1- عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ عَبَّادٍ ، عَن سَرِيع [1] الْبَارِقِيِّ قَالَ : سَمِعْت جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا السلام يَقُول : لَمَّا وُلِدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ; وَلَد لِيلَّا فَأَتَى رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إلَى الْمَلَأِ مِنْ قُرَيْشٍ وَهُمْ مُجْتَمِعُونَ : هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، وَالْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، و عُتْبَة ، وَشَيْبَة ، فَقَال : أَوْلَد فِيكُم اللَّيْلَة مَوْلِد ؟ قَالُوا : لَا وَمَا ذَاكَ ، قَال : لَقَد وَلَد فِيكُم اللَّيْلَةِ أَوْ بِفِلَسْطِين مَوْلُود اسْمُهُ أَحْمَدُ ، بِه شَامَة ، يَكُون هَلَاك أَهْلِ الْكِتَابِ عَلَى يَدَيْهِ ، فَسَأَلُوا فَأَخْبَرُوا فطلبوه ، فَقَالُوا : لَقَد وَلَد فِينَا غُلَامٌ ، فَقَال : قَبْلَ أَنْ أُنَبِّئُكُم أَوْ بَعْدَ ، ؟ قَالُوا : قَبْل ، قَال : فَانْطَلَقُوا مَعِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَأْتُوا أُمّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ فَأَخْبَرْتُهُم كَيْف سَقَط ، و مارأتت مِنْ النُّورِ ، قَالَ الْيَهُودِىُّ : فاخرجيه ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ ، وَنَظَرَ إلَى الشَّامَة فَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ ، فأدخلته أُمِّه ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالُوا لَهُ : وَيْلَك مَالِك ؟ قَال : ذَهَبَت نُبُوَّة بَنِي إسْرَائِيلَ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، هَذَا وَاَللَّهُ مبيرهم ، فَفَرِحْت قُرَيشٍ بِذَلِكَ ، فَلَمَّا رَأَى فَرَّحَهُم قالك وَاَللَّه ليسطون بِكُم سَطْوَة يَتَحَدَّثَ بِهَا أَهْلُ الشَّرْق وَأَهْل الْغَرْب .الامالى : 90.
[1]في الْمَصْدَر : مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ بْنِ سَرِيعٍ الْبَارِقِىّ ، وَهُوَ الصَّحِيحُ ، وَالرَّجُل مَذْكُورٌ فِي رِجَالٍ الشَّيْخُ فِي أَصْحَابِ الصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلَامُ . .
2- عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ عَبْداللَّه بْن مُسْكان ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَال أبوعبدالله عَلَيْهِ السلام : أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتُ أَسَدِ رَحِمَهَا اللَّهُ جَاءَتْ إلَى أَبِي طَالِبٍ ; تبشرة بمولد النَّبِيّ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فَقَالَ لَهَا أبوطالب : اصْبِرِي لِي سبتا آتِيك بِمِثْلِهِ إِلاَّ النُّبُوَّةُ ، وَقَال : السَّبْت : ثَلَاثُونَ سَنَةً ، وَكَانَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وأميرالمؤمنين عَلَيْهِ السلام ثَلَاثُونَ سَنَةً .
بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث: ج 15 ص 263 ح 13.
3- أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ رَفْعِه بِإِسْنَادِه قَالَت آمِنَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : لِمَا قَرَّبْتَ وِلَادَةُ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) رَأَيْت جُنَاح طَائِرٌ أَبْيَضُ قَدْ مَسَحَ عَلَى فُؤَادِي ، فَذَهَب الرُّعْب عَنِّي ، و أَتَيْت بِشُرْبِه بَيْضَاء ، وَكُنْت عَطْشَى فشربتها ، فَأَصَابَنِي نُور عَال ، ثُمَّ رَأَيْت نِسْوَة كَالنَّخْل طوا لَا تُحَدِّثُنِي ، وَسَمِعْت كَلَامًا لَا يُشْبِهُ كَلَامَ الْآدَمِيِّينَ ، حَتَّى رَأَيْتُ كَالدِّيبَاج الْأَبْيَض ، قَدْ مَلَأَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، وَقَائِلٌ يَقُولُ : خُذُوه مِنْ أَعَزِّ النَّاسِ ، وَرَأَيْتُ رِجَالًا وُقُوفًا فِي الْهَوَاءِ بِأَيْدِيهِم أَبَارِيق ، وَرَأَيْت