مُعْجِزَة الْإِمَام الصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَعَ دَاوُدَ ابْنُ زَرْبِيّ فِي الْوُضُوءِ .
عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْداللَّه عليه السلام فَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْت فِدَاك ، كَمْ عِدَّةُ الطَّهَارَة ؟ فَقَال [1] : مَا أَوْجَبَهُ اللَّهُ فَوَاحِدَةٌ ، وَأَضَافَ إلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلىاللهعليه وآله وَاحِدَة لِضَعْف النَّاس ، وَمَنْ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا فَلَا صَلَاةَ لَهُ ، أَنَا مَعَهُ فِي ذَا حَتَّى جَاءَهُ دَاوُدَ بْنِ زَرْبِيٍّ ، فَسَأَلَهُ عَنْ عِدَّةِ الطَّهَارَة ؟ فَقَالَ لَهُ : ثَلَاثًا ثَلَاثًا ، مِنْ نَقْصٍ عَنْهُ فَلَا صَلَاةَ لَهُ ، قَال : فَارْتَعَدَت فرائصي [2] ، وَكَادَ أَنْ يُدْخِلَنِي الشَّيْطَان ، فَأَبْصَر أَبُو عَبْداللَّه عليهالسلام إِلَيَّ وَقَدْ تَغَيَّرَ لَوْنِي ، فَقَال : أَسْكَن يَا دَاوُد ، هَذَا هُوَ الْكُفْرُ أَوْ ضَرْبٍ الْأَعْنَاق ، قَال : فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ ، وَكَانَ ابْنُ زَرْبِيّ إِلَى جِوَارِ بُسْتَانِ أَبِي جعفرالمنصور ، وَكَانَ قَدْ أُلْقِيَ إلَى أَبِي جَعْفَرٍ أَمَر دَاوُدَ بْنِ زَرْبِيٍّ ، وَأَنَّه رَافِضِيٌّ يَخْتَلِفُ إلَى جَعْفَرٍ بْنِ مُحَمَّدٍ ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُور : إنِّي مَطْلَع إلَى طَهَارَتِهِ ، فَإِنْ هُوَ تَوَضَّأَ وُضُوءً جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ـ فَإِنِّي لأَعْرِفُ طَهَارَتِه ـ حَقَقْتُ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَقَتَلْتُه ، فَاطَّلَع وَدَاوُد يَتَهَيَّأَ لِلصَّلَاةِ مِنْ حَيْثُ لَا يَرَاهُ ، فَأَسْبَغ دَاوُدَ بْنِ زَرْبِيٍّ الْوُضُوءِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا كَمَا أَمَرَهُ أَبُو عَبْداللَّه عليهالسلام ، فَمَا تَمَّ وضوؤه حَتّى بَعَثَ إِلَيْهِ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُور فَدَعَاه ، قَال : فَقَالَ دَاوُد : فَلَمَّا أَنْ دَخَلْت عَلَيْهِ رَحَّب بِي وَقَالَ : يَا دَاوُد ، قِيلَ فِيكِ شَيْءٍ بَاطِلٌ ، وَمَا أَنْتَ كذلك[ قَال ] [3] ، قَد اطَّلَعْت عَلَى طهارتك وَلَيْس طهارتك طَهَارَة الرَّافِضَة ، فَاجْعَلْنِي فِي حِلِّ ، وَأَمَرَ لَهُ بِمِائَةٍ أَلْفِ دِرْهَمٍ ، قَال : فَقَالَ دَاوُد الرَّقِّيّ : الْتَقَيْت أَنَا وَدَاوُدُ بْنُ زَرْبِيٍّ عِنْدَ أَبِي عَبْداللَّه عليهالسلام ، فَقَالَ لَهُ دَاوُدَ بْنِ زَرْبِيٍّ : جُعِلْت فِدَاك ، حَقَنْت دِمَاءَنَا فِي دَارِ الدُّنْيَا ، وَنَرْجُو أَنَّ نَدْخُلَ بيمنك وبركتك الْجَنَّة ، فَقَالَ أَبُو عَبْداللَّه عليهالسلام : فَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ بِكَ وبإخوانك مِنْ جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ أَبُو عَبْداللَّه عليهالسلام لِدَاوُد بْنُ زَرْبِيٍّ : حَدَث دَاوُد الرَّقِّيّ بِمَا مَرَّ عَلَيْكُمْ حَتَّى تَسْكُنَ رَوْعَتُه ، فَقَال : فَحَدَّثْتُه بِالْأَمْر كُلُّه ، قَال : فَقَالَ أَبُو عَبْداللَّه عليهالسلام لِهَذَا أفتيته ، لِأَنَّهُ كَانَ أَشْرَفُ عَلَى الْقَتْلِ مِنْ يَدِ هَذَا الْعَدُوِّ ، ثُمَّ قَالَ : يَا دَاوُد بْنِ زَرْبِيٍّ ، تَوَضَّأَ مَثْنَى مَثْنَى ، وَلَا تزدن [4] عَلَيْه ، فَإِنَّك إنْ زِدْت عَلَيْهِ فَلَا صَلَاةَ لَك . وَسَائِل الشِّيعَة : ج 1 ص 443 - 444 .[1] فِي نُسْخَةٍ زِيَادَةُ : أَمَّا ( هَامِش المخطوط ) وَكَذَا الْمَصْدَر .
[2] الفرائص : أوداج الْعُنُق والفريصة وَاحِدَتُه . واللحمة بَيْنَ الْجُنُبِ وَالْكَتِف ( قَامُوسٌ الْمُحِيط 2 : 322 ) هَامِش المخطوط الثَّانِي .
[3] أَثْبَتْنَاه مِنْ الْمَصْدَرِ .
[4] فِي الْمَصْدَرِ : تَزِيدَنّ .