ومن هنا نفهم المعجزة النبوية الخالدة بنهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن تبريد الطعام أو الشراب بالنفخ عليه وقاية للإنسان من مخاطر المرض.
النهي عن الشرب من ثلمة القدح :
عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -قال:"نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الشرب من ثلمة القدح"(1) ؛وثلمة القدح مكان انكسار قطعة من حافة القدح.
قال المناوي(2):وجاء في رواية أنها-أي الثلمة - مقعد الشيطان.وقال ابن الأثير(3):وحديث النخعي أنه - صلى الله عليه وسلم - كره الشرب من ثلمة القدح وقال أنها كفل الشيطان، أراد أنها ركب الشيطان لما يكون عليها من الأوساخ.
يقول ابن القيم(6) "إن الشرب من ثلمة القدح فيه عدة مفاسد أحدهما أن يكون على وجه الماء من قذى أو غيره يجتمع إلى الثلمة،والثاني أنه ربما يشوش على الشارب فلا يتمكن من حسن الشرب،والثالث أن الوسخ والزهومة تجتمع في الثلمة ولا يصل إليها الغسل كما إلى الجانب الصحيح،الرابع أن الثلمة محل العيب في القدح وهي أردأ مكان فيه فيجب تجنبه،والخامس أنه كان في الثلمة شق يجرح فم الشارب".
__________
(1) رواه أبو داود والترمذي وهو حديث حسن (الأرناؤوط).
(2) في حاشيته على الجامع الصغير للسيوطي.
(3) ابن الأثير الجزري في كتابه:النهاية في غريب الحديث والأثر.