قوله: (المصدرية الظرفية) أخذهما من المثال، وسميت بذلك لتقديرها بالمصدر مع نيابتها عن الظرف، وهو المدة وهما شرطان لصحة العمل لأن دام لتوقيت أمر بمدة ثبوت الخبر للاسم لا لوجوبه بدليل عدم عملها في ما دامت السموات والأرض مع استيفائها الشرطين بل هي تامة أي مدة بقائهما فخرج غير المصدرية كالنافية في نحو: ما دام شيء، وغير الظرفية كيعجبني ما دمت صحيحاً أي دوامك فدام فيهما تامة بمعنى بقي والمنصوب حال، وكذا عند حذف ما كأو دام الظلم أهلك، ولا توجد الظرفية بدون المصدرية.
قوله: (ومعنى ظل) أي مع معموليها لأن معناها وحدها مطلق حدث في زمن ماض نهاري، وقوله: بالخبر أي بمدلوله التضمني، وهو الحدث وقوله: نهاراً أي ماضياً، وكذا يقال في الباقي.
قوله: (ومعنى صار التحول) أي موضوعة له، وأما التحويل المفهوم من كل فعل فإنما لزم من دلالته على التجدد، والحدوث لا من الوضع فحصل الفرق بينهما أفاده سم، وقد جاء مثل صار في العمل والمعنى ما جمعته بقولي:
بمعنَى صارَ في الأفعال عشرٌ
تحوّل آضَ عَاد ارجعْ لِتَغنَمْ
وَرَاح غَدا اسْتَحَالَ ارْتَدَّ فَاقْعُدْ
وحار فَهاكَها والله أَعْلمْ
وحكى سيبويه ما جاءت حاجتك بالنصب أي أي حاجة صارت حاجتك فاسمها ضمير ما الاستفهامية، وبالرفع أي صارت حاجتك أي حاجة فما خبرها مقدم، وقد استعملوا كان وظل وأضحى وأصبح وأمسى بمعنى صار كثير نحو: وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَاباً}