قوله: (فأصبحوا الخ) المعرس بصيغة اسم المفعول محل النزول آخر الليل، والمراد هنا النزول ليلاً مطلقاً، وقائله حميد بن ثور أحد البخلاء المشهورين يهجو أضيافاً له بكثرة الأكل حتى أن نوى التمر الذي أكلوه أصبح عالياً على محل نزولهم مع أنهم لا يلقونه كله بل يبتلعونه بنواه. وأول القصيدة:
125 ــــ لا مَرْحباً بوُجُوهِ القَوْمِ إِذْ نَزَلوا
كأَنَّهُمْ إِذْ أَنَاخُوها الشَّيَاطِينُ(2)
قوله: (إذا قرىء بالتاء) أما إذا قرىء بالياء وهي الأصح فيتعين كون المساكين فاعله والجملة خبر ليس واسمها ضمير الشأن إجماعاً إذ لو كان اسمها المساكين، ويلقي خبرها لوجب أن يقال: يلقون ليطابقه في الجمعية، والتاء تغني عن ذلك لتأويل المساكين بالجماعة.
قوله: (فضمير الشأن اسم كان) أي وجملته صلة ما، والعائد محذوف أي عودهم به، ويحتمل أن اسمها ضمير يعود على ما، وجملة عطية عوداً خبرها، ورابطها بالمبتدإ محذوف أي عودهم به، وقيل كان زائدة.
قوله: (فضمير الشأن اسم ليس) أي لا المساكين لئلا يلزم الفصل المتقدم، ويلزم تقديم الخبر الفعلي على اسم ليس وهو ممتنع فيما يظهر كالمبتدإ والخبر، ولم أر من ذكره هنا لكن سيأتي في أفعاله المقاربة ما يؤيده.
---