كَيْفِيَّةِ صَلَاةِ اللَّيْلِ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وَسُنَنِهَا وَآدَابِهَا وَأَحْكَامِهَا
1 - قَال الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ بِصَلَاة اللّيل ، فَمَا مِنْ عبدٍ يَقُومَ آخِرَ اللّيل فيصلّي ثَمَانِ رَكَعَاتٍ وَرَكْعَتَي الشَّفْع وَرَكْعَةٌ الْوِتْر ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي قُنُوتِهِ سَبْعِين مرّة ، إلاّ أجُير مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ ، ومُدّ لَهُ فِي عُمْرَةِ ، ووسّع عَلَيْهِ فِي مَعِيشَتِهِ . المصدر : رَوْضَة الواعظين ص 161.
بَيَان : الظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْوِتْرِ الرَّكَعَات الثَّلَاث ، كَمَا هُوَ ظَاهِرُ أَكْثَرِ الْأَخْبَارِ فَالْمُرَاد أَمَّا قِرَاءَةُ الْمُعَوِّذَتَيْنِ فِي الشَّفْعِ وَالتَّوْحِيد فِي مُفْرَدِهِ الْوِتْر ، أَوْ قِرَاءَةٍ الثَّلَاثِ فِي كُلِّ مِنْ الثَّلَاثِ وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ .
4 - عَنْ الصَّادِقِ عليه السلام قَال : كَانَ أَبِي يُصَلِّي فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فَيَسْجُد السَّجْدَة فَيُطِيل حَتَّى نَقُولَ إنَّهُ رَاقِدٌ ، فَمَا نفجأ مِنْهُ إلَّا وَهُوَ يَقُولُ : « لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ حَقًّا حَقًّا ، سَجَدْت لَك يَارَبّ تَعَبُّدًا وَرِقًّا ، وَإِيمَانًا وَتَصْدِيقًا وَإِخْلَاصًا يَا عَظِيمُ ياعظيم أَنَّ عَمَلِي ضَعِيفٌ فضاعفه فَإِنَّك جَوَادٌ كَرِيمٌ ، يَا حَنَّانُ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وجرمي ، وَتُقْبَل عَمَلِي يَا حَنَّانُ يَا كَرِيمُ ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِك أَنْ أَخْيَب أَوِ اعْمَلْ ظُلْمًا » . قَرُب الْإِسْنَاد ص 4.
بَيَان : « حَقًّا » مَصْدَرٌ مُؤَكِّدٌ لِمَضْمُونِ الْجُمْلَةِ و « تَعَبُّدًا » مَفْعُولٌ لَهُ ، وَكَذَا أَخَوَاتِهَا .
6 - عَنْ طَاوُسٍ قَالَ : رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام يَطُوفُ مِنْ الْعِشَاءِ إلَى السَّحَرِ وَيُتَعَبَّد فَلَمَّا لَمْ يَرَ أَحَدًا رَمَقٌ السَّمَاء بِطَرْفِه ، وَقَال إِلَهِي غَارَت سمواتك ، وهجعت عُيُون أنامك ، وأبوابك مفتحات لِلسَّائِلِين ، جِئْتُك لتغفر لِي وَتَرْحَمَنِي ، وتريني وَجْه جَدِّي مُحَمَّد صلىاللهعليهوآله فِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ .
ثُمَّ بَكَى وَقَالَ : وَعِزَّتِك وَجَلَالِك مَا أَرَدْت بمعصيتي مُخَالَفَتِك ، وَمَا عَصَيْتُك إذ عَصَيْتُك وَأَنَا بِك شَاكٌّ ، وَلَا بنكالك جَاهِلٌ ، وَلَا لعقوبتك مُتَعَرِّض ، وَلَكِن سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي ، وَأَعَانَنِي عَلَى ذَلِكَ سَتَرَك الْمُرْخَى بِهِ عَلَيَّ ، فَأَنَا الْآنَ مِنْ عَذَابِك مِن يستنقذني ؟ وبحبل مَنْ اعْتَصَمَ إنْ قُطِعَتْ حَبْلُك عَنِّي ؟ فواسوأتاه غَدًا مِنْ الْوُقُوفِ بَيْنَ يَدَيْكَ إذَا قِيلَ للمخفين جَوَّزُوا ، وللمثقلين حطوا ، أَمِع الْمُخِفِّين أَجْوَز أُمٌّ مَعَ الْمُثْقِلِين أَحَطّ ؟ وَيَلِي كُلَّمَا طَالَ عُمْرِي كَثُرَت خَطَايَاي ، وَلَم أتب أمَّا أَنْ لِي أَنْ أَسْتَحْيِيَ مِنْ رَبِّي ؟
ثُمَّ بَكَى وَأَنْشَأَ يَقُولُ : أتحرقني بِالنَّار يَا غَايَةَ الْمُنَى*** فَأَيْن رَجَائِي ؟ ثُمّ أَيْن مَحَبَّتِي
أَتَيْت بِأَعْمَال قباح زَرِيَّة (1) *** وَمَا فِي الْوَرَى خَلَق جنا كجِنَايَتِي
ثُمّ بُكَا وَقَال : « سُبْحَانَك تَعَصَّى كَأَنَّك لَا تَرَى ، وَتَحْلُم كَأَنّك لَمْ تَعْصِ ، تتودد إِلَى خَلْقِكَ بِحُسْن الصُّنْع كَانَ بِكِ الْحَاجَة إلَيْهِم ، وَأَنْتَ يَا سَيِّدِي الْغَنِيّ عَنْهُم » ثُمَّ خَرَّ إلَى الْأَرْضِ سَاجِدًا .مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 151.
(1) رَدِيَّة خ ل كَمَا هُوَ فِي الْمَصْدَرِ .
بَيَان : الْهُجُوع النَّوْمَ لَيْلًا ، وَفِي النِّهَايَةِ فِيهِ أَنَّ بَيْنَ أَيْدِينَا عَقَبَةً لَا يَجُوزُ إلَّا المخف ، يُقَال أَخَفَّ الرَّجُلُ فَهُوَ مُخْفٍ وَخُفّ وَخَفِيفٌ إذَا خَفَّفْت حَالَة وَدَابَّتِه وَإِذَا كَانَ قَلِيلَ الثِّقَل يُرِيدُ بِهِ المخف مِنْ الذُّنُوبِ ، وَأَسْبَاب الدُّنْيَا وَعَلَّقَهَا انْتَهَى ، والزرية لَعَلَّهَا مِنْ زَرَى عَلَيْهِ إذَا عَابَهُ وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ رَدِيَّة .
