استحباب احتساب المرض والصبر عليه
1 ـ عن الصادق ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، ان رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) عاد رجلا من الانصار فشكا اليه ما يلقى من الحمى ، فقال له رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : « ان الحمى طهور من رب غفور » قال الرجل : بل الحمى يغور [1] بالشيخ الكبير حتى يحله بالقبور [2] ، فغضب رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وقال : « ليكن بك ما قلت [3] » فمات منه [4]. دعائم الاسلام ج 1 ص 217 .
[1] في المصدر : تفور. [3] وفيه : ليكن ذلك به.
[2] وفيه : تحله القبور. [4] وفيه : من علته تلك.
2 ـ وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) « حمى يوم كفارة سنة » ، وسمعنا [1] بعض الاطباء وقد حكي له هذا الحديث فقال : هذا ( يصدق قول اهل الطب ) [2] ان حمى يوم تؤلم البدن سنة. مستدرك الوسائل : ج 2 ص 51 ح 1378.
[1] في المصدر : فسمعها.
[2] في المصدر : تصديق ما يقول الاطباء.
3 ـ وعن علي ( عليه السلام ) قال : « اذا ابتلى الله عبدا ، اسقط عنه من الذنوب بقدر علته ». دعائم الاسلام ج 1 ص 218 .
[1] في المصدر : كان جزعاً.
[2] الهلوع من الهلع : وهو أشد الجزع وأفحشه ( مجمع البحرين ج 4 ص 411 ولسان العرب ج 8 ص 374 ).
5 ـ عن ابي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « مر اعرابي على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فقال له : اتعرف ام ملدم ؟ قال : وما ام ملدم ؟ قال : صداع يأخذ الرأس وسخونة في الجسد ، فقال الاعرابي : ما اصابني هذا قط ، فلما مضى قال : من سره ان ينظر الى رجل من اهل النار فلينظر الى هذا ».
قال : قال ابو عبد الله ( عليه السلام ) : « قال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : اني لاكره ان يعافى الرجل في الدنيا ولا يصيبه شيء من المصائب » او نحو هذا. كتاب محمد بن المثنى بن القاسم ص 85.
6 ـ عن الصادق ( عليه السلام ) ، قال : « ان العبد اذا كثرت ذنوبه ولم يجد ما يكفرها به ، ابتلاه الله بالحزن في الدنيا ليكفرها به ، فان فعل ذلك به ، والا اسقم بدنه ليكفرها به ، فان فعل ذلك به ، والا شدد عليه عند موته ليكفرها به ، فان فعل ذلك به ، والا عذبه في قبره ليلقى الله عزوجل يوم يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من ذنوبه ». امالي الصدوق ص 242 ح 4.
8 - عن ابي عبد الله ، عن آبائه ، عن امير المؤمنين ( عليهم السلام ) قال : « ما من الشيعة عبد يقارف [1] امرا نهيناه عنه فيموت ، حتى يبتلى ببلية تمحص بها ذنوبه ، اما في مال او في ولد واما في نفسه ، حتى يلقى الله عز وجل وما له ذنب ، وانه ليبقى عليه الشيء من ذنوبه ، فيشدد به عليه عند موته ». الخصال ص 635.
[1] قارف فلان الخطيئة : اي خالطها ، وقارف الشيء : داناه ولا تكون المقارفة الا في الاشياء الدنية ( لسان العرب ـ قرف ـ ج 9 ص 280 ).
9 - عن جعفر بن محمد ، عن ابيه ( عليه السلام ) ، ان النبي ( صلّى الله عليه وآله ) قال لاصحابه يوما : « ملعون كل مال لا يزكى ، ملعون كل جسد لا يزكى ، ولو في كل اربعين يوما مرة » فقيل : يا رسول الله اما زكاة المال فقد عرفناها فما زكاة الاجساد ؟ فقال لهم : « ان تصاب بآفة » قال : فتغيرت وجوه القوم الذين سمعوا ذلك منه ، فلما رآهم قد تغيرت الوانهم قال لهم : « هل تدرون ما عنيت بقولي » ؟ قالوا : لا يا رسول الله ، قال : « بلى الرجل يخدش الخدش وينكب النكبة ويعثر العثرة ويمرض المرضة ويشاك الشوكة ، وما اشبه هذا ». حتى ذكر في آخر حديثه [1] اختلاج العين. قرب الاسناد ص 33.
[1] في المصدر : الحديث.
10 - عن الحسن بن علي بن فضال ، قال سمعت الرضا ( عليه السلام ) قال : « ما سلب احد [1] كريمته الا عوضه الله ( منه الجنة ) [2] ». قرب الاسناد ص 173.
[1] في المصدر : احدكم. [2] وفيه : منها.
