واحد، وهو العطف بأن يكون أحد المتعاطفين يصلح للابتداء إما لكونه معرفة أو نكرة مسوغة لأن العاطف يشرك في الحكم فالصور أربعة ترك الشارح منها عطف المعرفة على النكرة كرجل وزيد قائمان.
قوله: (مبهمة) أي مقصوداً إبهامها لأن البليغ قد يقصده فلا يرد أن إبهام النكرة هو المانع فكيف يسوغ.
قوله: (مرسعة الخ) قاله امرؤ القيس في أبيات خطاباً لأخته هي:
109 ــــ أَيَا هِندُ لا تَنْكِحِي بوهَةً
عَلَيْه عَقيقَتُه أحسَبَا
مُرَسَّعَةً بَيْنَ أَرْسَاغِهِ
بِهِ عَسَمٌ يبتغي أَرْنَباً
لِيَجْعَلَ فِي رِجِلِهِ كَعْبَها
حذارَ المَنِيَّةِ أنْ يُعطَبَا(2)
---
والبوهة الأحمق، وعقيقته شعره الذي ولد به لكونه لا يتنظف، وإلا حسب الأحمر في سواد، والمرسعة بمهملات على زنة اسم المفعول تميمة تعلق مخافة العطب على الرسغ، وهوطرف الساعد فيما بين الكوع والكرسوع. وفي القاموس: رسغ الصبي كمنعه شد في يده، أو رجله حرز لدفع العين، والعسم بفتح المهملتين يبس في مفصل الرسغ تعوج منه اليد، وإنما طلب الأرنب لزعمهم أن الجنَّ تجتنبها لحيضها فمن علق كعبها لم يصبه جن، ولا سحر بخلاف الثعالب والظباء والقنافذ يقول لها لا تنكحي شخصاً من أولئك الحمقاء، والشاهد في مرسعة حيث قصد إبهامها تحقيراً للموصوف حيث يحتمي بأدنى تميمة، وبين أرساغه خبرها فتدبر.