8 - عَنْ أَحَدِهِمَا يَعْنِي أَبَا جَعْفَرٍ وَأَبَا عَبْداللَّه عليهماالسلام قَال : قُلْ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ « لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ ، لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمِ ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبَّ الْأَرَضِينَ السَّبْعَ وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُنَّ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَأَنْت اللَّهِ زَيْنِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَنْت اللَّه جَمَال السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَنْت اللَّه عِمَاد السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَأَنْت اللَّه صَرِيخ المستصرخين ، وَأَنْت اللَّه غِيَاث الْمُسْتَغِيثِين ، وَأَنْت اللَّه الْمُفْرَج عَن المكروبين ، وَأَنْت اللَّه الْمُرَوَّح عَن المغمومين ، وَأَنْت اللَّه مُجِيبٌ دَعْوَة الْمُضْطَرِّين ، وَأَنْت اللَّهَ إلَهٌ الْعَالَمِين ، وَأَنْت اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَأَنْت اللَّه كَاشِفٌ السُّوء ، وَأَنْت اللَّهُ بِك تَنْزِل كُلِّ حَاجَةٍ . يَا اللَّهُ لَيْسَ يَرُدّ غَضَبَكَ إِلَّا حِلْمُكَ ، وَلَا يُنَجِّي مِنْ عِقَابِكَ إِلَّا رَحْمَتُكَ ، وَلَا يُنَجَّى مِنْكَ إِلَّا التَّضَرُّعُ إِلَيْكَ ، فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً تُغْنِيَنِي بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مِنْ سِوَاكَ ، بِالْقُدْرَةِ الَّتِي بِهَا أُحْيِيَت جَمِيع مافي الْبِلَاد ، وَبِهَا تَنْشُرُ مَيْتَ الْعِبَاد ، وَلَا تُهْلِكْنِي غَمّاً حَتَّى تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي ، وَتَعْرِفنِي الْإِجَابَةَ فِي دُعَائِي ، وَارْزُقْنِي الْعَافِيَةِ إِلَى مُنْتَهَى أَجْلَى ، واقلني عَثْرَتِي ، وَلَا تُشَمِّتْ بِي عَدُوِّي ، وَلَا تُمْكِنُهُ مِنْ رَقَبَتِي . اللَّهُمَّ إنْ رَفَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَضَعُنِي ، وَإِن وَضَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْفَعُنِي ؟ وَإِن أَهْلَكْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَحُولُ بَيْنَك وَبَيْنِي ، وَيَتَعَرَّض لَك فِي شَيّ مِنْ أَمْرِي وَقَدْ عَلِمْت أَنَّ لَيْسَ فِي حُكْمِكَ ظُلْمٌ ، وَلَا فِي نَقِمَتِكَ عَجَلَةٌ ، إنمايعجل مَنْ يَخَافُ الْفَوْتَ ، وَإِنَّمَا يَحْتَاجُ إلَى الظُّلْمِ الضَّعِيفُ ، وَقَد تَعَالَيْت عَنْ ذَلِكَ يَا إِلَهِي ، فَلَا تَجْعَلْنِي لِلْبَلَاءِ غَرَضاً ، وَلَا لِنَقِمَتِكَ نَصَباً ، ومهلني ونفسني ، وأقلني عَثْرَتِي ، وَلَا تَتْبَعُنِي بِبَلَاءٍ عَلَى أَثَرِ بَلَاءٍ ، فَقَدْ تَرَى ضَعْفِي ، وَقِلَّةِ حِيلَتِي ، أَسْتَعِيذ بِك اللَّيْلَة فَأَعِذْنِي ، واستجير بِك عَنْ النَّارِ فَأْجُرْنِي ، وأسئلك الْجَنَّةِ فَلَا تَحْرِمْنِي » .مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ : ص 340- 341 .
ثُمّ اُدْعُ بِمَا أَحْبَبْتُ وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ سَبْعِينَ مَرَّةً . مِنْ لَا يَحْضُرُهُ الْفَقِيه ج 1 ص 310 - 311 .
« إِلَهِي كَمْ مِنْ مُوبِقَةٌ حَمَلَت عَنِّي مُقَابَلَتِهَا بِنِعْمَتِك ، وَكَمْ مِنْ جَرِيرَة تكرمت عَنْ كَشْفِهَا بِكَرَمِك ، إِلَهِي إِنْ طَالَ فِي عِصْيَانِك عُمْرِي ، وَعَظْم فِي الصُّحُفِ ذَنْبِي ، فَمَا أَنَا أُؤَمِّل غَيْر غُفْرَانَك ، وَلَا أَنَا براج غَيْر رِضْوَانِك » . فَشَغَلَنِي الصَّوْت واقتفيت الْأَثَر فَإِذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) بِعَيْنِه ، فَاسْتَتَرَت لَه وأخملت الْحَرَكَة ، فَرَكَع رَكَعَاتٍ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الْغَابِر ، ثُمَّ فَرَغَ إلَى الدُّعَاءِ وَالْبُكَاء وَالبَثّ وَالشَّكْوَى ، فَكَانَ مِمَّا بِهِ اللَّهُ ناجا إنْ قَالَ : « إلْهَى أُفَكِّرُ فِي عَفْوِك فَتَهُون عَلِيّ خَطِيئَتِي ، ثُمَّ أَذْكُرُ الْعَظِيمِ مِنْ أَخَذَك فَتَعْظُم عَلِيّ بليتي » .
ثُمَّ قَالَ : « آه إنْ أَنَا قَرَأْتُ فِي الصُّحُفِ سَيِّئَة أناناسيها ، وَأَنْت محصيها ، فَتَقُول خُذُوه ، فَيَالَةٌ مِن مَأْخُوذٌ لَا تَنْجِيَة عَشِيرَتِه ، وَلَا تَنْفَعُهُ قَبِيلَتُه ، يَرْحَمُه الْمَلَإ إذَا أَذِنَ فِيهِ بِالنِّدَاء »
ثُمَّ قَالَ : « آهِ مِنْ نَارٍ تَنْضَج الْأَكْبَاد وَالْكُلَى ، آهِ مِنْ نَارٍ نَزَّاعَةً لِلشَّوَى آهِ مِنْ غَمْرَةٍ مِنْ ملهبات لَظَى »
قَال : ثُمّ أَنْعَمَ فِي الْبُكَاءِ فَلَمْ أَسْمَعْ لَهُ حِسًّا وَلَا حَرَكَةٌ فَقُلْتُ غَلَبَ عَلَيْهِ النَّوْمُ لِطُول السَّهَر أوقظه لِصَلَاةِ الْفَجْرِ .
قَال أبوالدرداء :
فَأَتَيْتُه فَإِذَا هُوَ كَالْخَشَبَة الْمُلْقَاة فحركته فَلَمْ يَتَحَرَّكْ ، وزويته فَلَم يَنْزُو فَقُلْت : إنالله وَإِنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ ، مَاتَ وَاَللَّهُ عَلَيَّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ .
قَال : فَأَتَيْت مَنْزِلَة مُبَادِرًا أَنْعاه إلَيْهِم فَقَالَتْ فَاطِمَةُ عليهاالسلام : يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ ماكان مِنْ شَأْنِهِ وَمَن قَضِيَّتُه ؟ فَأَخْبَرَتْهَا الْخَبَر ، فَقَالَتْ هِيَ : وَاَللّهِ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ الْغَشْيَة الَّتِي تَأْخُذَهُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ، ثُمّ أَتَوْهُ بِمَاء فنضحوه عَلَى وَجْهِهِ ، فَأَفَاق وَنَظَرَ إلَيَّ وَأَنَا أَبْكِي ، فَقَال : مِمَّا بُكَاؤُك يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ ؟ فَقُلْت : مِمَّا أَرَاهُ تُنَزِّلُه بِنَفْسِك ، فَقَال : يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ فَكَيْفَ وَلَوْ رَأَيْتنِي وَدَعِي بِي إلَى الْحِسَابِ ، وَأَيْقَن أَهْل الْجَرَائِم بِالْعَذَاب واحتوشتنى مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ ، وزبانية فظاظ ، فَوَقَفْت بَيْنَ يَدَيْ الْمَلِكِ الْجَبَّارِ ، قَد أسلمني الْأَحِبَّاء ، وَرَحِمَنِي أَهْلِ الدُّنْيَا ، لَكُنْت أَشَدّ رَحِمَه لِي بَيْنَ يَدَيْ مِنْ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ ، فَقَال أبوالدرداء : فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْت ذَلِكَ لِأَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ) . أمالى الصَّدُوق ص 48 و 49 .
