كيفية صلاة الليل والشفع والوتر وسننها وآدابها وأحكامها - انما المؤمنون اخوة -->
انما المؤمنون اخوة انما المؤمنون اخوة
test banner

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كيفية صلاة الليل والشفع والوتر وسننها وآدابها وأحكامها

 كَيْفِيَّةِ صَلَاةِ اللَّيْلِ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وَسُنَنِهَا وَآدَابِهَا وَأَحْكَامِهَا

1 - قَال الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ بِصَلَاة اللّيل ، فَمَا مِنْ عبدٍ يَقُومَ آخِرَ اللّيل فيصلّي ثَمَانِ رَكَعَاتٍ وَرَكْعَتَي الشَّفْع وَرَكْعَةٌ الْوِتْر ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي قُنُوتِهِ سَبْعِين مرّة ، إلاّ أجُير مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ ، ومُدّ لَهُ فِي عُمْرَةِ ، ووسّع عَلَيْهِ فِي مَعِيشَتِهِ . المصدر : رَوْضَة الواعظين ص 161.

2 - عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ عليه ‌السلام قَال : مَنْ أَوْتَرَ بِالْمُعَوِّذَتَيْن وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، قِيلَ لَهُ : يَا عَبْداللَّه أَبْشِرْ فَقَدْ قِبَلِ اللَّهِ وَتَرْكِ .امالى الصدوق : 37.

 بَيَان : الظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْوِتْرِ الرَّكَعَات الثَّلَاث ، كَمَا هُوَ ظَاهِرُ أَكْثَرِ الْأَخْبَارِ فَالْمُرَاد أَمَّا قِرَاءَةُ الْمُعَوِّذَتَيْنِ فِي الشَّفْعِ وَالتَّوْحِيد فِي مُفْرَدِهِ الْوِتْر ، أَوْ قِرَاءَةٍ الثَّلَاثِ فِي كُلِّ مِنْ الثَّلَاثِ وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ .

3 - عَنْ أَبِي عَبْداللَّه عليه ‌السلام قَال : مَنْ قَرَأَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ سِتِّين مَرَّة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ ثَلَاثِينَ مَرَّةً ، انْفَتَل وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ عزوجل ذَنْب  .  أمالى الصَّدُوق : 344 .

 4 - عَنْ الصَّادِقِ عليه ‌السلام قَال : كَانَ أَبِي يُصَلِّي فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فَيَسْجُد السَّجْدَة فَيُطِيل حَتَّى نَقُولَ إنَّهُ رَاقِدٌ ، فَمَا نفجأ مِنْهُ إلَّا وَهُوَ يَقُولُ : « لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ حَقًّا حَقًّا ، سَجَدْت لَك يَارَبّ تَعَبُّدًا وَرِقًّا ، وَإِيمَانًا وَتَصْدِيقًا وَإِخْلَاصًا يَا عَظِيمُ ياعظيم أَنَّ عَمَلِي ضَعِيفٌ فضاعفه فَإِنَّك جَوَادٌ كَرِيمٌ ، يَا حَنَّانُ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وجرمي ، وَتُقْبَل عَمَلِي يَا حَنَّانُ يَا كَرِيمُ ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِك أَنْ أَخْيَب أَوِ اعْمَلْ ظُلْمًا »  . قَرُب الْإِسْنَاد ص 4.
 بَيَان : « حَقًّا » مَصْدَرٌ مُؤَكِّدٌ لِمَضْمُونِ الْجُمْلَةِ و « تَعَبُّدًا » مَفْعُولٌ لَهُ ، وَكَذَا أَخَوَاتِهَا . 

5 - عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنُ أَبِي الْبِلَاد قَالَ : صَلَّى أبوالحسن الْأَوَّلِ صَلَاةً اللَّيْلِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَأَنَا خَلْفَهُ فَصَلَّى الثَّمَان وَأَوْتَر ، وَصَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ ثُمَّ جَعَلَ مَكَانَ الضِّجْعة سَجْدَة  . قَرُب الْإِسْنَاد : 128 ط حَجَر ص 173 ط نَجَف .

6 - عَنْ طَاوُسٍ قَالَ : رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه ‌السلام يَطُوفُ مِنْ الْعِشَاءِ إلَى السَّحَرِ وَيُتَعَبَّد فَلَمَّا لَمْ يَرَ أَحَدًا رَمَقٌ السَّمَاء بِطَرْفِه ، وَقَال إِلَهِي غَارَت سمواتك ، وهجعت عُيُون أنامك ، وأبوابك مفتحات لِلسَّائِلِين ، جِئْتُك لتغفر لِي وَتَرْحَمَنِي ، وتريني وَجْه جَدِّي مُحَمَّد صلى‌الله‌عليه‌وآله فِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ
 ثُمَّ بَكَى وَقَالَ : وَعِزَّتِك وَجَلَالِك مَا أَرَدْت بمعصيتي مُخَالَفَتِك ، وَمَا عَصَيْتُك إذ عَصَيْتُك وَأَنَا بِك شَاكٌّ ، وَلَا بنكالك جَاهِلٌ ، وَلَا لعقوبتك مُتَعَرِّض ، وَلَكِن سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي ، وَأَعَانَنِي عَلَى ذَلِكَ سَتَرَك الْمُرْخَى بِهِ عَلَيَّ ، فَأَنَا الْآنَ مِنْ عَذَابِك مِن يستنقذني ؟ وبحبل مَنْ اعْتَصَمَ إنْ قُطِعَتْ حَبْلُك عَنِّي ؟ فواسوأتاه غَدًا مِنْ الْوُقُوفِ بَيْنَ يَدَيْكَ إذَا قِيلَ للمخفين جَوَّزُوا ، وللمثقلين حطوا ، أَمِع الْمُخِفِّين أَجْوَز أُمٌّ مَعَ الْمُثْقِلِين أَحَطّ ؟ وَيَلِي كُلَّمَا طَالَ عُمْرِي كَثُرَت خَطَايَاي ، وَلَم أتب أمَّا أَنْ لِي أَنْ أَسْتَحْيِيَ مِنْ رَبِّي ؟
 ثُمَّ بَكَى وَأَنْشَأَ يَقُولُ : أتحرقني بِالنَّار يَا غَايَةَ الْمُنَى***   فَأَيْن رَجَائِي ؟ ثُمّ أَيْن مَحَبَّتِي 
 أَتَيْت بِأَعْمَال قباح زَرِيَّة (1) *** وَمَا فِي الْوَرَى خَلَق جنا كجِنَايَتِي 
 ثُمّ بُكَا وَقَال : « سُبْحَانَك تَعَصَّى كَأَنَّك لَا تَرَى ، وَتَحْلُم كَأَنّك لَمْ تَعْصِ ، تتودد إِلَى خَلْقِكَ بِحُسْن الصُّنْع كَانَ بِكِ الْحَاجَة إلَيْهِم ، وَأَنْتَ يَا سَيِّدِي الْغَنِيّ عَنْهُم » ثُمَّ خَرَّ إلَى الْأَرْضِ سَاجِدًا  .مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 151.
 (1) رَدِيَّة خ ل كَمَا هُوَ فِي الْمَصْدَرِ . 

 بَيَان : الْهُجُوع النَّوْمَ لَيْلًا ، وَفِي النِّهَايَةِ فِيهِ أَنَّ بَيْنَ أَيْدِينَا عَقَبَةً لَا يَجُوزُ إلَّا المخف ، يُقَال أَخَفَّ الرَّجُلُ فَهُوَ مُخْفٍ وَخُفّ وَخَفِيفٌ إذَا خَفَّفْت حَالَة وَدَابَّتِه وَإِذَا كَانَ قَلِيلَ الثِّقَل يُرِيدُ بِهِ المخف مِنْ الذُّنُوبِ ، وَأَسْبَاب الدُّنْيَا وَعَلَّقَهَا انْتَهَى ، والزرية لَعَلَّهَا مِنْ زَرَى عَلَيْهِ إذَا عَابَهُ وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ رَدِيَّة .

