قوله: (زيد نعم الرجل) أي لأن الأصح أن أل في فاعل نعم استغراقية فتشمل زيداً، أما على كونها عهدية فالرابط إعادة المبتدأ بمعناه بناء على ما قاله الأخفش، ومن الربط بالعموم قوله:
105 ــــ أَلاَ لَيْتَ شِعْري هَلْ إِلى أُمِّ مَالِكٍ
سَبيلٌ فأمَّا الصَّبرُ عنها فَلا صَبْرَا(5)
وقوله
106 ــــ فَأَمَّا القِتَالُ لاَ قِتَالَ لَدَيْكُمُ(6)
فالصبرُ والقتالُ مبتدأ، وجملة لا صبر ولا قتال خبر ربطت بعموم النكرة المنفية، ويحتمل إعادة المبتدأ بلفظه ويرد على الربط بالعموم أنه يستلزم جواز: زيد مات الناس وعمرو لا رجل هنا قال سم: ولا مانع منه أخذاً من هذا الكلام إلا أن يوجد نص بخلافه.
قوله: (هي المبتدأ في المعنى) لا يرد أن كل خبر كذلك كما مر. لأن المراد هنا كون المبتدأ مفرداً في معنى الجملة كحديث وكلام كما مثله، وكضمير الشأن فإن المراد بنطقي منطوقي وكقوله صلى الله عليه وسلّم: «أَفْضَلُ مَا قُلْتُهُ أَنَا وَالنَّبيونَ منْ قَبْلِيَ لا إِلَه إِلاَّ الله» وقوله تعالى: وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الحَمْدُ لله}
(يونس: 10)
أن جعلت أن صلة لا مخففة، وكون الخبر في هذا جملة إنما هو في الظاهر، وإلا فهو مفرد لأن المقصود لفظ الجملة كما أخبر عنها في «لاَ حِوْلَ وَلاً قُوَّةَ إلاّ با لله كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الجَنَّةِ» نعم ذلك ظاهر في ضمير الشأن نحو: قُلْ هُوَ الله أَحَد}
(الإخلاص:1)
فالجملة خبر عن هو بلا رابط لأنها عينه أي مفسرة له أي الحال، والشأن الله أحد ويصح كون هو ضمير المسؤول عنه بناء على أنها نزلت جواباً لقول المشركين: صف لنا ربك ف الله خبر، واحد بدل أو خبر ثان.
---