وَصَايَا أَبِي مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ .
1 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ الْعَسْكَرِيّ عَلَيْهِ السَّلَامُ : مِنْ مَدْحِ غَيْرِ الْمُسْتَحِقِّ فَقَدْ قَامَ مَقَامَ الْمُتَّهَم .
2 - وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : لَا يُعْرَفُ النِّعْمَةِ إلَّا الشَّاكِر ، وَلَا يَشْكُر النِّعْمَةِ إلَّا الْعَارِف .
3 - وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : ادْفَع الْمَسْأَلَةِ مَا وَجَدْت التَّحَمُّل يُمْكِنُك فَإِنَّ لِكُلِّ يَوْمٍ رِزْقًا جَدِيدًا .
وَاعْلَمْ أَنَّ الْإِلْحَاحَ فِي الْمَطَالِب يَسْلُب الْبَهَاءَ وَيُورِثُ التَّعَب وَالْعَنَاء ، فَاصْبِر حَتَّى يُفْتَحَ اللَّهُ لَك بَابًا يَسْهُل الدُّخُولِ فِيهِ فَمَا أَقْرَبَ الصَّنِيعِ مِنْ الْمَلْهُوف ، وَالْأَمْنُ مِنْ الْهَارِب الْمَخُوف ، فَرُبَّمَا كَانَت الْغَيْر نَوْعٌ مِنْ أَدَبِ اللهُ ، وَالْحُظُوظ مَرَاتِب ،فَلَا تَعْجَلْ عَلَى ثَمَرَةٍ لَمْ تُدْرِكْ ، وَإِنَّمَا تَنَالُهَا فِي أَوَانِهَا ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْمُدَبَّرَ لَك أَعْلَم بِالْوَقْتِ الَّذِي يَصْلُحُ حَالُك فِيه ، فَثِق بخيرته فِي جَمِيعِ أُمُورَك يَصْلُح حَالُك ، وَلَا تَعْجَلْ بحوائجك قَبْلَ وَقْتِهَا ، فَيَضِيق قَلْبِك وصدرك وَيَخْشَاك الْقُنُوط ، وَاعْلَمْ أَنَّ لِلسَّخَاء مِقْدَارًا ، فَإِنْ زَادَ عَلَيْهِ فَهُوَ سَرَفٌ ، وَإِن لِلْحَزْم مِقْدَارًا فَإِنْ زَادَ عَلَيْهِ فَهُوَ تَهَوُّرٌ ، وَاحْذَر كُلّ ذُكِّي سَاكِنٌ الطَّرَف ، وَلَو عَقْل أَهْلِ الدُّنْيَا خَرِبَت .
4 - وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : خَيْرٌ إِخْوَانَكَ مِنْ نَسِيَ ذَنْبِك وَذَكَر إِحْسَانِكَ إِلَيْهِ .
5 - وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : أَضْعَف الْأَعْدَاء كَيْدًا مَنْ أَظْهَرَ عَدَاوَتِه .
6 - وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : حَسَنُ الصُّورَةِ جَمَال ظَاهِر ، وَحُسْن الْعَقْل جَمَال بَاطِن .
7 - وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : أَوْلَى النَّاسِ بِالْمَحَبَّة مِنْهُمْ مَنْ أملوه .
8 - وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : مِنْ أَنَسٍ بِاَللَّه اسْتَوْحَشَ النَّاسُ ، وَعَلَامَة الْأُنْسُ بِاَللَّهِ الْوَحْشَةَ مِنْ النَّاسِ .
9 - وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : جُعِلَت الْخَبَائِثِ فِي بَيْتِ وَالْكَذِب مَفَاتِيحُهَا .
10 - وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : إذَا نَشِطْت الْقُلُوب فأودعوها ، وَإِذَا نَفَرَت فودعوها .
11 - وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : اللِّحَاق بِمَن تَرْجُو خَيْرٌ مِنْ الْمَقَامِ مَعَ مَنْ لَا تَأْمَنْ شَرِّه .
12 - وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : الْجَهْل خَصْم ، وَالْحِلْم حُكْم ، وَلَمْ يَعْرِفْ رَاحَةُ الْقُلُوبِ مِنْ لَمْ يجرعه الْحِلْم غُصَص الصَّبْر وَالْغَيْظ .
13 - وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : مَنْ رَكِبَ ظَهَرَ الْبَاطِلُ نَزَلَ بِهِ دَارَ النَّدَامَة .
14 - وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : الْمَقَادِيرُ الْغَالِبَةُ لَا تَدْفَعْ بِالْمُغَالَبَة ، وَالْأَرْزَاقُ الْمَكْتُوبَةُ لَا تُنَالُ بالشره ، وَلَا تَدْفَعُ بِالْإِمْسَاك عَنْهَا .
15 - وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : نَائِل الْكَرِيم يحببك إلَيْه ويقربك مِنْه ، وَنَائِل اللَّئِيم يباعدك مِنْه ويبغضك إلَيْه .
16 - وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : مَنْ كَانَ الْوَرَعُ سَجِيَّتِه ، وَالْكَرَم طَبِيعَتَه ، وَالْحِلْم خَلَّتِه كَثُرَ صَدِيقُهُ ، وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ ، وَانْتَصَر مِنْ أَعْدَائِهِ بِحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ .
17 - وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : السَّهَر أَلَذّ للمنام وَالْجُوع أَزِيدُ فِي طِيبِ الطَّعَام . (رغب بِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى صَوْمِ النَّهَارِ وَقِيَامِ الليل) .
18 - وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : أَنَّ الْوُصُولَ إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ سَفَرٍ لَا يُدْرَكُ إلَّا بامتطاء اللَّيْل . مَنْ لَمْ يُحْسِنْ أَنْ يَمْنَعَ لَمْ يُحْسِنْ أَنْ يُعْطِيَ .
19 - وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِلْمُتَوَكِّل : لَا تُطْلَبُ الصَّفَا مِمَّن كدرت عَلَيْهِ وَلَا النُّصْح مِمَّن صُرِفَت سُوء ظَنُّك إلَيْهِ فَإِنَّمَا قَلْب غَيْرِك لَك كقلبك لَه .
أعلام الدين :مخطوط.