11 - عن جعفر بن محمد الحسني ، عن الفضل بن القاسم ، عن ابيه ، عن جده ، عن ابيه ، عن جده عبد الله بن محمد بن عقيل بن ابي طالب ، قال : سمعت علي بن الحسين زين العابدين ( عليه السلام ) يقول : « ما اختلج عرق ، ولا صدع مؤمن قط الا بذنبه [1] ، وما يعفو الله عنه اكثر » ، وكان اذا رأى المريض قد برىء قال له : « ليهنك [2] الطهر ـ اي من الذنوب ـ فاستأنف العمل ». امالي المفيد ص 34 ح 1 .
[1] في النسخة : بذنب ، منه قدس سره.
[2] اي : ليس في المصدر.
14 ـ عن الرضا ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قال : « مثل المؤمن اذا عوفي من مرضه ، مثل البردة البيضاء تنزل من السماء في حسنها وصفائها ». البحار ج 81 ص 187 ح 44.
15 ـ عن يونس بن يعقوب قال. سمعت ابا عبد الله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) يقول : « المؤمن اكرم على الله من ان يمر به اربعون يوما لا يمحصه الله فيه [1] من ذنوبه ، وان الخدش والعثرة وانقطاع الشسع واختلاج العين واشباه ذلك ليمحص به ولينا [2] وان يغتم لا يدري ما وجهه.
فاما الحمى ، فان ابي حدثني ، عن آبائه ، عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، قال : حمى ليلة كفارة سنة ».امالي الطوسي ج 2 ص 243 .
[1] في المصدر والبحار : فيها.
[2] وفيهما زيادة : من ذنوبه.
16 - قال النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، « ان المسلم اذا ضعف من الكبر ، يأمر الله الملك ان يكتب له في حاله تلك ما كان يعمل وهو شاب نشيط مجتمع ، ومثل ذلك اذا مرض ، وكل الله به ملكا يكتب له في سقمه ما كان يعمل من الخير في صحته ». دعوات القطب الراوندي ص 71.
17ـ وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) ، قال : « ان الله يبغض العفرية [1] النفرية ، الذي لم يرزأ في جسمه ولا ماله ». دعوات القطب الراوندي ص 76.
[1] العفرية : قيل : هو الداهي الخبيث الشرير ومنه العفريت ، وقيل : هو الجموع المنوع ، وقيل : الظلوم. وقال الزمخشري : العفر والعفرية والعفريت والعفارية : القوي المتشيطن الذي يعفر قرنه ، والنفرية إتباع ( لسان العرب ج 4 ص 586 وص 587).
18 ـ وقال ( صلّى الله عليه وآله ) : « ان الرجل ليكون له الدرجة عند الله لا يبلغها بعمله ، يبتلى ببلاء في جسمه فيبلغها بذلك ». دعوات القطب الراوندي ص 76.
19 ـ وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) قال : « عجبت للمؤمن وجزعه من السقم ، ولو علم ما له في السقم ، لاحب ان لا يزال سقيما حتى يلقى ربه عز وجل ». دعوات القطب الراوندي ص 72.
20 ـ وقال الباقر ( عليه السلام ) : « كان الناس يعتبطون [1] اعتباطا ، فلما كان زمن ابراهيم ( عليه السلام ) قال : يا رب اجعل للموت علة يؤجر بها الميت ».دعوات القطب الراوندي ص 72.
[1] مات عبطة اي شاباً .. وكل من مات بغير علة فقد اعتبط ( لسان العرب ـ عبط ـ ج 7 ص 347 ).
21 ـ وقال ابن عباس : لما علم الله ان اعمال العباد لا تفي بذنوبهم خلق لهم الامراض ليكفر عنهم بها السيئات. دعوات القطب الراوندي ص 72.
22 ـ وعن امير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : وعك ابو ذر رضي الله عنه فأتيت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فقلت : يا رسول الله ان ابا ذر قد وعك فقال : « امض بنا اليه نعوده » فمضينا اليه جميعا ، فلما جلسنا قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : « كيف اصبحت يا ابا ذر » ؟ قال : اصبحت وعكا يا رسول الله ، فقال : اصبحت في روضة من رياض الجنة ، قد انغمست في ماء الحيوان ، وقد غفر الله لك ما يقدح من دينك ، فأبشر يا ابا ذر ». دعوات القطب الراوندي ص 73.
وقال ( صلّى الله عليه وآله ) : « الحمى حظ كل مؤمن من النار ، الحمى من فيح [١] جهنم ، الحمى رائد الموت » [٢]. دعوات القطب الراوندي ص 75.
[1] في الحديث : شدة الغيظ من فيح جهنم ، الفيح : سطوح الحر وفوراته ( لسان العرب ـ فيح ـ ج 2 ص 550 ).