صَدِيقٌ إذا أَعْيَا عَلَيَّ صَدِيقُ
ومن الثاني قوله صلى الله عليه وسلّم: «غَيْرُ الدَّجَّالِ أخوفني عليكم» روي بلانون وبها أي أخوف الأمور التي أخافها عليكم والمفضل عليه محذوف أي أخوف من الدجال لعلمهم بصفته فلا يخفى عليهم تلبيسه بخلاف غيره فرب متستر بالصلاح أضر على الأمة من متجاهر بالفسق.
قوله: (لَحِقَتْهُ نُونُ الوِقَايَةِ) أي وتدغم فيها نون الرفع في الأفعال الخمسة، أو تفك كتأمروني وتحاجوني، وقد تحذف إحداهما تخفيفاً، والصحيح أنه نون الرفع لأنه عهد حذفها لغير ذلك، ولأنها نائبة عن الضمة التي تحذف تخفيفياً، وشذ حذفها مع فعل الإناث، ولا فرق في الفعل بين الماضي المتصرف وغيره، كذرني ويذرني وكخلاني وعداني وحاشاني إذا جعلت أفعالاً كقوله:
48 ــــ تُمَلُّ النَدامى ما عَدَاني فَإِنَّني
بِكُلِّ الَّذِي يَهْوَى نَديميَ مُولَعُ
فإن قدرت حروفاً سقطت كقام القوم خلاي.
قوله: (لأنَّهَا تَقِي الفِعْلَ) أي الصحيح، وحمل عليه نحو دعى ورمى طرداً للباب، وقوله الكسر أي الذي يختص مثله بالاسم، وهو الذي بسبب ياء المتكلم لأنه أخو الجر في الاختصاص فَصِينَ عنه الفعل أما ما لا يختص به بأن لم يدخله أصلاً كالذي قبل ياء المخاطبة، أو يدخل فيهما كالذي للتخلص من السكونين فلا حاجة لصونه عنه فلا يرد نقضاً وقال الناظم: لأنها تقي لبس ياء المتكلم بياء المخاطبة، وأمر المذكر بأمر المؤنث في نحو: أكرمني وأكرمي وحمل الماضي والمضارع على الأمر، ودخلت في غير الفعل لتقي تغير آخره.
قوله: (وَقَدْ جَاءَ حَذْفُها مَعَ لَيْسَ) أي لشبهه للحروف الآتية في الجمود والقياس لزومها كسائر الأفعال، وهو الكثير كقول بعضهم، وقد بلغه أن شخصاً يهدده: عليه رجلاً ليسني أي ليلزم رجلاً غيري.
---