7 - عَنْ إِسْحَاقَ ابْنِ عَمَّارٍ قَالَ : لَقِيتُ أَبَا عَبْداللَّه عليه‌السلام بِالْقَادِسِيَّة عِنْدَ قُدُومِهِ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ فَأَقْبَلَ حَتّى انْتَهَيْنَا إلَى طراباد ، فَإِذَا نَحْنُ بِرَجُلٍ عَلَى سَاقَيْهِ يُصَلِّي وَذَلِكَ عِنْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ فَوَقَفَ عَلَيْهِ أبوعبدالله عليه‌السلام فَقَال : يَا عَبْداللَّه أَي شَيّ تُصَلِّي ؟ فَقَال : صَلَاةِ اللَّيْلِ ، فاتتنى أَقْضِيَهَا بِالنَّهَار ، فَقَال : يَا مُعَتّب حَطّ رَحْلِك حَتَّى نغتدي مَعَ الَّذِي يَقْضِي صَلَاةَ اللَّيْلِ فَقُلْت : جُعِلْت فِدَاك تَرْوِي فِيهِ شَيْئًا ؟ فَقَال : حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ آبَائِهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ اللَّهَ يُبَاهِي بِالْعَبْد يَقْضِي صَلَاةَ اللَّيْلِ بِالنَّهَارِ ، يَقُول : مَلَائِكَتِي عَبْدِي يَقْضِي مَا لَمْ افْتَرَضَه عَلَيْه ، اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ  . الذِّكْرَى : 137 . 

8 - عَنْ أَحَدِهِمَا يَعْنِي أَبَا جَعْفَرٍ وَأَبَا عَبْداللَّه عليهما‌السلام قَال : قُلْ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ « لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ ، لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمِ ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبَّ الْأَرَضِينَ السَّبْعَ وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُنَّ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَأَنْت اللَّهِ زَيْنِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَنْت اللَّه جَمَال السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَنْت اللَّه عِمَاد السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَأَنْت اللَّه صَرِيخ المستصرخين ، وَأَنْت اللَّه غِيَاث الْمُسْتَغِيثِين ، وَأَنْت اللَّه الْمُفْرَج عَن المكروبين ، وَأَنْت اللَّه الْمُرَوَّح عَن المغمومين ، وَأَنْت اللَّه مُجِيبٌ دَعْوَة الْمُضْطَرِّين ، وَأَنْت اللَّهَ إلَهٌ الْعَالَمِين ، وَأَنْت اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَأَنْت اللَّه كَاشِفٌ السُّوء ، وَأَنْت اللَّهُ بِك تَنْزِل كُلِّ حَاجَةٍ . يَا اللَّهُ لَيْسَ يَرُدّ غَضَبَكَ إِلَّا حِلْمُكَ ، وَلَا يُنَجِّي مِنْ عِقَابِكَ إِلَّا رَحْمَتُكَ ، وَلَا يُنَجَّى مِنْكَ إِلَّا التَّضَرُّعُ إِلَيْكَ ، فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً تُغْنِيَنِي بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مِنْ سِوَاكَ ، بِالْقُدْرَةِ الَّتِي بِهَا أُحْيِيَت جَمِيع مافي الْبِلَاد ، وَبِهَا تَنْشُرُ مَيْتَ الْعِبَاد ، وَلَا تُهْلِكْنِي غَمّاً حَتَّى تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي ، وَتَعْرِفنِي الْإِجَابَةَ فِي دُعَائِي ، وَارْزُقْنِي الْعَافِيَةِ إِلَى مُنْتَهَى أَجْلَى ، واقلني عَثْرَتِي ، وَلَا تُشَمِّتْ بِي عَدُوِّي ، وَلَا تُمْكِنُهُ مِنْ رَقَبَتِي . اللَّهُمَّ إنْ رَفَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَضَعُنِي ، وَإِن وَضَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْفَعُنِي ؟ وَإِن أَهْلَكْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَحُولُ بَيْنَك وَبَيْنِي ، وَيَتَعَرَّض لَك فِي شَيّ مِنْ أَمْرِي وَقَدْ عَلِمْت أَنَّ لَيْسَ فِي حُكْمِكَ ظُلْمٌ ، وَلَا فِي نَقِمَتِكَ عَجَلَةٌ ، إنمايعجل مَنْ يَخَافُ الْفَوْتَ ، وَإِنَّمَا يَحْتَاجُ إلَى الظُّلْمِ الضَّعِيفُ ، وَقَد تَعَالَيْت عَنْ ذَلِكَ يَا إِلَهِي ، فَلَا تَجْعَلْنِي لِلْبَلَاءِ غَرَضاً ، وَلَا لِنَقِمَتِكَ نَصَباً ، ومهلني ونفسني ، وأقلني عَثْرَتِي ، وَلَا تَتْبَعُنِي بِبَلَاءٍ عَلَى أَثَرِ بَلَاءٍ ، فَقَدْ تَرَى ضَعْفِي ، وَقِلَّةِ حِيلَتِي ، أَسْتَعِيذ بِك اللَّيْلَة فَأَعِذْنِي ، واستجير بِك عَنْ النَّارِ فَأْجُرْنِي ، وأسئلك الْجَنَّةِ فَلَا تَحْرِمْنِي » .مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ : ص 340- 341 .

 ثُمّ اُدْعُ بِمَا أَحْبَبْتُ وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ سَبْعِينَ مَرَّةً . مِنْ لَا يَحْضُرُهُ الْفَقِيه ج 1 ص 310 - 311 . 

9 - عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا فِي مَجْلِسِ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ) فَتَذَاكَرْنَا أَعْمَالِ أَهْلِ بَدْرٍ وَبَيْعَةَ الرِّضْوَانِ ، فَقَال أبوالدرداء : يَا قَوْمِ ألَّا أُخْبِرُكُمْ بِأَقَلّ الْقَوْم مالاوأكثرهم وَرِعًا ، وَأَشَدُّهُم اجْتِهَادًا فِي الْعِبَادَةِ ؟ قَالُوا : مِن ؟ قَال : عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) قَال : فَوَاللَّهِ إِنَّ كَانَ فِي جَمَاعَةٍ أَهْلِ الْمَجْلِسِ إلَّا مُعْرِضٌ عَنْهُ بِوَجْهِهِ ، ثُمَّ انْتَدَبَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ لَهُ : يَا عُوَيْمِرُ لَقَد تَكَلَّمْتُ بِكَلِمَةٍ مَا وافقك عَلَيْهَا أَحَدٌ مُنْذُ أَتَيْتُ بِهَا فَقَالَ أبوالدرداء : يَا قَوْمِ إِنِّي قَائِلٌ مَا رَأَيْت ، وَلْيَقُل كُلّ قَوْمٍ مِنْكُمْ مَا رَأَوْا شَهِدْت عَلَيَّ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ بشويحطات النَّجَّار ، وَقَد اعْتَزَل مِنْ مَوَالِيهِ ، وَاخْتَفَى مِمَّن يَلِيه ، وَاسْتَتَر بمغيلات النَّخْل ، فافتقدته وَبَعْد عَلِيّ مَكَانَه ، فَقُلْت : لِحَقّ بِمَنْزِلَة فَإِذَا أَنَا بِصَوْت حَزِينٌ وَنَغْمَة شَجِي ، وَهُوَ يَقُولُ :
 « إِلَهِي كَمْ مِنْ مُوبِقَةٌ حَمَلَت عَنِّي مُقَابَلَتِهَا بِنِعْمَتِك ، وَكَمْ مِنْ جَرِيرَة تكرمت عَنْ كَشْفِهَا بِكَرَمِك ، إِلَهِي إِنْ طَالَ فِي عِصْيَانِك عُمْرِي ، وَعَظْم فِي الصُّحُفِ ذَنْبِي ، فَمَا أَنَا أُؤَمِّل غَيْر غُفْرَانَك ، وَلَا أَنَا براج غَيْر رِضْوَانِك » . فَشَغَلَنِي الصَّوْت واقتفيت الْأَثَر فَإِذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) بِعَيْنِه ، فَاسْتَتَرَت لَه وأخملت الْحَرَكَة ، فَرَكَع رَكَعَاتٍ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الْغَابِر ، ثُمَّ فَرَغَ إلَى الدُّعَاءِ وَالْبُكَاء وَالبَثّ وَالشَّكْوَى ، فَكَانَ مِمَّا بِهِ اللَّهُ ناجا إنْ قَالَ : « إلْهَى أُفَكِّرُ فِي عَفْوِك فَتَهُون عَلِيّ خَطِيئَتِي ، ثُمَّ أَذْكُرُ الْعَظِيمِ مِنْ أَخَذَك فَتَعْظُم عَلِيّ بليتي » .