مُشَارق الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ، وَرَأَيْت عِلْمًا مِنْ سُنْدُسٍ عَلَى قَضِيبٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ قَدْ ضَرَبَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فِي ظَهْرِ الْكَعْبَةِ ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) رَافِعًا أُصْبُعَهُ إلَى السَّمَاءِ وَرَأَيْت سَحَابَةٌ بَيْضَاء تَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ حَتَّى غَشْيَتِه فَسَمِعْت نِدَاء : طَوَفوْا بِمُحَمَّد شَرَّق الْأَرْض وَغَرْبَهَا وَالْبِحَار لتعرفوه بِاسْمِه وَنَعَتَه وَصُورَتُه ، ثُمَّ انْجَلَتْ عَنْهُ الْغَمَامَة فَإِذَا أَنَابَهُ فِي ثَوْبٍ أَبْيَضُ مِنْ اللَّبَنِ ، وَتَحْتَه حَرِيرَة خَضْرَاء ، وَقَدْ قَبَضَ عَلَى ثَلَاثَةِ مَفَاتِيح مِنْ اللُّؤْلُؤِ الرَّطْب ، و قَائِلٍ يَقُولُ : قَبْضِ مُحَمَّدٍ عَلَى مَفَاتِيح النُّصْرَة وَالرِّيح [1] وَالنُّبُوَّة ، ثُمّ أَقْبَلْت سَحَابَةٌ أُخْرَى فغيبته عَنْ وَجْهِي أَطْوَلُ مِنْ الْمَرَّةِ الْأُولَى ، وَسَمِعْت نِدَاء : طوفوا بِمُحَمَّد الشَّرْق وَالْغَرْب ، واعرضوه عَلَى رُوحَانِيٌّ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ، وَالطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ ، وَأَعْطُوه صَفَاء آدَم ، وَرَقَة نُوح ، وَخَلِّه إِبْرَاهِيم ، وَلِسَانٌ إِسْمَاعِيل ، وَكَمَال يُوسُف وَبُشْرَى يَعْقُوب ، وَصَوْت دَاوُد ، وزهد يحيى ، وَكَرَّم عِيسَى ، ثُمَّ انْكَشَفَ عَنْهُ فَإِذَا أَنَابَه وَبِيَدِه حَرِيرَة بَيْضَاء قَد طُوِيَت طَيِّء شَدِيدًا وَقَدْ قَبَضَ عَلَيْهَا ، وَقَائِلٌ يَقُولُ : قَدْ قَبَضَ مُحَمَّدٍ عَلَى الدُّنْيَا كُلُّهَا ، فَلَمْ يَبْقَ شَيّ إلادخل فِي قَبْضَتِهِ ، ثُمَّ إنَّ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ كَأَنّ الشّمْسَ
تَطْلُعُ مِنْ وُجُوهِهِمْ فِي يَدِ أَحَدُهُم إبْرِيقَ فِضَّةٍ وَنَافِجَة [2] مِسْك ، وَفِي يَدِ الثَّانِي طَسْتٍ مِنْ زُمُرُّدَةٍ خَضْرَاءَ لَهَا أَرْبَعَ جَوَانِب ، مِنْ كُلِّ جَانِبٍ لُؤْلُؤَةٍ بَيْضَاءَ ، وَقَائِلٌ يَقُولُ : هَذِهِ الدُّنْيَا فَاقْبِض عَلَيْهَا يَا حَبِيبُ اللَّهِ ، فَقَبَضَ عَلَى وَسَطِهَا ، وَقَائِلٌ يَقُولُ : قَبَض الْكَعْبَة ، وَفِي يَدِ الثَّالِث حَرِيرَة بَيْضَاء مَطْوِيَّة فَنَشَرَهَا . فَأُخْرِجَ مِنْهَا خَاتَمًا تَحَار [3] أَبْصَار النَّاظِرِينَ فِيهِ ، فغسسل بِذَلِك الماء مِنَ الإِبْرِيقِ سَبْعَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ ضَرَبَ الْخَاتَمِ عَلَى كَتِفَيْهِ ، وَتَفَلَ فِي فِيهِ ، فَاسْتَنْطَقَه فَنَطَق فَلَمْ أَفْهَمْ مَا قَالَ إلَّا أَنَّهُ قَالَ : فِي أَمَانٍ اللَّهِ وَحِفْظِهِ وكلائته ، قَد حشوت قَلْبِك إيمَانًا و عِلْمًا وَيَقِينًا وَعَقْلًا وَشَجَاعَة ، أَنْتَ خَيْرُ الْبَشَرِ ، طُوبَى لِمَنْ اتّبَعَكَ ، وَوَيْلٌ لِمَنْ تَخَلَّفَ عَنْك ، ثُمَّ أَدْخَلَ بَيْنَ اجنحتهم سَاعَة ، وَكَان الْفَاعِل بِهِ هَذَا رِضْوَان ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَجَعَلَ يَلْتَفِتُ إلَيْهِ وَيَقُولُ : أبشريا عزالدنيا وَالْآخِرَة ، [4] وَرَأَيْت نُورًا يَسْطَع مِنْ رَأْسِهِ حَتَّى بَلَغَ السَّمَاء ، وَرَأَيْت قُصُورٌ الشامات كَأَنَّهَا شُعْلَةٌ نارنورا ، وَرَأَيْت حَوْلِي مِن الْقَطَا [5] أَمْرًا عَظِيمًا قَد نُشِرَت أَجْنِحَتَهَا .
مناقب آلَ أَبِى طَالِبٍ 1 : 20 و 21 .
[1]الربح خ ل وَكَذَا فِي الْمَصْدَرِ .
[2]النافجة : وعالمسك .
[3]تحار : تَحَيَّر ، حَوِرَت الْعَيْن : اشْتَدَّ بَيَاضُ بَيْضِهَا وَسوَادُ سَوادِها فَهِى حَوْرَاء ، وَصَاحِبُهَا اِحْوَرّ .
[4]في الْمَصْدَر : فَأَبْشِر بعزالدنياو الْآخِرَة .
[5]القطا جَمْع الْقَطَاة : طَائِرٍ فِي حَجْمِ الحَمامِ .