اللَّهُمَّ إِلَيْكَ رُفِعَت الْأَبْصَار ، وَنُقِلَت الْإِقْدَام ، ومدت الْأَعْنَاق ، وَرَفَعَت الْأَيْدِي ودعيت بِالْأَلْسُن ، وتحوكم إِلَيْكَ فِي الْأَعْمَالِ ، رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ، وَافْتَح بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَلْقِك بِالْحَقّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ .
اللَّهُمَّ إِلَيْكَ نَشْكُو غَيْبَة نَبِيِّنَا ، وَشِدَّة الزَّمَان عَلَيْنَا وَوُقُوع الْفِتَن بِنَا وَتَظَاهَر الْأَعْدَاء وَكَثْرَة عَدُوّنَا ، وَقِلَّة عَدَدُنَا ، فَفَرَج ذَلِكَ يَا رَبِّ بِفَتْح مِنْك تَعَجَّلَه ، وَنَصَر مِنْك تعزه ، وَأَمَّا عَدْل تُظْهِرُه ، إلَهَ الْحَقِّ رَبِّ الْعَالَمِينَ » .
ثُمَّ تَقُولُ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ بَعْدَ هَذَا الدُّعَاءَ :
أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ سَبْعِينَ مَرَّةً وَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ النَّارِ كَثِيرًا .
وَتَقُولُ فِي دُبُرِ الْوِتْرِ بَعْدَ التَّسْلِيمِ « سُبْحَانَ رَبِّي الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ » ثَلَاثَ مَرَّاتٍ .
« الْحَمْد لِرَبّ الصَّبَّاح ، الْحَمْد لفالق الْإِصْبَاح » ثَلَاثَ مَرَّاتٍ .أمالى الطوسى ج 2 ص 47 - 48.
عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ قَالَ : بَيْنَا أَنَا ونوف نَائِمَيْن فِي رَحْبَةِ الْقَصْرِ إذْ نَحْن بِأَمِير الْمُؤْمِنِين ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) فِي بَقِيَّةِ مِنْ اللَّيْلِ ، وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى الْحَائِطِ شَبِيهٌ الْوَالِه ، وَهُوَ يَقُولُ : أَنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ، إلَى آخِرِ الْآيَةِ ، قَال : ثُمَّ جَعَلَ يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَاتِ وَيُمِرّ شَبَّه الطَّائِر عَقْلُه ، فَقَالَ لِي : أراقد أَنْتَ يَا حَبَّة أَم رامق ؟ قَال : قُلْت : رامق ، هَذَا أَنْتَ تَعْمَل هَذَا الْعَمَلِ ، فَكَيْف نَحْن ؟ قَال : فَأَرْخَى عَيْنَيْه فَبَكَى ثُمّ قَالَ لِي : يَا حَبِّهِ أَنْ لِلَّهِ مَوْقِفًا وَلَنَا بَيْنَ يَدَيْهِ مَوْقِفٌ ، لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيّ مِنْ أَعْمَالِنَا إنَّ اللَّهَ أَقْرَبَ إلَيّ وَإِلَيْك مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ يَا حَبَّة أَنَّهُ لَنْ يَحْجُبُنِي وَلَا إِيَّاكَ عَنْ اللَّهِ شَيّ .
(1) هذا القسم من فلاح السائل مخطوط لم يطبع بعد. قَال : ثُمَّ قَالَ أراقد أَنْتَ يَا نُوَفّ ؟ قَال : قَال : لَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَنَا براقد و لَقَد أَطَلْت بُكَائِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ ، فَقَال : يَا نُوَفّ إنْ طَالَ بُكَاؤُك فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ مَخَافَةً مِنْ اللَّهِ عزوجل ، قَرَّت عَيْنَاك غَدًا بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ عزوجل .
يَا نُوَفّ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ قَطْره قَطَرَت مِنْ عَيْنٍ رَجُلٍ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ إلَّا أَطْفَأَتْ بحارا مِنْ النِّيرَانِ ، يَا نُوَفّ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ أَعْظَمُ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رَجُلٍ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ، وَأَحَبّ فِي اللَّهِ ، وَأَبْغِض فِي اللَّهِ ، يَا نُوَفّ أَنَّهُ مِنْ أَحَبَّ فِي اللَّهِ لَمْ يَسْتَأثِرُ عَلَى مَحَبَّتِهِ ، وَمَنْ أَبْغَضَ فِي اللَّهِ لَمْ يَنَلْ مبغضيه خَيْرًا ، عِنْدَ ذَلِكَ استكملتم حَقَائِق الْإِيمَان .
ثُمّ وعظهما وَذَكَرَهُمَا وَقَالَ فِي أواخره : فَكُونُوا مِنْ اللَّهِ عَلَى حَذَرٍ فَقَد أنذرتكما ثُمَّ جَعَلَ يَمُرّ وَهُوَ يَقُولُ : لَيْتَ شِعْرِي فِي غفلاتي أمعرض أَنْتَ عَنّي أَم نَاظِر إلَيّ وَلَيْتَ شِعْرِي فِي طُولِ مَنَامِي وَقِلَّة شكرى فِي نِعْمَتِك عَلَيَّ مَا حَالِي « قَال : فَوَاللَّهِ مَا زَالَ فِي هَذِهِ الْحَالِ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ .
وَمِنْ صِفَاتِ مَوْلَانَا عَلِيّ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) فِي لَيْلَةٍ مَا ذَكَرَهُ نُوَفّ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَأَنَّهُ مَا فَرَش لَهُ فِرَاشٌ فِي لَيْلٍ قَطُّ وَلَا أَكَلَ طَعَامًا فِي هَجِير قَطُّ وَقَالَ نُوَفّ : أَشْهَدُ لَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي بَعْضِ مَوَاقِفِهِ وَقَدْ أَرْخَى اللَّيْلُ سدوله ، وَغَارَتْ نُجُومُهُ ، وَهُوَ قَابِضٌ بِيَدِهِ عَلَى لِحْيَتِهِ يَتَمَلْمَلُ تَمَلْمُلَ السَّلِيمِ ، ويبكى بُكَاءَ الْحَزِينِ وَالْحَدِيثُ مَشْهُورٌ . رَاجِعٌ فِي ذَلِكَ ج 41 ص 2411 بَاب عِبَادَتِه وَخَوْفِه عليهالسلام .
12 - وَأَكْثَرَ مِنْ الِاسْتِغْفَارِ مَا اسْتَطَعْت ، وَلْيَكُن فيماتقول هَذَا الِاسْتِغْفَار » اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَغْفِرُك وَأَتُوبُ إلَيْك مِنْ مَظَالِمِ كَثِيرَةٌ لِعِبَادِك عِنْدِي ، فَأَيُّمَا عَبْدٍ مِنْ عَبِيدِك كَانَتْ لَهُ قَبْلِى مُظْلِمَة ظُلْمَتَهَا إيَّاهُ فِي بَدَنِهِ أوعرضه أوماله لَا أَسْتَطِيعُ أَدَاءِ ذَلِكَ إلَيْهِ ، وَلَا تَحَلُّلِهَا مِنْه ، فَأَرْضِه عَنِّي بماشئت وَكَيْف شِئْت وَأَنَّى شِئْت ، و هَبْهَا لِي ، وَمَا تَصْنَعُ بعذابي يَا رَبِّ وَقَد وَسِعَت رَحْمَتِك كُلِّ شَيِّ ، وَمَا عَلَيْكَ يَا رَبِّ أن تكرمني بِرَحْمَتِك ، وَلَا تهينني بِعَذَابِك ، وَلَا يُنْقِصُك يَا رَبِّ أنَّ تَفْعَلَ بِي مَا سَأَلْتُكَ وَأَنْت وَاجِدٌ لِكُلِّ خَيْرٍ .