 ثُمَّ قَالَ : « آه إنْ أَنَا قَرَأْتُ فِي الصُّحُفِ سَيِّئَة أناناسيها ، وَأَنْت محصيها ، فَتَقُول خُذُوه ، فَيَالَةٌ مِن مَأْخُوذٌ لَا تَنْجِيَة عَشِيرَتِه ، وَلَا تَنْفَعُهُ قَبِيلَتُه ، يَرْحَمُه الْمَلَإ إذَا أَذِنَ فِيهِ بِالنِّدَاء » 
ثُمَّ قَالَ : « آهِ مِنْ نَارٍ تَنْضَج الْأَكْبَاد وَالْكُلَى ، آهِ مِنْ نَارٍ نَزَّاعَةً لِلشَّوَى آهِ مِنْ غَمْرَةٍ مِنْ ملهبات لَظَى » 

قَال : ثُمّ أَنْعَمَ فِي الْبُكَاءِ فَلَمْ أَسْمَعْ لَهُ حِسًّا وَلَا حَرَكَةٌ فَقُلْتُ غَلَبَ عَلَيْهِ النَّوْمُ لِطُول السَّهَر أوقظه لِصَلَاةِ الْفَجْرِ .
 قَال أبوالدرداء :
 فَأَتَيْتُه فَإِذَا هُوَ كَالْخَشَبَة الْمُلْقَاة فحركته فَلَمْ يَتَحَرَّكْ ، وزويته فَلَم يَنْزُو فَقُلْت : إنالله وَإِنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ ، مَاتَ وَاَللَّهُ عَلَيَّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ .
 قَال : فَأَتَيْت مَنْزِلَة مُبَادِرًا أَنْعاه إلَيْهِم فَقَالَتْ فَاطِمَةُ عليها‌السلام : يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ ماكان مِنْ شَأْنِهِ وَمَن قَضِيَّتُه ؟ فَأَخْبَرَتْهَا الْخَبَر ، فَقَالَتْ هِيَ : وَاَللّهِ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ الْغَشْيَة الَّتِي تَأْخُذَهُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ، ثُمّ أَتَوْهُ بِمَاء فنضحوه عَلَى وَجْهِهِ ، فَأَفَاق وَنَظَرَ إلَيَّ وَأَنَا أَبْكِي ، فَقَال : مِمَّا بُكَاؤُك يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ ؟ فَقُلْت : مِمَّا أَرَاهُ تُنَزِّلُه بِنَفْسِك ، فَقَال : يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ فَكَيْفَ وَلَوْ رَأَيْتنِي وَدَعِي بِي إلَى الْحِسَابِ ، وَأَيْقَن أَهْل الْجَرَائِم بِالْعَذَاب واحتوشتنى مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ ، وزبانية فظاظ ، فَوَقَفْت بَيْنَ يَدَيْ الْمَلِكِ الْجَبَّارِ ، قَد أسلمني الْأَحِبَّاء ، وَرَحِمَنِي أَهْلِ الدُّنْيَا ، لَكُنْت أَشَدّ رَحِمَه لِي بَيْنَ يَدَيْ مِنْ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ ، فَقَال أبوالدرداء : فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْت ذَلِكَ لِأَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ  ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ )  . أمالى الصَّدُوق ص 48 و 49 .

10 - عَنْ زُرَارَةَ قَالَ : قَال أبوجعفر ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) : الْقُنُوتِ فِي الْوِتْرِ كقنوتك يَوْمَ الْجُمُعَةِ تَقُولُ فِي دُعَاءِ الْقُنُوتِ « اللَّهُمّ تَمّ نُورَك فَهَدَيْت ، فَلَكَ الْحَمْدُ رَبَّنَا ، وَبَسَطْت يَدَك فَأَعْطَيْت فَلَكَ الْحَمْدُ رَبَّنَا ، وَعَظْم حِلْمُك فعفوت فَلَكَ الْحَمْدُ رَبَّنَا ، وَجْهَك أَكْرَم الْوُجُوه ، وجهتك خَيْرٌ الْجِهَات ، وَعَطِيَّتَك أَفْضَل الْعَطِيّات ، وأهناها ، تُطَاع رَبَّنَا فتشكر ، و تَعَصَّى رَبَّنَا فتغفر لِمَنْ شِئْت ، تُجِيب الْمُضْطَرّ ، وَتُكْشَف الضُّرّ ، وتشفى السَّقِيم ، وتنجي مِنْ الْكَرْبِ الْعَظِيم ، لَا يُجْزِئُ بِآلَائِك أَحَدٍ وَلَا يُحْصِي نعماءك قَوْلَ قَائِلٍ . 
 اللَّهُمَّ إِلَيْكَ رُفِعَت الْأَبْصَار ، وَنُقِلَت الْإِقْدَام ، ومدت الْأَعْنَاق ، وَرَفَعَت الْأَيْدِي ودعيت بِالْأَلْسُن ، وتحوكم إِلَيْكَ فِي الْأَعْمَالِ ، رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ، وَافْتَح بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَلْقِك بِالْحَقّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ .
 اللَّهُمَّ إِلَيْكَ نَشْكُو غَيْبَة نَبِيِّنَا ، وَشِدَّة الزَّمَان عَلَيْنَا وَوُقُوع الْفِتَن بِنَا وَتَظَاهَر الْأَعْدَاء وَكَثْرَة عَدُوّنَا ، وَقِلَّة عَدَدُنَا ، فَفَرَج ذَلِكَ يَا رَبِّ بِفَتْح مِنْك تَعَجَّلَه ، وَنَصَر مِنْك تعزه ، وَأَمَّا عَدْل تُظْهِرُه ، إلَهَ الْحَقِّ رَبِّ الْعَالَمِينَ » .

 ثُمَّ تَقُولُ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ بَعْدَ هَذَا الدُّعَاءَ :
 أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ سَبْعِينَ مَرَّةً وَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ النَّارِ كَثِيرًا .
 وَتَقُولُ فِي دُبُرِ الْوِتْرِ بَعْدَ التَّسْلِيمِ « سُبْحَانَ رَبِّي الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ » ثَلَاثَ مَرَّاتٍ .
« الْحَمْد لِرَبّ الصَّبَّاح ، الْحَمْد لفالق الْإِصْبَاح » ثَلَاثَ مَرَّاتٍ  .أمالى الطوسى ج 2 ص 47 - 48.

