وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:"سقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشرب وهو قائم" رواه البخاري ومسلم.
وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه -قال:"نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الشرب قائماً وعن الأكل قائماً وعن المجثمة والجلالة والشرب من فَيِّ السقاء"(1).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت:"رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشرب قائماً وقاعداً"(2).
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :"كنا نأكل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن نمشي ونشرب ونحن قيام" رواه الترمذي وقال صحيح غريب.
وعن أم الفضل بنت الحارث رضي الله عنها"أنها أرسلت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بقدح لبن وهو واقف عشية عرفة فأخذه بيده فشربه" وزاد مالك بن النضر"على بعيره" رواه البخاري.
أحاديث شريفة بعضها ينهى عن الشرب واقفاً وبعضها يجيزه،فهل أن فيها ناسخ ومنسوخ؟.
يقول الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم:ليس في هذه الأحاديث _بحمد الله تعالى_ إشكال ولا ضعف بل كلها صحيحة والصواب فيها أن النهي محمول على كراهة التنزيه.وأما شربه - صلى الله عليه وسلم - قائماً فبيان للجواز فلا إشكال ولا تعارض.وهذا الذي ذكرناه يتعين إليه المصير وأما من زعم نسخاً فقد غلط غلطاً فاحشاً.
__________
(1) رواه أبو يعلى والبزار ورجاله ثقات (الهيثمي في مجمع الزوائد). والمجثمة كل حيوان ينصب ويرمى ليقتل (نيشان).
(2) رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات (الهيثمي).