اللَّهُمَّ إنْ اِسْتِغْفارِي إيَّاك مَع إصراري لَلُؤْمٌ ، وَإِن تركى الِاسْتِغْفَار لَكَ مَعَ سَعَةِ رَحْمَتِك لِعَجْز ، اللَّهُمّ كَم تتحبب إِلَيَّ وَأَنْتَ غَنِيٌّ عَنِّي ، وَكَم أتبغض إِلَيْكَ وَ إِنَّا إِلَيْكَ فَقِيرٌ ، فَسُبْحَانَ مَنْ إذَا وَعَدَ وَفَّى ، وَإِذَا تَوَعَّد عَفَى .مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ : 341 .
كَانَ النَّبِيُّ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ) : يَقُولُ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ : « اللَّهُمَّ اهْدِنِي إلَى قَوْلِهِ فَإِنَّك تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْك ، سُبْحَانَك رَبُّ الْبَيْتِ أَسْتَغْفِرُك وَأَتُوبُ إلَيْك ، وأومن بِك ، وَأَتَوَكَّل عَلَيْك ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِكَ يَا رَحِيمُ » . الْفَقِيه ج 1 ص 308 .
15 - عَنْ أَبِي عَبْداللَّه ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) قَال : مَنْ قَرَأَ مِائَةِ آيَةٍ يُصَلِّي بِهَا فِي لَيْلَةٍ كُتِبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا قُنُوت لَيْلَة ، وَمَنْ قَرَأَ مِائَتَيْ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ فِي غَيْرِ صَلَاةٍ اللَّيْلِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ فِي اللَّوْحِ قِنْطَارًا مِنْ حَسَنَاتِ ، وَالْقِنْطَار أَلْفٌ وَمِائَتَا أُوقِيَّةٍ ، وَالْأُوقِيَّة أَعْظَمُ مِنْ جَبَلٍ أُحُدٍ .معانى الاخبار : 147.
وَمِنْه : عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْداللَّه عليهالسلام يَقُول : فِي قَوْلِ اللَّهِ عزوجل : « وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ » (1) قَال : كَانُوا يَسْتَغْفِرُون اللَّهُ فِي آخِرِ الْوِتْرَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ سَبْعِينَ مَرَّةً . عَلَّل الشَّرَائِع ج 2 ص 53 .
(1) الذَّارِيَات : 18 .
بَيَان : يُومِئ إلَى اسْتِحْبَابُ كَوْنِ الْوَتْرِ فِي آخِرِ اللَّيْلِ .
17-عَنْ أَبِي عَبْداللَّه عليهالسلام قَال : أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْوِتْرِ سَبْعِينَ مَرَّةً ، تُنْصَب يَدَك الْيُسْرَى وَتُعَدّ بِالْيُمْنَى . عَلَّل الشَّرَائِع ج 2 ص 53 .
وَمِنْه : عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّل عليهالسلام قَال : كَانَ إذَا اسْتَوَى مِنْ الرُّكُوعِ فِي آخِرِ رَكْعَتُه مِنْ الْوِتْرِ قَالَ : « اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْت فِي كِتَابِكَ الْمَنْزِل » كَانُوا قَلِيلًا مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ « طَال وَاَللَّه هجوعي ، وَقُل قِيَامِي ، وَهَذَا السِّحْر وَأَنَا أَسْتَغْفِرُك لَذُنُوبِي اسْتِغْفَارٌ مَنْ لَا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ ضَرًّا وَلا نَفْعًا ، وَلَا مَوْتًا وَلَا حَيَاةَ وَلَا نُشُورًا » ثُمَّ يَخِرُّ سَاجِدًا . عَلَّل الشَّرَائِع ج 2 ص 53 .
بَيَان : قَالَ بَعْضُ الْأَصْحَابِ فِي الْوِتْرِ قنوتان : أَحَدُهُمَا قَبْلَ الرُّكُوعِ ، وَالْآخَرُ بَعْدَهُ لِهَذِهِ الرِّوَايَةِ وَشَبَهِهَا .
أَقُول : لَوْ لَمْ يُعْتَبَرْ فِي الْقُنُوتِ رَفْعُ الْيَدَيْنِ كَمَا هُوَ الْمَشْهُورُ يَتِمُّ التَّقْرِيبُ ، وَإِلَّا فَفِيهِ نَظَرٌ ، قَالَ فِي الذّكْرَى : يَقْنُتُ فِي مفردة الْوِتْر لِمَا مَرَّ ، وَلَا فَرْقَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ غَيْرِهِ فِي كَوْنِهِ قَبْلَ الرُّكُوعِ ، لِرِوَايَة عَمَّار (1) عَنْ الصَّادِقِ عليهالسلام فِي نَاسِي الْقُنُوتِ فِي الْوِتْرِ أَوْ فِي غَيْرِ الْوِتْرِ ، قَال : لَيْسَ عَلَيْهِ شَيّ ، نَعَمْ الظَّاهِرُ اسْتِحْبَابُ الدُّعَاءِ فِي الْوِتْرِ بَعْدَ الرُّكُوعِ أَيْضًا لِمَا رُوِيَ (2) عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الكاظم عليهالسلام أَنَّهُ كَانَ إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ آخَرَ رَكْعَةٍ الْوِتْرِ قَالَ : « هَذَا مَقَامُ مَنِ حَسَنَاتِهِ نِعْمَة مِنْك » إلَى آخِرِ الدُّعَاءِ ، وَسَمَّاه فِي الْمُعْتَبَر قُنُوتًا .
(1) التَّهْذِيب ج 1 ص 172 . (2) التَّهْذِيب ج 2 ص 132 ط نَجَف .
بَيَان : يَدُلُّ عَلَى اسْتِحْبَابِ الْجَهْرِ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ كمانص عَلَيْه الشَّهِيدُ وَغَيْرُهُ .
19 ـ عَنْ أَبِي عَبْداللَّه عليهالسلام قَال : كَانَ عَلِيٌّ قَدْ اتَّخَذَ بَيْتًا فِي دَارِهِ لَيْس بِالْكَبِير وَلَا بِالصَّغِير ، وَكَانَ إذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ أُخِذَ مَعَهُ صَبِيًّا لَا يَحْتَشِمُ مِنْهُ حَتَّى يَذْهَبَ مَعَهُ إلَى ذَلِكَ الْبَيْتِ فَيُصَلِّي . قَرُب الْإِسْنَاد : 98 ط نَجَف .
بَيَان : يَدُلُّ عَلَى اسْتِحْبَابِ إيقَاعِ صَلَاةٍ اللَّيْلِ فِي الْبَيْتِ ، وَعَلَى اسْتِحْبَاب تَعْيِين مَوْضِعٍ مَخْصُوصٍ لِذَلِك ، وَأَنْ يَكُونَ مَعَهُ غَيْرُهُ ، وَيَكُونُ ذَلِكَ الْغَيْرِ مِمَّنْ لَا يَحْتَشِمُ مِنْهُ .
