فالنبي(- صلى الله عليه وسلم -)يحذر من السرف في الطعام وأن شبع الواحد هو قوت الاثنين يكفيهم ويقيم أودهم(12)،وهو ينصح أن يكون ثلث المعدة فقط للطعام ولو حافظ المسلمون اليوم على هذه الوصية لحموا أنفسهم من كثير من الأمراض،ولما تعبت معداتهم من هضم الطعام الفائض فتقل الفضلات و ينشط البدن و يصفو الدم و يتوقد الذهن.
وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه -أن النبي(- صلى الله عليه وسلم -) قال:" إن من الإسراف أن تأكل كل ما اشتهيت"(2).
فمن أخلاق المسلم كبح جماح نفسه ووقايتها من الإسراف المذموم،فيعطيها حيناً من مشتهياتها المباحة،ويمنعها حيناً،لا تحريماً للطيبات ولكن ترويضاً لها للتمكن من قيادة زمامها.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:تجشأ أبو جحيفة عند رسول الله(- صلى الله عليه وسلم -) فقال له:"أقصر عنا من جشائك ،إن أطول الناس جوعاً يوم القيامة أكثرهم شبعاً في الدنيا"(3).وعن عمران بن الحصين أن رسول الله(- صلى الله عليه وسلم -)قال:"إن خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يكون من بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن"(4).
__________
(1) رواه مسلم وروى البخاري نحوه عن أبي هريرة.
(2) رواه بن ماجة والبيهقي ورمز السيوطي لضعفه،وصحح الحاكم إسناده لمتن غير هذا المتن (المناوي).
(3) رواه الترمذي وحسنه،والحاكم وصححه،والبزار بإسنادين رواة أحدهما ثقاة.
(4) رواه الإمام مسلم وروى البخاري نحوه.