11 - فلاح السائل (1) : روى صاحب كتاب زهد مولانا علي بن أبيطالب صلوات الله عليه قال: 
عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ قَالَ : بَيْنَا أَنَا ونوف نَائِمَيْن فِي رَحْبَةِ الْقَصْرِ إذْ نَحْن بِأَمِير الْمُؤْمِنِين  ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) فِي بَقِيَّةِ مِنْ اللَّيْلِ ، وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى الْحَائِطِ شَبِيهٌ الْوَالِه ، وَهُوَ يَقُولُ : أَنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ، إلَى آخِرِ الْآيَةِ ، قَال : ثُمَّ جَعَلَ يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَاتِ وَيُمِرّ شَبَّه الطَّائِر عَقْلُه ، فَقَالَ لِي : أراقد أَنْتَ يَا حَبَّة أَم رامق ؟ قَال : قُلْت : رامق ، هَذَا أَنْتَ تَعْمَل هَذَا الْعَمَلِ ، فَكَيْف نَحْن ؟ قَال : فَأَرْخَى عَيْنَيْه فَبَكَى ثُمّ قَالَ لِي : يَا حَبِّهِ أَنْ لِلَّهِ مَوْقِفًا وَلَنَا بَيْنَ يَدَيْهِ مَوْقِفٌ ، لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيّ مِنْ أَعْمَالِنَا إنَّ اللَّهَ أَقْرَبَ إلَيّ وَإِلَيْك مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ يَا حَبَّة أَنَّهُ لَنْ يَحْجُبُنِي وَلَا إِيَّاكَ عَنْ اللَّهِ شَيّ .
 قَال : ثُمَّ قَالَ أراقد أَنْتَ يَا نُوَفّ ؟ قَال : قَال : لَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَنَا براقد و لَقَد أَطَلْت بُكَائِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ ، فَقَال : يَا نُوَفّ إنْ طَالَ بُكَاؤُك فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ مَخَافَةً مِنْ اللَّهِ عزوجل ، قَرَّت عَيْنَاك غَدًا بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ عزوجل .
 يَا نُوَفّ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ قَطْره قَطَرَت مِنْ عَيْنٍ رَجُلٍ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ إلَّا أَطْفَأَتْ بحارا مِنْ النِّيرَانِ ، يَا نُوَفّ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ أَعْظَمُ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رَجُلٍ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ، وَأَحَبّ فِي اللَّهِ ، وَأَبْغِض فِي اللَّهِ ، يَا نُوَفّ أَنَّهُ مِنْ أَحَبَّ فِي اللَّهِ لَمْ يَسْتَأثِرُ عَلَى مَحَبَّتِهِ ، وَمَنْ أَبْغَضَ فِي اللَّهِ لَمْ يَنَلْ مبغضيه خَيْرًا ، عِنْدَ ذَلِكَ استكملتم حَقَائِق الْإِيمَان .
 ثُمّ وعظهما وَذَكَرَهُمَا وَقَالَ فِي أواخره : فَكُونُوا مِنْ اللَّهِ عَلَى حَذَرٍ فَقَد أنذرتكما ثُمَّ جَعَلَ يَمُرّ وَهُوَ يَقُولُ : لَيْتَ شِعْرِي فِي غفلاتي أمعرض أَنْتَ عَنّي أَم نَاظِر إلَيّ وَلَيْتَ شِعْرِي فِي طُولِ مَنَامِي وَقِلَّة شكرى فِي نِعْمَتِك عَلَيَّ مَا حَالِي « قَال : فَوَاللَّهِ مَا زَالَ فِي هَذِهِ الْحَالِ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ .
 وَمِنْ صِفَاتِ مَوْلَانَا عَلِيّ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) فِي لَيْلَةٍ مَا ذَكَرَهُ نُوَفّ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَأَنَّهُ مَا فَرَش لَهُ فِرَاشٌ فِي لَيْلٍ قَطُّ وَلَا أَكَلَ طَعَامًا فِي هَجِير قَطُّ وَقَالَ نُوَفّ : أَشْهَدُ لَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي بَعْضِ مَوَاقِفِهِ وَقَدْ أَرْخَى اللَّيْلُ سدوله ، وَغَارَتْ نُجُومُهُ ، وَهُوَ قَابِضٌ بِيَدِهِ عَلَى لِحْيَتِهِ يَتَمَلْمَلُ تَمَلْمُلَ السَّلِيمِ ، ويبكى بُكَاءَ الْحَزِينِ وَالْحَدِيثُ مَشْهُورٌ .  رَاجِعٌ فِي ذَلِكَ ج 41 ص 2411 بَاب عِبَادَتِه وَخَوْفِه عليه‌السلام .
(1) هذا القسم من فلاح السائل مخطوط لم يطبع بعد.

12 - وَأَكْثَرَ مِنْ الِاسْتِغْفَارِ مَا اسْتَطَعْت ، وَلْيَكُن فيماتقول هَذَا الِاسْتِغْفَار » اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَغْفِرُك وَأَتُوبُ إلَيْك مِنْ مَظَالِمِ كَثِيرَةٌ لِعِبَادِك عِنْدِي ، فَأَيُّمَا عَبْدٍ مِنْ عَبِيدِك كَانَتْ لَهُ قَبْلِى مُظْلِمَة ظُلْمَتَهَا إيَّاهُ فِي بَدَنِهِ أوعرضه أوماله لَا أَسْتَطِيعُ أَدَاءِ ذَلِكَ إلَيْهِ ، وَلَا تَحَلُّلِهَا مِنْه ، فَأَرْضِه عَنِّي بماشئت وَكَيْف شِئْت وَأَنَّى شِئْت ، و هَبْهَا لِي ، وَمَا تَصْنَعُ بعذابي يَا رَبِّ وَقَد وَسِعَت رَحْمَتِك كُلِّ شَيِّ ، وَمَا عَلَيْكَ يَا رَبِّ أن تكرمني بِرَحْمَتِك ، وَلَا تهينني بِعَذَابِك ، وَلَا يُنْقِصُك يَا رَبِّ أنَّ تَفْعَلَ بِي مَا سَأَلْتُكَ وَأَنْت وَاجِدٌ لِكُلِّ خَيْرٍ .
 اللَّهُمَّ إنْ اِسْتِغْفارِي إيَّاك مَع إصراري لَلُؤْمٌ ، وَإِن تركى الِاسْتِغْفَار لَكَ مَعَ سَعَةِ رَحْمَتِك لِعَجْز ، اللَّهُمّ كَم تتحبب إِلَيَّ وَأَنْتَ غَنِيٌّ عَنِّي ، وَكَم أتبغض إِلَيْكَ وَ إِنَّا إِلَيْكَ فَقِيرٌ ، فَسُبْحَانَ مَنْ إذَا وَعَدَ وَفَّى ، وَإِذَا تَوَعَّد عَفَى  .مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ : 341 .

13 ـ غوالى اللَّيَالِى : رُوِيَ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ قَالَ عَلَّمَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ( عَلَيْهِما السَّلَامُ ) كَلِمَات عَلَّمَهُ إيَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ) « اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْت ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ إنَّك تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْك إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ ، تَبَارَك وَتَعَالَيْت » وَقَال : أَنَّهُ كَانَ يَقُولُهَا فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ .غوالى اللَّيَالِى.

كَانَ النَّبِيُّ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ) : يَقُولُ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ : « اللَّهُمَّ اهْدِنِي إلَى قَوْلِهِ فَإِنَّك تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْك ، سُبْحَانَك رَبُّ الْبَيْتِ أَسْتَغْفِرُك وَأَتُوبُ إلَيْك ، وأومن بِك ، وَأَتَوَكَّل عَلَيْك ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِكَ يَا رَحِيمُ »  . الْفَقِيه ج 1 ص 308 .

14 - عَنْ عَمْرِو بْنِ يَزِيدَ وَلَا أَعْلَمُهُ إلَّا عَنْ أَبِي عَبْداللَّه ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) قَال : مَنْ قَالَ فِي وِتْرِهِ إذَا أَوْتَرَ « أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ » سَبْعِينَ مَرَّةً وهوقائم ، فواظب عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يَمْضِيَ لَهُ سُنَّةُ ، كَتَبَهُ اللَّهُ عِنْدَهُ مِنْ الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَار ، وَوَجَبَتْ لَهُ الْمَغْفِرَةَ مِنْ اللَّهِ عزوجل  . ثواب الاعمال ص 155.

 15 - عَنْ أَبِي عَبْداللَّه ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) قَال : مَنْ قَرَأَ مِائَةِ آيَةٍ يُصَلِّي بِهَا فِي لَيْلَةٍ كُتِبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا قُنُوت لَيْلَة ، وَمَنْ قَرَأَ مِائَتَيْ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ فِي غَيْرِ صَلَاةٍ اللَّيْلِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ فِي اللَّوْحِ قِنْطَارًا مِنْ حَسَنَاتِ ، وَالْقِنْطَار أَلْفٌ وَمِائَتَا أُوقِيَّةٍ ، وَالْأُوقِيَّة أَعْظَمُ مِنْ جَبَلٍ أُحُدٍ  .معانى الاخبار : 147.

16 -  قَال أبوعبدالله عليه‌السلام إذَا قُمْت بِاللَّيْل فاستك فَإِنَّ الْمِلْكَ يَأْتِيك فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى فِيكَ ، فَلَيْسَ مِنْ حَرْفٍ تتلوه وَتَنْطِق بِهِ إلَّا صَعِد بِهِ إلَى السَّمَاءِ ، فَلْيَكُن فُوك طَيّبُ الرّيحِ  . عَلَّل الشَّرَائِع ج 1 ص 277 .