20 - عَنْ الرِّضَا عليهالسلام قَال : فَإِنْ قَالَ : فَلَم جَاز لِلْمُسَافِرِ وَالْمَرِيضِ أَنْ يُصَلِّيَا صَلَاةِ اللَّيْلِ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ ؟ قِيل : لِاشْتِغَالِه وَضَعَّفَه ليحرز صَلَاتُه فَيَسْتَرِيح الْمَرِيضُ فِي وَقْتِ رَاحَتِه ، وَيَشْتَغِل الْمُسَافِر بِأَشْغالِه وارتحاله وَسَفَرِه .عُيُون الْأَخْبَار ج 2 ص 113 .
21 ـ عَنْ أَبِي عَبْداللَّه عليهالسلام قَال : مَنْ قَالَ فِي آخِرِ الْوِتْرَ : « أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ » سَبْعِينَ مَرَّةً وَدَاوَمَ عَلَى ذَلِكَ سُنَّةً كُتِبَ مِنْ الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَار .الْمَحَاسِن ص 53 .
لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ ، لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمِ . سُبْحَانَ اللَّهِ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعُ ، وَرَبَّ الْأَرَضِينَ السَّبْعَ ، وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُنَّ ، وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ . يَا اللَّهُ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيّ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ . اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبِينُ ، لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ ، عَمِلْت سَوَاءٌ وظلمت نَفْسِي ، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي ، أَنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ .
اللَّهُمَّ إيَّاكَ أَعْبُد ، وَلَك أُصَلِّي ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ ، وَبِك اعْتَصَمْت ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَبِك اسْتَعَنْت ، وَلَك أَسْجُد وَأَرْكَع وأخضع وأخشع ، وَمِنْك أَخَاف وَأَرْجُو ، وَإِلَيْك أَرْغَب ، وَمِنْك أَخَاف وَاحْذَر ، وَمِنْك الْتَمَس وَاطْلُب ، وَبِك أُهْدِيَت ، وَأَنْت الرَّجَاء وَأَنْت المرجى وَأَنْت المرتجى .
اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْت ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ ، و بَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ ، إنَّك تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْك ، لَا مَنْجَا وَلَا مَلْجَأٌ وَلَا مَفَر وَلَا مَهْرَب مِنْكَ إِلَّا إلَيْك ، سُبْحَانَك وحنانيك ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا .
اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلَك بِهِ مُحَمَّدٌ وَآلِهِ ، وَأَعُوذُ بِك مِنْ كُلِّ مَا اسْتَعَاذَ بِهِ مُحَمَّدٌ وَآلِهِ ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِك مِنْ أَنَّ نَذِلَّ وَنَخْزَى ، وَأَعُوذُ بِك مِنْ شَرِّ فِسْقُه الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ ، وَشَرّ فِسْقُه الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرّ ، وَشَرّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ، إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ، وَأَعُوذُ بِك مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ ، وَأَعُوذُ بِك رَبِّ إنَّ يَحْضُرُونِ.
اللَّهُمَّ مَنْ كَانَ أَمْسَى وَأَصْبَحَ ، وَلَه ثِقَةٌ أَوْ رَجَاءُ غَيْرُكَ ، فَأَنْت ثِقَتِي وسؤلي ورجائي ، يَا خَيْرَ مِنْ سُئِلَ ، وَيَا أَكْرَمُ مِنْ اسْتَكرَم ، وَيَا ارْحَمْ مَنْ اسْتُرْحِمَ ، أَرْحَم ضَعْفِي وَذُلِّي بَيْنَ يَدَيْكَ ، وتضرعي إلَيْك ، ووحشتي مِنْ النَّاسِ ، وَذَلّ مَقَامِي بِبَابِك .
اللَّهُمّ اُنْظُرْ إلَيَّ بِعَيْنِ الرَّحْمَة ، نَظَرِه تَكُون خَيْرِه ، استأهلنا وَإِلَّا تَفْضُل عَلَيْنَا ، يَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ ، وَيَا أَجْوَدُ الْأَجْوَدِينَ ، وَيَا خَيْرَ الْغَافِرِينَ ، وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَيَا أَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ، وَيَا أَسْرَع الحاسبين ، يَا أَهْلَ التَّقْوَى وَالْمَغْفِرَة ، يَا مَعْدِن الْجُودُ وَالْكَرَمُ .
يَا اللَّهُ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِك وَرَسُولُكَ وَنَبِيِّك ، وصفيك ، وسفيرك ، وَخِيرَتُك مِنْ بَرِيَّتِكَ ، وصفوتك مِنْ خَلْقِكَ ، وزكيك وتقيك ، ونقيك ، ونجيك ، و نَجِيبِك ، وَوَلِي عَهْدُك ، وَمَعْدِن سِرُّك ، وكهف غَيْبِك ، الطَّاهِر الطَّيِّبِ الْمُبَارَكِ ، الزَّكِيّ الصَّادِق ، الْوَفِيّ الْعَادِل الْبَارّ ، الْمُطَهِّر الْمَقْدِس ، النَّيِّر الْمُضِيّ ، السِّرَاج اللَّامِع ، وَالنُّور السَّاطِع ، وَالْحُجَّة الْبَالِغَة ، نُورَك الْأَنْوَر ، وَحَبْلُك الْأَطْوَل وعروتك الْأَوْثَق ، وبابك الْأَدْنَى ، وَوَجْهُك الْأَكْرَم ، وسفيرك الأوقف وجنبك الأوجب ، وَطَاعَتِك الألزم ، وحجابك الْأَقْرَب .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ مِنْ آلِ طَه وَيَس ، واخصص وَلِيَك ، وَوَصِيّ نَبِيِّك ، وَأَخًا رَسُولِك ، وَوَزِيرِه ، وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ، إمَامُ الْمُتَّقِينَ ، وَخَاتَم الْوَصِيَّيْن لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَابْنَتُه الْبَتُول ، وَعَلَى سَيِّدِي شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنْ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ، وَعَلَى الْأَئِمَّة الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ السَّالِفِين الْمَاضِين ، وَعَلَى النُّقَبَاء الْأَتْقِيَاء الْبَرَرَة الْأَئِمَّة الفاضلين الْبَاقِين ، وَعَلَى بقيتك فِي أَرْضِك ، الْقَائِم بِالْحَقِّ فِي الْيَوْمِ الْمَوْعُود ، وَعَلَى الفاضلين الْمَهْدِيِّين الْأُمَنَاء الْخَزَنَة .
وَعَلَى خَوَاصّ مَلَائِكَتِك : جَبْرَئِيل وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ وَعِزْرَائِيلُ ، والصافين والحافين والكروبيين والمسبحين ، وَجَمِيع مَلَائِكَتِك فِي سَمَاوَاتِك وأرضك أكتعين .
وَصَلِّ عَلَى أَبِينَا آدَمَ ، وَأَمْنًا حَوَّاء ، وَمَا بَيْنَهُمَا مِنْ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ ، واخصص مُحَمَّدًا بِأَفْضَل الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيمِ . اللَّهُمَّ إنِّي أَبْرَأُ إلَيْك مِنْ أَعْدَائِهِمْ ومعانديهم وظالميهم ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالْأَهَمّ ، وَعَادِ مَنْ عاداهم ، وَانْصُرْ مَنْ نَصْرِهِمْ ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَ عِبَادِك الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ الْأَتْقِيَاء الْبَرَرَة . اللَّهُمَّ احْشُرْنِي مَعَ مَنْ أَتَوَلَّى ، وأبعدني مِمَّن أَتَبَرَّأ ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ مَا فِي ضَمِيرِ قَلْبِي مِنْ حُبِّ أَوْلِيَائِك ، وَبُغْض أَعْدَائِك ، وَكَفَى بِكَ عَلِيمًا .
