مُعْجِزَات الْإِمَامِ الْحَسَنِ بْنُ عَلِيٍّ الْعَسْكَرِيّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ
1 - عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيّ قَال : لِمَا مَضَى أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ صَاحِب الْعَسْكَر اشْتَغَل أَبُو مُحَمَّدٍ ابْنِه بِغَسْلِه وَشَأْنُه ، وَأَسْرَع بَعْضُ الْخَدَمِ إلَى أَشْيَاءَ احتملوها مِنْ ثِيَابِ وَدَرَاهِم وَغَيْرِهَا . فَلَمَّا فَرَغَ أَبُو مُحَمَّدٍ مِنْ شَأْنِهِ صَارَ إلَى مَجْلِسِهِ ، فَجَلَس ، ثُمَّ دَعَا أُولَئِك الْخَدَم ، فَقَالَ لَهُمْ : أَن صَدَّقْتُمُونِي عَمَّا أُحَدِّثُكُم فِيه فَأَنْتُم آمِنُونَ مِنْ عُقُوبَتِي ، وَإِن أصررتم عَلَى الْجُحُودِ دَلَلْت عَلَى كُلِّ مَا أَخَذَهُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ ، وعاقبتكم عِنْدَ ذَلِكَ بِمَا تَسْتَحِقُّونَه . مِنِّي ثُمَّ قَالَ : أَنْتَ يَا فُلَانُ أَخَذَت كَذَا وَكَذَا (أكذلك هُو ؟ قَال : نَعَمْ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ . قَال : فَرَدَّه . ثُمَّ قَالَ : وَأَنْتَ يَا فُلاَنَةُ ، أَخَذَت كَذَا وَكَذَا ، أَكَذَلِك هُو ؟ قَالَت : نَعَم . قَال : فرديه) . فَذَكَر لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَا أَخَذَهُ ، وَصَارَ إلَيْهِ ، حَتَّى رَدُّوا جَمِيعِ مَا أَخَذُوهُ . الخرائج والجرائح : ج 1 ص 420.
[1] هُوَ دَاوُد بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَبُو هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيّ رَحِمَهُ اللَّهُ ، قَال ، عَنْهُ النَّجَاشِيُّ فِي رِجَاله : 156 رُقِم 411 : كَانَ عَظِيمَ الْمَنْزِلَهْ عِنْدَ الْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ شَرِيف الْقَدْر ، ثِقَةٌ ، رَوَى أَبُوهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ . وَقَالَ الشَّيْخُ فِي الفِهْرِسْت : 131 رُقِم 280 : مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ . . . وَقَدْ شَاهَدَ الرِّضَا وَالْجَوَاد وَالْهَادِي ، وَالْعَسْكَرِيّ ، وَصَاحِب الْأَمْرُ عَلَيْهِمْ السَّلامُ ، وَكَانَ مُقَدَّمًا عِنْدَ السُّلْطَانِ . وَعَدَّهُ فِي رِجَاله : 375 رُقِم 1 مِنْ أَصْحَابِ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ . تَرْجَمَ لَهُ السَّيِّدُ الْخُويِيُّ فِي رِجَاله : 7 / 121 وَجّ 22 / 75 .الخرائج والجرائح : ج 1 ص 404.
3 - وَمِنْهَا : مَا رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ بْنُ زَيْدٍ بْنِ عَلِيٍّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنُ زَيْدٍ بْنِ عَلِيٍّ [1] [ قَال ] : صَحِبْت أَبَا مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ دَارِ الْعَامَّةِ إلَى مَنْزِلِهِ . فَلَمَّا صَارَ إلَى الدَّارِ ، وَأَرَدْت الِانْصِرَاف ، قَال : أَمْهَل . فَدَخَل ، ثُمَّ أَذَّنَ لِي . فَدَخَلْت فَأَعْطَانِي مِائَةَ دِينَارٍ وَقَالَ : صَيَّرَهَا [2] فِي ثَمَنِ جَارِيَةٍ ، فَإِن جاريتك فَلِأَنَّه مَاتَت . وَكُنْت خَرَجَتْ مِنْ مَنْزِلِي وَعَهْدِي بِهَا أَنْشَط مَا كَانَتْ ، فَمَضَيْت فَإِذَا الْغُلامُ قَالَ : مَاتَت جاريتك فَلِأَنَّه السَّاعَة ! قُلْت : مَا حَالِهَا . قَال : شَرِبَتْ مَاءً ، فَشَرِقَت ، فَمَاتَت .اثبات الهداة: 6 / 318 ح 65.
[1] عده الشيخ الطوسي في رجاله: 433 رقم 18 من أصحاب العسكري عليه السلام. وترجم له في تنقيح المقال: 3 / 290 رقم 8291، وفي معجم رجال الحديث: 12 / 35 رقم 8140.
وفي كتب الانساب أن عليا الاحول هو ابن زيد الشبيه النسابة، وهو ابن علي، وهو ابن الحسين المعروف بذي الدمعة، وهو ابن زيد الشهيد المعروف، ابن سيد الساجدين عليه السلام.
[2] أي أجعلها. وفي س، واثبات الهداة " اصرفها ".
4 - وَمِنْهَا : مَا رُوِيَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنُ عَلِيٍّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنُ عَلِيٍّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنُ عَبَّاسٍ بْنُ عَبْدِ الْمُطّلِبِ [ قَال ] : قَعَدْتَ عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ لِأَبِي مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَلَمَّا مَرَّ بِي شَكَوْت إلَيْهِ الْحَاجَةُ . قَال : دُفِنَت مِائَتَيْ دِينَارٍ ، وَلَيْس قَوْلَي دَفْعًا [1] وَأَعْطَاه مِائَةَ دِينَارٍ . قَال : ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ ، فَقَال : أَمَا إنَّك تُحَرِّمُهَا أَحْوَجُ مَا تَكُونُ إلَيْهَا - يَعْنِي الدَّنَانِيرَ الَّتِي دَفَنَتْهَا - وَصَدَق ، فَإِذَا أَبِنْ لِي قَدْ عُرِفَ مَكَانَهَا ، وَأَخَذَهَا وَهَرَب ، فَمَا قَدَرْت مِنْهَا عَلَى شَيّ .الارشاد للمفيد : 387.
[1] أَيْ لَيْسَ قَوْلِي هَذَا - إِنَّك دُفِنَت الْمِائَتَي دِينَار - دَفْعًا لَك عَنْ الْعَطِيَّة .
وصاحبات الْحَصَى ثَلَاث : إحْدَاهُنّ هِي ، وَتُكَنّى أَم غَانِم .
وَالثَّانِيَة أَم النَّدَى حُبَابَة بْنُ جَعْفَرٍ الوالبية .
وَالْأَوْلَى اسْمُهَا سُعَاد مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ .
وَالثَّالِثَة تُدْعَى أُمَّ سُلَيْمٍ كَانَتْ قَارِئَه الْكُتُب ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ خَبَر . مَنَاقِب آلِ أَبِي طَالِبٍ : 3 / 441 .