 وَمِنْه : عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْداللَّه عليه‌السلام يَقُول : فِي قَوْلِ اللَّهِ عزوجل : « وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ » (1) قَال : كَانُوا يَسْتَغْفِرُون اللَّهُ فِي آخِرِ الْوِتْرَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ سَبْعِينَ مَرَّةً  . عَلَّل الشَّرَائِع ج 2 ص 53 .

 (1) الذَّارِيَات : 18 .
 بَيَان : يُومِئ إلَى اسْتِحْبَابُ كَوْنِ الْوَتْرِ فِي آخِرِ اللَّيْلِ .

17-عَنْ أَبِي عَبْداللَّه عليه‌السلام قَال : أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْوِتْرِ سَبْعِينَ مَرَّةً ، تُنْصَب يَدَك الْيُسْرَى وَتُعَدّ بِالْيُمْنَى . عَلَّل الشَّرَائِع ج 2 ص 53 .

 وَمِنْه :  عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّل عليه‌السلام قَال : كَانَ إذَا اسْتَوَى مِنْ الرُّكُوعِ فِي آخِرِ رَكْعَتُه مِنْ الْوِتْرِ قَالَ : « اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْت فِي كِتَابِكَ الْمَنْزِل » كَانُوا قَلِيلًا مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ « طَال وَاَللَّه هجوعي ، وَقُل قِيَامِي ، وَهَذَا السِّحْر وَأَنَا أَسْتَغْفِرُك لَذُنُوبِي اسْتِغْفَارٌ مَنْ لَا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ ضَرًّا وَلا نَفْعًا ، وَلَا مَوْتًا وَلَا حَيَاةَ وَلَا نُشُورًا » ثُمَّ يَخِرُّ سَاجِدًا  . عَلَّل الشَّرَائِع ج 2 ص 53 .

 بَيَان : قَالَ بَعْضُ الْأَصْحَابِ فِي الْوِتْرِ قنوتان : أَحَدُهُمَا قَبْلَ الرُّكُوعِ ، وَالْآخَرُ بَعْدَهُ لِهَذِهِ الرِّوَايَةِ وَشَبَهِهَا .

 أَقُول : لَوْ لَمْ يُعْتَبَرْ فِي الْقُنُوتِ رَفْعُ الْيَدَيْنِ كَمَا هُوَ الْمَشْهُورُ يَتِمُّ التَّقْرِيبُ ، وَإِلَّا فَفِيهِ نَظَرٌ ، قَالَ فِي الذّكْرَى : يَقْنُتُ فِي مفردة  الْوِتْر لِمَا مَرَّ ، وَلَا فَرْقَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ غَيْرِهِ فِي كَوْنِهِ قَبْلَ الرُّكُوعِ ، لِرِوَايَة عَمَّار (1) عَنْ الصَّادِقِ عليه‌السلام فِي نَاسِي الْقُنُوتِ فِي الْوِتْرِ أَوْ فِي غَيْرِ الْوِتْرِ ، قَال : لَيْسَ عَلَيْهِ شَيّ ، نَعَمْ الظَّاهِرُ اسْتِحْبَابُ الدُّعَاءِ فِي الْوِتْرِ بَعْدَ الرُّكُوعِ أَيْضًا لِمَا رُوِيَ (2) عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الكاظم عليه‌السلام أَنَّهُ كَانَ إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ آخَرَ رَكْعَةٍ الْوِتْرِ قَالَ : « هَذَا مَقَامُ مَنِ حَسَنَاتِهِ نِعْمَة مِنْك » إلَى آخِرِ الدُّعَاءِ ، وَسَمَّاه فِي الْمُعْتَبَر قُنُوتًا . 
(1) التَّهْذِيب ج 1 ص 172 . (2) التَّهْذِيب ج 2 ص 132 ط نَجَف . 

18 - عَنْ عَلِيٍّ بْنُ أَسْبَاطٍ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا عَبْداللَّه عليه‌السلام عَنْ الرَّجُلِ يَقُومُ فِي آخِرِ اللَّيْلِ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْقِرَاءَةِ ، قَال : يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ إذَا صَلَّى بِاللَّيْلِ إنْ يُسْمِعَ أَهْلُهُ لِكَي يَقُوم النَّائِم وَيَتَحَرَّك الْمُتَحَرِّك . عَلَّل الشَّرَائِع ج 2 ص 53 .

 بَيَان : يَدُلُّ عَلَى اسْتِحْبَابِ الْجَهْرِ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ كمانص عَلَيْه الشَّهِيدُ وَغَيْرُهُ .

 19 ـ  عَنْ أَبِي عَبْداللَّه عليه‌السلام قَال : كَانَ عَلِيٌّ قَدْ اتَّخَذَ بَيْتًا فِي دَارِهِ لَيْس بِالْكَبِير وَلَا بِالصَّغِير ، وَكَانَ إذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ أُخِذَ مَعَهُ صَبِيًّا لَا يَحْتَشِمُ مِنْهُ حَتَّى يَذْهَبَ مَعَهُ إلَى ذَلِكَ الْبَيْتِ فَيُصَلِّي  . قَرُب الْإِسْنَاد : 98 ط نَجَف .

 بَيَان : يَدُلُّ عَلَى اسْتِحْبَابِ إيقَاعِ صَلَاةٍ اللَّيْلِ فِي الْبَيْتِ ، وَعَلَى اسْتِحْبَاب تَعْيِين مَوْضِعٍ مَخْصُوصٍ لِذَلِك ، وَأَنْ يَكُونَ مَعَهُ غَيْرُهُ ، وَيَكُونُ ذَلِكَ الْغَيْرِ مِمَّنْ لَا يَحْتَشِمُ مِنْهُ . 

20 -  عَنْ الرِّضَا عليه‌السلام قَال : فَإِنْ قَالَ : فَلَم جَاز لِلْمُسَافِرِ وَالْمَرِيضِ أَنْ يُصَلِّيَا صَلَاةِ اللَّيْلِ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ ؟ قِيل : لِاشْتِغَالِه وَضَعَّفَه ليحرز صَلَاتُه فَيَسْتَرِيح الْمَرِيضُ فِي وَقْتِ رَاحَتِه ، وَيَشْتَغِل الْمُسَافِر بِأَشْغالِه وارتحاله وَسَفَرِه  .عُيُون الْأَخْبَار ج 2 ص 113 .

21 ـ  عَنْ أَبِي عَبْداللَّه عليه‌السلام قَال : مَنْ قَالَ فِي آخِرِ الْوِتْرَ : « أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ » سَبْعِينَ مَرَّةً وَدَاوَمَ عَلَى ذَلِكَ سُنَّةً كُتِبَ مِنْ الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَار  .الْمَحَاسِن ص 53 .

22 - الدُّعَاءِ فِي الْوِتْرِ وَمَا يُقَالُ فِيهِ وَهَذَا مِمَّا نداوم بِهِ نَحْنُ مُعَاشِرَ أَهْلِ الْبَيْتِ عَلَيْهِمْ السَّلامُ :
 لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ ، لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمِ . سُبْحَانَ اللَّهِ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعُ ، وَرَبَّ الْأَرَضِينَ السَّبْعَ ، وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُنَّ ، وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ . يَا اللَّهُ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيّ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ . اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبِينُ ، لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ ، عَمِلْت سَوَاءٌ وظلمت نَفْسِي ، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي ، أَنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ .
 اللَّهُمَّ إيَّاكَ أَعْبُد ، وَلَك أُصَلِّي ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ ، وَبِك اعْتَصَمْت ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَبِك اسْتَعَنْت ، وَلَك أَسْجُد وَأَرْكَع وأخضع وأخشع ، وَمِنْك أَخَاف وَأَرْجُو ، وَإِلَيْك أَرْغَب ، وَمِنْك أَخَاف وَاحْذَر ، وَمِنْك الْتَمَس وَاطْلُب ، وَبِك أُهْدِيَت ، وَأَنْت الرَّجَاء وَأَنْت المرجى وَأَنْت المرتجى .
 اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْت ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ ، و بَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ ، إنَّك تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْك ، لَا مَنْجَا وَلَا مَلْجَأٌ وَلَا مَفَر وَلَا مَهْرَب مِنْكَ إِلَّا إلَيْك ، سُبْحَانَك وحنانيك ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا . 

اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلَك بِهِ مُحَمَّدٌ وَآلِهِ ، وَأَعُوذُ بِك مِنْ كُلِّ مَا اسْتَعَاذَ بِهِ مُحَمَّدٌ وَآلِهِ ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِك مِنْ أَنَّ نَذِلَّ وَنَخْزَى ، وَأَعُوذُ بِك مِنْ شَرِّ فِسْقُه الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ ، وَشَرّ فِسْقُه الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرّ ، وَشَرّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ، إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ، وَأَعُوذُ بِك مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ ، وَأَعُوذُ بِك رَبِّ إنَّ يَحْضُرُونِ.

اللَّهُمّ ، إنِّي أَعُوذُ بِك مِنْ السَّآمَة وَإِلْهَامِه ، وَالْعَيْن اللأْمَة ، وَمِنْ شَرِّ طَوَارِقِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، إِلَّا طَارِقاً يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا اللَّهُ . اللَّهُمّ اصْرِف عَنِّي الْبَلَاء وَالْآفَات وَالْعَاهَات ، وَالْأَسْقَام وَالْأَوْجَاع ، وَالْآلَام وَالْأَمْرَاض ، وَأَعُوذُ بِك مِنْ الْفَقْرِ وَالْفَاقَة ، وَالضَّنْك وَالضِّيق وَالْحِرْمَان ، وَسُوء الْقَضَاء ، وَشَمَاتَة الْأَعْدَاء ، وَالْحَاسِد ، وَأَعُوذُ بِك مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٌ ، وجبار عَنِيد ، و سُلْطَانٍ جَائِرٍ .
 اللَّهُمَّ مَنْ كَانَ أَمْسَى وَأَصْبَحَ ، وَلَه ثِقَةٌ أَوْ رَجَاءُ غَيْرُكَ ، فَأَنْت ثِقَتِي وسؤلي ورجائي ، يَا خَيْرَ مِنْ سُئِلَ ، وَيَا أَكْرَمُ مِنْ اسْتَكرَم ، وَيَا ارْحَمْ مَنْ اسْتُرْحِمَ ، أَرْحَم ضَعْفِي وَذُلِّي بَيْنَ يَدَيْكَ ، وتضرعي إلَيْك ، ووحشتي مِنْ النَّاسِ ، وَذَلّ مَقَامِي بِبَابِك . 
اللَّهُمّ اُنْظُرْ إلَيَّ بِعَيْنِ الرَّحْمَة ، نَظَرِه تَكُون خَيْرِه ، استأهلنا وَإِلَّا تَفْضُل عَلَيْنَا ، يَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ ، وَيَا أَجْوَدُ الْأَجْوَدِينَ ، وَيَا خَيْرَ الْغَافِرِينَ ، وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَيَا أَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ، وَيَا أَسْرَع الحاسبين ، يَا أَهْلَ التَّقْوَى وَالْمَغْفِرَة ، يَا مَعْدِن الْجُودُ وَالْكَرَمُ . 

يَا اللَّهُ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِك وَرَسُولُكَ وَنَبِيِّك ، وصفيك ، وسفيرك ، وَخِيرَتُك مِنْ بَرِيَّتِكَ ، وصفوتك مِنْ خَلْقِكَ ، وزكيك وتقيك ، ونقيك ، ونجيك ، و نَجِيبِك ، وَوَلِي عَهْدُك ، وَمَعْدِن سِرُّك ، وكهف غَيْبِك ، الطَّاهِر الطَّيِّبِ الْمُبَارَكِ ، الزَّكِيّ الصَّادِق ، الْوَفِيّ الْعَادِل الْبَارّ ، الْمُطَهِّر الْمَقْدِس ، النَّيِّر الْمُضِيّ ، السِّرَاج اللَّامِع ، وَالنُّور السَّاطِع ، وَالْحُجَّة الْبَالِغَة ، نُورَك الْأَنْوَر ، وَحَبْلُك الْأَطْوَل وعروتك الْأَوْثَق ، وبابك الْأَدْنَى ، وَوَجْهُك الْأَكْرَم ، وسفيرك الأوقف وجنبك الأوجب ، وَطَاعَتِك الألزم ، وحجابك الْأَقْرَب .
 اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ مِنْ آلِ طَه وَيَس ، واخصص وَلِيَك ، وَوَصِيّ نَبِيِّك ، وَأَخًا رَسُولِك ، وَوَزِيرِه ، وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ، إمَامُ الْمُتَّقِينَ ، وَخَاتَم الْوَصِيَّيْن لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَابْنَتُه الْبَتُول ، وَعَلَى سَيِّدِي شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنْ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ، وَعَلَى الْأَئِمَّة الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ السَّالِفِين الْمَاضِين ، وَعَلَى النُّقَبَاء الْأَتْقِيَاء الْبَرَرَة الْأَئِمَّة الفاضلين الْبَاقِين ، وَعَلَى بقيتك فِي أَرْضِك ، الْقَائِم بِالْحَقِّ فِي الْيَوْمِ الْمَوْعُود ، وَعَلَى الفاضلين الْمَهْدِيِّين الْأُمَنَاء الْخَزَنَة .
 وَعَلَى خَوَاصّ مَلَائِكَتِك : جَبْرَئِيل وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ وَعِزْرَائِيلُ ، والصافين والحافين والكروبيين والمسبحين ، وَجَمِيع مَلَائِكَتِك فِي سَمَاوَاتِك وأرضك أكتعين .
وَصَلِّ عَلَى أَبِينَا آدَمَ ، وَأَمْنًا حَوَّاء ، وَمَا بَيْنَهُمَا مِنْ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ ، واخصص مُحَمَّدًا بِأَفْضَل الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيمِ . اللَّهُمَّ إنِّي أَبْرَأُ إلَيْك مِنْ أَعْدَائِهِمْ ومعانديهم وظالميهم ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالْأَهَمّ ، وَعَادِ مَنْ عاداهم ، وَانْصُرْ مَنْ نَصْرِهِمْ ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَ عِبَادِك الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ الْأَتْقِيَاء الْبَرَرَة .
 اللَّهُمَّ احْشُرْنِي مَعَ مَنْ أَتَوَلَّى ، وأبعدني مِمَّن أَتَبَرَّأ ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ مَا فِي ضَمِيرِ قَلْبِي مِنْ حُبِّ أَوْلِيَائِك ، وَبُغْض أَعْدَائِك ، وَكَفَى بِكَ عَلِيمًا . 

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ، اللَّهُمّ اجزهما عَنِّي بِأَفْضَل الْجَزَاء ، وكافهما عَنِّي بِأَفْضَل الْمُكَافَأَة ، اللَّهُمَّ بَدَلٌ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ، وَارْفَع لَهُم بِالْحَسَنَات الدَّرَجَات . اللَّهُمّ إذَا صِرْنَا إلَى مَا صَارُوا إلَيْهِ ، فَأَمَر مَلَكُ الْمَوْتِ إنْ يَكُونَ بِنَا رؤوفا رَحِيمًا .

 اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ، وَلِجَمِيع إِخْوَانَنَا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ ، الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ ، وَتَابَع بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ بِالْخَيْرَات ، إِنَّك مُجِيبٌ الدَّعَوَات وَوَلِي الْحَسَنَات ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
 اللَّهُمَّ لَا تُخْرِجْنِي مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا إلَّا بِذَنْبٍ مَغْفُورٌ ، وَسَعْيٌ مَشْكُورٌ ، وَعَمِل مُتَقَبَّل ، وَتِجَارَةً لَنْ تَبُورَ . اللَّهُمّ أَعْتَقَنِي مِنْ النَّارِ ، وَاجْعَلْنِي مِنْ طلقائك وعتقائك مِنْ النَّارِ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِي وَاعْصِمْنِي فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِي . اللّهُمّ كُنْ لِي وَلِيًّا وحافظا وناصرا وَمُعِينًا ، وَاجْعَلْنِي فِي حرزك وَحِفْظك ، وحمايتك وكنفك ، ودرعك الْحُصَيْن ، وَفِي كلاءتك ، عَزَّ جَارُك ، وَجَلَّ ثَنَاؤُك ، وَلَا إلَهَ غَيْرُك ، وَلَا مَعْبُود سِوَاك . 
اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنِي بِسُوءٍ فأرده ، اللَّهُمّ رَدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ ، اللَّهُمّ بَتَر عُمْرَة ، وَبَدَّد شَمِلَه ، وَفَرَّق جُمُعَة ، وَاسْتَأْصَل شَأْفَتِه ، وَأَقْطَع دَابِرَه ، وقتر رِزْقِه ، وَإِبِلُه بِجَهْد الْبَلَاء ، وَأَشْغَلَه بِنَفْسِه ، وابتله بِعِيَالِهِ وَوَلَدِهِ ، وَاصْرِفْ عَنِّي شَرَّهُ ، وَأَطْبَق عَنِّي فَمِه ، وَخُذ مِنْه آمِنَة مِثْلُ مَنْ أَخَذَ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ ، وَاجْعَلْنِي مِنْهُ عَلَى حَذَرٍ بِحِفْظِك وحياطتك ، وَأَدْفَع عَنِّي شَرَّهُ وَكَيْدَه وَمُكْرَه ، واكفنيه وَاكْفِنِي مَا أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ دُنْيَايَ وَآخِرَتِي .
اللَّهُمَّ لَا تَسَلُّطَ عَلَيَّ مِنْ لَا يَرْحَمُنِي ، اللَّهُمّ أَصْلِحْنِي [1] ، وَأَصْلَح شَأْنِي ، وَأَصْلَح فَسَاد قَلْبِي . اللَّهُمَّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَنَوِّرْ قَلْبِي ، وَيَسَّرَ لِيَ أَمْرِي ، وَلَا تُشَمِّتْ بِي الْأَعْدَاءَ وَلَا الْحَاسِد . اللَّهُمّ أَغْنِنِي بِغِنَاك ، وَلَا تحوجني إلَى أَحَدٍ سِوَاك ، تَفَضَّلْ عَلَيَّ عَنْ فَضْلِ مِنْ سِوَاكَ ، يَا قَرِيبٌ يَا مُجِيبَ ، يَا اللَّهُ لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ ، عَمِلْت سَوَاءٌ وظلمت نَفْسِي ، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي إنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ .
[1] فِي نُسْخَةٍ " ش " : " وَأَصْلِحْ لِي " .

 اللَّهُمَّ أَظْهِرْ الْحَقّ وَأَهْلِه ، وَاجْعَلْنِي مِمَّن أَقُولُ بِهِ وَانْتَظَرَه ، اللَّهُمّ قَوْمٌ قَائِمٌ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَظْهَر دَعْوَتِه بِرِضَا مَنْ آلِ مُحَمَّدٍ ، اللَّهُمَّ أَظْهِرْ رَأَيْته ، وقو عَزْمِه ، وَعَجَّل خُرُوجِه ، وَانْصُر جُيُوشِه ، واعضد أَنْصَارَه ، وَأَبْلَغ طَلَبَتْه ، وَأَنْجَح أَمَلُه ، وَأَصْلَح شَأْنُه ، وَقَرُب أَوَانِه ، فَإِنَّك تُبْدِي وَتُعِيد ، وَأَنْت الْغَفُورُ الْوَدُودُ .
 اللَّهُمَّ امْلَأْ الدُّنْيَا قِسْطًا وَعَدْلًا ، كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا . اللَّهُمّ اُنْصُر جُيُوش الْمُؤْمِنِين ، وسراياهم ومرابطيهم حَيْثُ كَانُوا ، وَأَيْنَ كَانُوا ، مِنْ مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ، وَانْصُرْهُم نَصْرًا عَزِيزًا ، وَافْتَح لَهُم فَتْحاً يَسِيراً ، وَاجْعَل لَنَا وَلَهُمْ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا . اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ أَتْبَاعِهِ ، والمستشهدين بَيْنَ يَدَيْهِ .

 اللَّهُمَّ الْعَنْ الظَّلَمَة وَالظَّالِمِين ، الَّذِينَ بَدَّلُوا دِينِك ، وَحَرَّفُوا [2] كِتَابِك ، وَغَيَّرُوا سُنَّةُ نَبِيِّكَ ، وَدَرَسُوا الْآثَار ، وظلموا عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ نَبِيِّك ، وَقَاتِلُوا وَتَعَدَّوْا عَلَيْهِم ، وغصبوا حَقِّهِم ونفوهم [3] عَن بُلْدَانِهِم ، وأزعجوهم عَنْ أَوْطَانِهِمْ ، مِن الطاغين وَالتَّابِعِين ، وَالْقَاسِطِين والمارقين وَالنَّاكِثِين ، وَأَهْل الزُّور وَالْكَذِب ، الْكَفَرَةِ الْفَجَرَةِ . 
[2] فِي نُسْخَةٍ " ض " : " وحرقوا " . [3] فِي نُسْخَةٍ " ش " : " وتفرقوهم " . 

اللَّهُمَّ الْعَنْ أَتْبَاعِهِم ، وجيوشهم ، وَأَصْحَابُهُم ، وَأَعْوَانُهُم ، ومحبيهم ، وشيعتهم ، واحشرهم إلَى جَهَنَّمَ زِرْقًا [4] . اللَّهُمَّ عَذِّبْ كَفَرَةَ أَهْلِ
الْكِتَابِ ، وَجَمِيع الْمُشْرِكِين ، وَمَن ضارعهم مِن  الْمُنَافِقِين ، فَإِنَّهُم يتقلبون فِي نِعَمِكَ ، ويجحدون آيَاتِك ، وَيُكَذِّبُونَ رُسُلَك ، ويتعدون حُدُودِك ، وَيَدْعُون مَعَكَ إِلَهاً أخر، لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ ، سُبْحَانَك وَتَعَالَيْت عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا .
[4] زِرْقًا : جَمْع أَزْرَق وَهُوَ الْأَعْمَى ، وَقِيل : أَسْوَد الْوَجْه " مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ - زَرَق - 5 : 176 " .

اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِك مِنْ الشَّكِّ وَالشِّرْكِ ، وَالشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ ، وَالرِّيَاء ، وَدَرَك الشَّقَاء وَسُوء الْقَضَاء ، وَشَمَاتَة الْأَعْدَاء ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ . اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْت مِنْ الصَّالِحِينَ ، وَأَلْحِقْنِي بِهِم يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . اللَّهُمّ أَفْسَح فِي أَجَلِي ، وَأَوْسَع فِي رِزْقِي ، ومتعني بِطُولِ الْبَقَاءِ ، وَدَوَام الْعِزّ ، وَتَمَامُ النِّعْمَةِ ، وَرِزْق وَاسِعٌ ، وَأَغْنِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي السُّوء وَالْفَحْشَاءَ وَالْمُنْكَرَ . اللَّهُمَّ افْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ ، وَلَا تَفْعَلُ بِي مَا أَنَا أَهْلِه ، لَا تَأْخُذَنِي بِعَدْلِك جُدْ عَلَيَّ بِعَفْوِك وَرَحْمَتك ، ورأفتك ورضوانك . 

اللَّهُمّ عَفْوِك ، لَا تَرُدَّنَا خَائِبِين ، وَلَا تُقْطَعُ رَجَائِي ، وَلَا تَجْعَلْنِي مِنْ الْقَانِطِينَ ، وَلَا مَحْرُومِين ، وَلَا مُجْرِمِين ، وَلَا آيِسَيْنِ ، وَلَا ضَالِّين ، وَلَا مُضِلِّين ، وَلَا مطرودين ، وَلَا مغضوبين ، آمَنَّا الْعِقَاب ، وطمئن بِنَا دَارِك دَارِ السَّلَامِ . 
اللَّهُمَّ إنِّي أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِين ، وأتشفع إلَيْك بِهِم ، وأتقرب إلَيْك بِهِم ، وَأَتَوَجَّهُ إلَيْك بِهِم ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي بِهِم وَجِيهًا ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي بِهِمْ ، وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِيَ بِهِم ، وَارْحَمْنِي بِهِم ، واشفعني بِهِم . اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ حُسْنَ الْعَاقِبَةِ ، وَتَمَامُ النِّعْمَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيِّ قَدِيرٌ . اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا ، وَارْحَمْنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ، وَعَافِنَا ، وغنمنا ، وَرَفَعْنَا ، وسددنا ، واهدنا ، وَأَرْشَدَنَا ، وَعَافِنَا ، وَكُنْ لَنَا وَلَا تَكُنْ عَلَيْنَا ، وَأَكُفِّنَا مَا أَهَمَّنَا مِنْ أَمْرِ دنيانا وَآخِرَتِنَا ، وَلَا تُضِلَّنَا ، وَلَا تُهْلِكُنَا ، وَلَا تضعنا ، واهدنا إلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ ، وَاتِنًا مَا سَأَلْنَا وَمَا لَمْ نَسْأَلُك ، وَزِدْنَا مِنْ فَضْلِك ، إنَّك أَنْتَ الْمَنّانُ يَا اللَّهُ . رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبّي وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ، اغْفِرْ وَارْحَمْ وَتَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ ، فَإِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ . فقه الرضا : 402 - 401 .