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ، اللَّهُمّ اجزهما عَنِّي بِأَفْضَل الْجَزَاء ، وكافهما عَنِّي بِأَفْضَل الْمُكَافَأَة ، اللَّهُمَّ بَدَلٌ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ، وَارْفَع لَهُم بِالْحَسَنَات الدَّرَجَات . اللَّهُمّ إذَا صِرْنَا إلَى مَا صَارُوا إلَيْهِ ، فَأَمَر مَلَكُ الْمَوْتِ إنْ يَكُونَ بِنَا رؤوفا رَحِيمًا .
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ، وَلِجَمِيع إِخْوَانَنَا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ ، الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ ، وَتَابَع بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ بِالْخَيْرَات ، إِنَّك مُجِيبٌ الدَّعَوَات وَوَلِي الْحَسَنَات ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ لَا تُخْرِجْنِي مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا إلَّا بِذَنْبٍ مَغْفُورٌ ، وَسَعْيٌ مَشْكُورٌ ، وَعَمِل مُتَقَبَّل ، وَتِجَارَةً لَنْ تَبُورَ . اللَّهُمّ أَعْتَقَنِي مِنْ النَّارِ ، وَاجْعَلْنِي مِنْ طلقائك وعتقائك مِنْ النَّارِ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِي وَاعْصِمْنِي فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِي . اللّهُمّ كُنْ لِي وَلِيًّا وحافظا وناصرا وَمُعِينًا ، وَاجْعَلْنِي فِي حرزك وَحِفْظك ، وحمايتك وكنفك ، ودرعك الْحُصَيْن ، وَفِي كلاءتك ، عَزَّ جَارُك ، وَجَلَّ ثَنَاؤُك ، وَلَا إلَهَ غَيْرُك ، وَلَا مَعْبُود سِوَاك .
اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنِي بِسُوءٍ فأرده ، اللَّهُمّ رَدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ ، اللَّهُمّ بَتَر عُمْرَة ، وَبَدَّد شَمِلَه ، وَفَرَّق جُمُعَة ، وَاسْتَأْصَل شَأْفَتِه ، وَأَقْطَع دَابِرَه ، وقتر رِزْقِه ، وَإِبِلُه بِجَهْد الْبَلَاء ، وَأَشْغَلَه بِنَفْسِه ، وابتله بِعِيَالِهِ وَوَلَدِهِ ، وَاصْرِفْ عَنِّي شَرَّهُ ، وَأَطْبَق عَنِّي فَمِه ، وَخُذ مِنْه آمِنَة مِثْلُ مَنْ أَخَذَ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ ، وَاجْعَلْنِي مِنْهُ عَلَى حَذَرٍ بِحِفْظِك وحياطتك ، وَأَدْفَع عَنِّي شَرَّهُ وَكَيْدَه وَمُكْرَه ، واكفنيه وَاكْفِنِي مَا أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ دُنْيَايَ وَآخِرَتِي .
اللَّهُمَّ لَا تَسَلُّطَ عَلَيَّ مِنْ لَا يَرْحَمُنِي ، اللَّهُمّ أَصْلِحْنِي [1] ، وَأَصْلَح شَأْنِي ، وَأَصْلَح فَسَاد قَلْبِي . اللَّهُمَّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَنَوِّرْ قَلْبِي ، وَيَسَّرَ لِيَ أَمْرِي ، وَلَا تُشَمِّتْ بِي الْأَعْدَاءَ وَلَا الْحَاسِد . اللَّهُمّ أَغْنِنِي بِغِنَاك ، وَلَا تحوجني إلَى أَحَدٍ سِوَاك ، تَفَضَّلْ عَلَيَّ عَنْ فَضْلِ مِنْ سِوَاكَ ، يَا قَرِيبٌ يَا مُجِيبَ ، يَا اللَّهُ لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ ، عَمِلْت سَوَاءٌ وظلمت نَفْسِي ، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي إنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ .[1] فِي نُسْخَةٍ " ش " : " وَأَصْلِحْ لِي " .
اللَّهُمَّ أَظْهِرْ الْحَقّ وَأَهْلِه ، وَاجْعَلْنِي مِمَّن أَقُولُ بِهِ وَانْتَظَرَه ، اللَّهُمّ قَوْمٌ قَائِمٌ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَظْهَر دَعْوَتِه بِرِضَا مَنْ آلِ مُحَمَّدٍ ، اللَّهُمَّ أَظْهِرْ رَأَيْته ، وقو عَزْمِه ، وَعَجَّل خُرُوجِه ، وَانْصُر جُيُوشِه ، واعضد أَنْصَارَه ، وَأَبْلَغ طَلَبَتْه ، وَأَنْجَح أَمَلُه ، وَأَصْلَح شَأْنُه ، وَقَرُب أَوَانِه ، فَإِنَّك تُبْدِي وَتُعِيد ، وَأَنْت الْغَفُورُ الْوَدُودُ .
اللَّهُمَّ امْلَأْ الدُّنْيَا قِسْطًا وَعَدْلًا ، كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا . اللَّهُمّ اُنْصُر جُيُوش الْمُؤْمِنِين ، وسراياهم ومرابطيهم حَيْثُ كَانُوا ، وَأَيْنَ كَانُوا ، مِنْ مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ، وَانْصُرْهُم نَصْرًا عَزِيزًا ، وَافْتَح لَهُم فَتْحاً يَسِيراً ، وَاجْعَل لَنَا وَلَهُمْ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا . اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ أَتْبَاعِهِ ، والمستشهدين بَيْنَ يَدَيْهِ .
اللَّهُمَّ الْعَنْ الظَّلَمَة وَالظَّالِمِين ، الَّذِينَ بَدَّلُوا دِينِك ، وَحَرَّفُوا [2] كِتَابِك ، وَغَيَّرُوا سُنَّةُ نَبِيِّكَ ، وَدَرَسُوا الْآثَار ، وظلموا عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ نَبِيِّك ، وَقَاتِلُوا وَتَعَدَّوْا عَلَيْهِم ، وغصبوا حَقِّهِم ونفوهم [3] عَن بُلْدَانِهِم ، وأزعجوهم عَنْ أَوْطَانِهِمْ ، مِن الطاغين وَالتَّابِعِين ، وَالْقَاسِطِين والمارقين وَالنَّاكِثِين ، وَأَهْل الزُّور وَالْكَذِب ، الْكَفَرَةِ الْفَجَرَةِ .
[2] فِي نُسْخَةٍ " ض " : " وحرقوا " . [3] فِي نُسْخَةٍ " ش " : " وتفرقوهم " .
