واعلم أن المشار إليه إما مفرد أومثنى أو جمع مذكر، أو مؤنث فتلك ستة تضرب في ستة المخاطب كذلك بست وثلاثين صورة في المراتب الثلاثة بمائة وثمانية. يتعذر من مرتبة القرب ثلاثون لأن ستة المشار إليه فيها لا يتعدد لفظها باعتبار المخاطب لعدم لحوقها الكاف، وهي ثابتة بأنفسها مع كل مخاطب فتقول: كيف هذا الرجل، وذي المرأة مثلاً يا رجل، ويا رجلان الخ، ويمتنع من مرتبة البعد اثنا عشر: وهي جمع الكاف واللام في ستة المخاطب، مع مثنى المشار إليه مذكراً أو مؤنثاً نحو: ذان لك، ذان لكما، تان لك، تان لكما، الخ تبقى صور الجواز ستة وستين: وهي رتبة التوسط بتمامها، وستة من القرب، وأربعة وعشرون في البعد، وهذا العدد باعتبار المعنى وإلا فيشار للجمع المذكر والمؤنث بلفظ واحد، وخطاب المثنى مذكراً أو مؤنثاً كذلك فباعتبار اللفظ تضرب خمسة في خمسة بخمسة وعشرين في الثلاث مراتب بخمسة وسبعين يتعذر منها عشرون، ويمتنع عشرة. وإن نظر إلى تعدد أدوات الإشارة لكل مشار إليه تكاثرت الصور. وهذا الإيضاح يغنيك عن الجدول.
قوله: (داني المكان) أي المكان الداني أو الداني منه فهي خاصة بالمكان لكن في التسهيل أن هناك وهنالك، وهنا بالتشديد قد يشار بها للزمان نحو: هُنَالِكَ تَبْلُو كّلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ}
(يونس:30)
أي في يوم نحشرهم وقوله:
63 ــــ وَإَذَا الأُمُورُ تَشَابَهتْ وتَعَاظَمَتْ
فَهُنَاكَ يَعْتَرفُونَ أَينَ المَفْزَعُ
أي في وقت تشابه الأمور وقوله:
64 ــــ حَنَّتْ نوارُ ولاتَ هُنَّا حَنَّتِ
---