اللَّهُمَّ الْعَنْ أَتْبَاعِهِم ، وجيوشهم ، وَأَصْحَابُهُم ، وَأَعْوَانُهُم ، ومحبيهم ، وشيعتهم ، واحشرهم إلَى جَهَنَّمَ زِرْقًا [4] . اللَّهُمَّ عَذِّبْ كَفَرَةَ أَهْلِ
الْكِتَابِ ، وَجَمِيع الْمُشْرِكِين ، وَمَن ضارعهم مِن الْمُنَافِقِين ، فَإِنَّهُم يتقلبون فِي نِعَمِكَ ، ويجحدون آيَاتِك ، وَيُكَذِّبُونَ رُسُلَك ، ويتعدون حُدُودِك ، وَيَدْعُون مَعَكَ إِلَهاً أخر، لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ ، سُبْحَانَك وَتَعَالَيْت عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا .[4] زِرْقًا : جَمْع أَزْرَق وَهُوَ الْأَعْمَى ، وَقِيل : أَسْوَد الْوَجْه " مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ - زَرَق - 5 : 176 " .
اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِك مِنْ الشَّكِّ وَالشِّرْكِ ، وَالشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ ، وَالرِّيَاء ، وَدَرَك الشَّقَاء وَسُوء الْقَضَاء ، وَشَمَاتَة الْأَعْدَاء ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ . اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْت مِنْ الصَّالِحِينَ ، وَأَلْحِقْنِي بِهِم يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . اللَّهُمّ أَفْسَح فِي أَجَلِي ، وَأَوْسَع فِي رِزْقِي ، ومتعني بِطُولِ الْبَقَاءِ ، وَدَوَام الْعِزّ ، وَتَمَامُ النِّعْمَةِ ، وَرِزْق وَاسِعٌ ، وَأَغْنِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي السُّوء وَالْفَحْشَاءَ وَالْمُنْكَرَ . اللَّهُمَّ افْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ ، وَلَا تَفْعَلُ بِي مَا أَنَا أَهْلِه ، لَا تَأْخُذَنِي بِعَدْلِك جُدْ عَلَيَّ بِعَفْوِك وَرَحْمَتك ، ورأفتك ورضوانك .
اللَّهُمّ عَفْوِك ، لَا تَرُدَّنَا خَائِبِين ، وَلَا تُقْطَعُ رَجَائِي ، وَلَا تَجْعَلْنِي مِنْ الْقَانِطِينَ ، وَلَا مَحْرُومِين ، وَلَا مُجْرِمِين ، وَلَا آيِسَيْنِ ، وَلَا ضَالِّين ، وَلَا مُضِلِّين ، وَلَا مطرودين ، وَلَا مغضوبين ، آمَنَّا الْعِقَاب ، وطمئن بِنَا دَارِك دَارِ السَّلَامِ .
اللَّهُمَّ إنِّي أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِين ، وأتشفع إلَيْك بِهِم ، وأتقرب إلَيْك بِهِم ، وَأَتَوَجَّهُ إلَيْك بِهِم ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي بِهِم وَجِيهًا ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي بِهِمْ ، وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِيَ بِهِم ، وَارْحَمْنِي بِهِم ، واشفعني بِهِم . اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ حُسْنَ الْعَاقِبَةِ ، وَتَمَامُ النِّعْمَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيِّ قَدِيرٌ . اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا ، وَارْحَمْنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ، وَعَافِنَا ، وغنمنا ، وَرَفَعْنَا ، وسددنا ، واهدنا ، وَأَرْشَدَنَا ، وَعَافِنَا ، وَكُنْ لَنَا وَلَا تَكُنْ عَلَيْنَا ، وَأَكُفِّنَا مَا أَهَمَّنَا مِنْ أَمْرِ دنيانا وَآخِرَتِنَا ، وَلَا تُضِلَّنَا ، وَلَا تُهْلِكُنَا ، وَلَا تضعنا ، واهدنا إلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ ، وَاتِنًا مَا سَأَلْنَا وَمَا لَمْ نَسْأَلُك ، وَزِدْنَا مِنْ فَضْلِك ، إنَّك أَنْتَ الْمَنّانُ يَا اللَّهُ . رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبّي وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ، اغْفِرْ وَارْحَمْ وَتَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ ، فَإِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ . فقه الرضا : 402 - 401 .
23 - يُسْتَحَبُّ أَنْ يَسْجُدَ عَقِيبَ الْوِتْرِ سَجْدَتَيْن يَقُولُ فِي الْأُولَى »
سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ « خَمْسَ مَرَّاتٍ ثُمَّ يَجْلِسُ وَيَقْرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ ثُمَّ يَسْجُدُ ثَانِيًا وَيَقُول كَذَلِكَ خَمْسًا ، فَقَدْ رَوَى عَنْ النَّبِيِّ صلىاللهعليه وآله أَنَّ مَنْ فِعْلِ ذَلِكَ لَمْ يَقُمْ مِنْ مَقَامِهِ حَتَّى يَغْفِرَ لَهُ ، وَيَكْتُبُ لَهُ ثَوَابُ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَيُعْطَى ثَوَاب مِائَة حَجَّةٌ وَعُمْرَةٌ ، وَيَكْتُبُ لَهُ بِكُلِّ سُورَةٍ مِنْ الْقُرْآنِ مَدِينَةً فِي الْجَنَّةِ ، وَبَعَثَ اللّهُ تَعَالَى أَلْفُ مَلَكٍ يَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتُ إلَى يَوْمِ يَمُوتُ ، وَلَا يَخْرُجُ مِنْ الدُّنْيَا حَتَّى يُرَى مَكَانَهُ فِي الْجَنَّةِ ، وَكَأَنّمَا طَافَ بِالْبَيْتِ مِائَة طَوَاف ، و أَعْتَق مِائَةَ رَقَبَةٍ ، وَلَا يَقُومُ مِنْ مَقَامِهِ حَتَّى تَنْزِلَ عَلَيْهِ أَلْفٌ رَحِمَه ، ويستجاب دُعَاؤُه وَقَضَى اللَّهُ تَعَالَى حَاجَتِهِ فِي دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ ، وَلَه بِكُلّ سَجْدَة ثَوَاب أَلْفِ صَلَاةٍ تَطَوُّعٍ . مِصْبَاح الكفعمى ص 55 مَتْنًا وهامشا .
وَمِنْه : يُسْتَحَبُّ أَنْ يَسْتَغْفِرَ اللَّهَ فِي كُلِّ سَحَرٍ سَبْعِينَ مَرَّةً ، وَهُوَ أَتَمّ الِاسْتِغْفَار وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عَلِيٍّ عليهالسلام فَيَقُول :
« أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبِّى وَأَتُوبُ إِلَيْهِ » وَيَقُول سَبْعًا « أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ » .مِصْبَاح الكفعمى ص 58 فِي الْمَتْنِ .
أَقُول : وُجِدَتْ فِي صَحِيفَةٍ قَدِيمَةٍ مُصَحَّحَةٍ كَان سَنَدُهَا هَكَذَا قَالَ:عَنْ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيٍّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام قَال : كَانَ مِنْ دُعَائِهِ بَعْدَ صَلَاةِ اللَّيْلِ : إلْهَى وَسَيِّدِي هَدَأَت الْعُيُون ، وَغَارَتْ النُّجُومُ ، وَسَكَنَت الْحَرَكَاتِ مِنْ الطَّيْرِ فِي الوكور ، وَالْحِيتَانُ فِي الْبُحُور ، وَأَنْت الْعَدْلِ الَّذِي لَا يَجُور ، وَالْقِسْط الَّذِي لَا تَمِيل ، والدائم الَّذِي لَا يَزُولُ ، أُغْلِقَت الْمُلُوك أَبْوَابِهَا ، وَدَارَت عَلَيْه حراسها ، وبابك مَفْتُوحٌ لِمَن دَعَاك ، يَا سَيِّدِي ، وَخَلَا كُلُّ حَبِيبٍ بِحَبِيبِهِ ، وَأَنْت الْمَحْبُوب إلَيّ . أَلْهَى إنِّي وَإِنْ كُنْت عَصَيْتُك فِي أَشْيَاءَ أمرتنى بِهَا ، وَأَشْيَاء نهيتنى عَنْهَا ، فَقَد أَطَعْتُكِ فِي أَحَبِّ الْأَشْيَاءِ إلَيْك ، آمَنَتْ بِكَ لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَك مِنْكَ عَلَيَّ لامني عَلَيْك .
إلْهَى عَصَيْتُك فِي أَشْيَاءَ أَمَرْتَنِي بهاوأشياء نَهَيْتَنِي عَنْهَا لِأَحَد مُكَابَرَةٌ وَلَا مُعَانِدَة ، وَلَا اِسْتِكْبار وَلَا جُحُود لربوبيتك ، وَلَكِن استفزني الشَّيْطَان بَعْد الْحِجَّة ، وَالْمَعْرِفَة وَالْبَيَان ، لَا عُذْرَ لِي فَاعْتَذَر ، فَإِن عَذَّبْتَنِي فبذنوبي ، وَبِمَا أَنَا أَهْلِه ، وَإِن غَفَرْت لِي فبرحمتك ، وَبِمَا أَنْتَ أَهْلُهُ ، أَنْتَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ وَأَنَا مِنْ أَهْلِ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ . بحار الانوار : ج 84 ص 308 -309 .
صَلَاةُ الْحَاجَةِ تُصَلَّى فِي جَوْفِ اللَّيْلِ .
فَإِذَا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فَتَطْهُر لِلصَّلَاة طَهُورًا سَابِغًا وَأَخَلّ بِنَفْسِك ، واجِف بَابِك وَأَسْبِل سَتَرَك ، وَصْفٌ قَدَمَيْك بَيْنَ يَدَيْ مَوْلَاك ، وَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ، تَحْسُن فِيهِمَا الْقِرَاءَة . تَقْرَأُ فِي الْأُولَى الْحَمْد ، وَسُورَةُ الْإِخْلَاصِ ، وَفِي الثَّانِيَةِ الْحَمْد ، وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ، وَتَحَفَّظَ مِنْ سَهْوٍ يَدْخُلُ عَلَيْكِ ، فَإِذَا سَلِمَتْ بَعْدَهُمَا فَسَبِّح اللَّه ثُلُثَا وَثُلُثَيْن تَسْبِيحَة ، وَأَحْمَد اللَّه ثُلُثَا وَثُلُثَيْن تَحْمِيدَة ، وَكَبَّرَ اللَّهَ تَعَالَى أَرْبَعًا وَثُلُثَيْن تَكْبِيرَة .
وَقُل : يَا مَنْ نَوَاصِي الْعِبَاد بِيَدِه وَقُلُوب الْجَبَابِرَة فِي قَبْضَتِهِ ، وَكُلّ الْأُمُورِ لَا تَمْتَنِعُ مِنْ الْكَوْن تَحْت إرَادَتِه يُدَبِّرْهَا بِتَكْوِينِه إذَا شَاءَ كَيْفَ شَاءَ ، مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ ، أَنْتَ اللَّهُ مَا شِئْت مِنْ أَمْرِ يَكُونُ ، [يَكُن]لا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ ، رَبّ ! قَد دهمني مَا قَدْ عَلِمْت وغشيني[ وغشمني ]ما لَمْ يَغِبْ عَنْك ، فَإِن أَسَلّمْتنِي هَلَكَت وَإِن أعززتني سَلِمَت ، اللَّهُمّ ! إنِّي أَسْطُو باللواذ بِكَ عَلَى كُلِّ كَبِيرٍ ، وأنجو مِن مَهَاوِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ بذكري لَك فِي إنَاءٍ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ ، اللَّهُمّ ! بِك أتعزز عَلَى كُلِّ عَزِيزٌ وَبِك أَصُولُ عَلَى كل جبار عَنِيد ، وَأَشْهَدُ أَنّك إلهي[إلَهِي وَإِلَهَ ءابائي]وإله الْعَالَمِين ، سَيِّدِي ! أَنْت ابْتَدَأَت بالمنح قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا فاخصصني بتوفيرها وإجزالها ، بِك اعْتَصَمْت وَعَلَيْك عَوَّلْت وَبِك وَثِقْت وَإِلَيْك لَجَأَت ، اللَّهَ اللَّهَ اللَّهَ رَبّي لَا أَشْرَك بِهِ شَيْئًا وَلَا اتَّخَذَ مِنْ دُونِهِ وَلِيًّا .
ثُمّ تخر سَاجِدًا وَتَقُول : قَالَ أَوْ لَمْ تُؤْمِنْ ، قَال بَلِي وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ، قَال فَخُذ أَرْبَعَةٌ مِنْ الطَّيْرِ فصرهن إلَيْك ، ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ، ثُمَّ اُدْعُهُنَّ يأتينك سَعْيًا ، وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ .
ثُمَّ تَقُولُ : اللَّهُمّ ! إلَيْك يَؤمَ ذَوُو الْآمَال وَإِلَيْك يَلْجَأ المستضام ، وَأَنْت اللَّهِ مَالِكُ الْمُلُوك ورب كُلّ الْخَلَائِق ، أَمَرَك نَافِذٌ بِغَيْر عائِق ، لِأَنَّك اللّهُ ذُو السُّلْطَان ، وَخَالِق الْإِنْس والجان[وَالْجِنّ]أسألك . حَتَّى يَنْقَطِعَ النَّفْس .
ثُمَّ تَقُولُ : مَا أَنْتَ أعلم[ بِهِ مِنِّي]ثم تَقُول : إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيِّ قَدِيرٌ .
ثُمَّ تَقُولُ : اللَّهُمّ ! يَسَّر مِنْ أَمْرِي مَا تَعَسَّرَ ، وَأَرْشَدَنِي الْمِنْهَاجَ الْمُسْتَقِيمَ ، وَأَنْت اللَّه السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، فَسَهُل لِي كُلُّ شديد[شَدِيدَة ]ووفقني لِلْأَمْر الرَّشِيد ، ثُمَّ تَقُولُ : افْعَلْ بِي كَذَا وَكَذَا .
رُوِيَ عَنْ الصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلَامُ أنه قال : مَنْ كَانَتْ لَهُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى حَاجَةٌ ، فَلْيَقُم جَوْفِ اللَّيْلِ وَيَغْتَسِل وَلْيَلْبَس أَطْهُر ثِيَابِه وَلْيَأْخُذ قِلَّة جَدِيدَة مَلَاء مِنْ مَاءٍ ، وَيَقْرَأ فيها[عَلَيْهَا]إنا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ الْقَدْرِ عَشْرَ مَرَّاتٍ . ثُمّ يُرَشّ حَوْل مَسْجِدِه وَمَوْضِعُ سُجُودِهِ ، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ، يَقْرَأُ فِيهِمَا الْحَمْد ، وَإِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ الْقَدْرِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ جَمِيعًا ، ثُمَّ يَسْأَلُ حَاجَتَهُ فَإِنَّه حَرِيٌّ إنْ يَقْضِيَ أَنْ شَاءَ اللَّهُ . مِصْبَاح الْمُتَهَجِّد : ص 107 -110.