23 - يُسْتَحَبُّ أَنْ يَسْجُدَ عَقِيبَ الْوِتْرِ سَجْدَتَيْن يَقُولُ فِي الْأُولَى » 
سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ « خَمْسَ مَرَّاتٍ ثُمَّ يَجْلِسُ وَيَقْرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ ثُمَّ يَسْجُدُ ثَانِيًا وَيَقُول كَذَلِكَ خَمْسًا ، فَقَدْ رَوَى عَنْ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌ وآله أَنَّ مَنْ فِعْلِ ذَلِكَ لَمْ يَقُمْ مِنْ مَقَامِهِ حَتَّى يَغْفِرَ لَهُ ، وَيَكْتُبُ لَهُ ثَوَابُ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَيُعْطَى ثَوَاب مِائَة حَجَّةٌ وَعُمْرَةٌ ، وَيَكْتُبُ لَهُ بِكُلِّ سُورَةٍ مِنْ الْقُرْآنِ مَدِينَةً فِي الْجَنَّةِ ، وَبَعَثَ اللّهُ تَعَالَى أَلْفُ مَلَكٍ يَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتُ إلَى يَوْمِ يَمُوتُ ، وَلَا يَخْرُجُ مِنْ الدُّنْيَا حَتَّى يُرَى مَكَانَهُ فِي الْجَنَّةِ ، وَكَأَنّمَا طَافَ بِالْبَيْتِ مِائَة طَوَاف ، و أَعْتَق مِائَةَ رَقَبَةٍ ، وَلَا يَقُومُ مِنْ مَقَامِهِ حَتَّى تَنْزِلَ عَلَيْهِ أَلْفٌ رَحِمَه ، ويستجاب دُعَاؤُه وَقَضَى اللَّهُ تَعَالَى حَاجَتِهِ فِي دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ ، وَلَه بِكُلّ سَجْدَة ثَوَاب أَلْفِ صَلَاةٍ تَطَوُّعٍ  . مِصْبَاح الكفعمى ص 55 مَتْنًا وهامشا .

 وَمِنْه : يُسْتَحَبُّ أَنْ يَسْتَغْفِرَ اللَّهَ فِي كُلِّ سَحَرٍ سَبْعِينَ مَرَّةً ، وَهُوَ أَتَمّ الِاسْتِغْفَار وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عَلِيٍّ عليه‌السلام فَيَقُول :
 « أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبِّى وَأَتُوبُ إِلَيْهِ » وَيَقُول سَبْعًا « أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ »  .مِصْبَاح الكفعمى ص 58 فِي الْمَتْنِ .

 أَقُول : وُجِدَتْ فِي صَحِيفَةٍ قَدِيمَةٍ مُصَحَّحَةٍ كَان سَنَدُهَا هَكَذَا قَالَ:عَنْ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيٍّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه‌ السلام قَال : كَانَ مِنْ دُعَائِهِ بَعْدَ صَلَاةِ اللَّيْلِ : إلْهَى وَسَيِّدِي هَدَأَت الْعُيُون ، وَغَارَتْ النُّجُومُ ، وَسَكَنَت الْحَرَكَاتِ مِنْ الطَّيْرِ فِي الوكور ، وَالْحِيتَانُ فِي الْبُحُور ، وَأَنْت الْعَدْلِ الَّذِي لَا يَجُور ، وَالْقِسْط  الَّذِي لَا تَمِيل ، والدائم الَّذِي لَا يَزُولُ ، أُغْلِقَت الْمُلُوك أَبْوَابِهَا ، وَدَارَت عَلَيْه حراسها ، وبابك مَفْتُوحٌ لِمَن دَعَاك ، يَا سَيِّدِي ، وَخَلَا كُلُّ حَبِيبٍ بِحَبِيبِهِ ، وَأَنْت الْمَحْبُوب إلَيّ . أَلْهَى إنِّي وَإِنْ كُنْت عَصَيْتُك فِي أَشْيَاءَ أمرتنى بِهَا ، وَأَشْيَاء نهيتنى عَنْهَا ، فَقَد أَطَعْتُكِ فِي أَحَبِّ الْأَشْيَاءِ إلَيْك ، آمَنَتْ بِكَ لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَك مِنْكَ عَلَيَّ لامني عَلَيْك .
 إلْهَى عَصَيْتُك فِي أَشْيَاءَ أَمَرْتَنِي بهاوأشياء نَهَيْتَنِي عَنْهَا لِأَحَد مُكَابَرَةٌ وَلَا مُعَانِدَة ، وَلَا اِسْتِكْبار وَلَا جُحُود لربوبيتك ، وَلَكِن استفزني الشَّيْطَان بَعْد الْحِجَّة ، وَالْمَعْرِفَة وَالْبَيَان ، لَا عُذْرَ لِي فَاعْتَذَر ، فَإِن عَذَّبْتَنِي فبذنوبي ، وَبِمَا أَنَا أَهْلِه ، وَإِن غَفَرْت لِي فبرحمتك ، وَبِمَا أَنْتَ أَهْلُهُ ، أَنْتَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ وَأَنَا مِنْ أَهْلِ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ . بحار الانوار : ج 84 ص 308 -309 .

24 - رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ إنَّهُ قَالَ : مَا مِنْ عَبْدِ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فَيَدْعُو فِي سُجُودِهِ لِأَرْبَعِين مِنْ أَصْحَابِهِ ، يُسَمِّي بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ إلا وَلَمْ يَسْأَلْ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا إلَّا أَعْطَاهُ . 

صَلَاةُ الْحَاجَةِ تُصَلَّى فِي جَوْفِ اللَّيْلِ .
 فَإِذَا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فَتَطْهُر لِلصَّلَاة طَهُورًا سَابِغًا وَأَخَلّ بِنَفْسِك ، واجِف بَابِك وَأَسْبِل سَتَرَك ، وَصْفٌ قَدَمَيْك بَيْنَ يَدَيْ مَوْلَاك ، وَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ، تَحْسُن فِيهِمَا الْقِرَاءَة . تَقْرَأُ فِي الْأُولَى الْحَمْد ، وَسُورَةُ الْإِخْلَاصِ ، وَفِي الثَّانِيَةِ الْحَمْد ، وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ، وَتَحَفَّظَ مِنْ سَهْوٍ يَدْخُلُ عَلَيْكِ ، فَإِذَا سَلِمَتْ بَعْدَهُمَا فَسَبِّح اللَّه ثُلُثَا وَثُلُثَيْن تَسْبِيحَة ، وَأَحْمَد اللَّه ثُلُثَا وَثُلُثَيْن تَحْمِيدَة ، وَكَبَّرَ اللَّهَ تَعَالَى أَرْبَعًا وَثُلُثَيْن تَكْبِيرَة .

وَقُل : يَا مَنْ نَوَاصِي الْعِبَاد بِيَدِه وَقُلُوب الْجَبَابِرَة فِي قَبْضَتِهِ ، وَكُلّ الْأُمُورِ لَا تَمْتَنِعُ مِنْ الْكَوْن تَحْت إرَادَتِه يُدَبِّرْهَا بِتَكْوِينِه إذَا شَاءَ كَيْفَ شَاءَ ، مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ ، أَنْتَ اللَّهُ مَا شِئْت مِنْ أَمْرِ يَكُونُ ، [يَكُن]لا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ ، رَبّ ! قَد دهمني مَا قَدْ عَلِمْت وغشيني[ وغشمني ]ما لَمْ يَغِبْ عَنْك ، فَإِن أَسَلّمْتنِي هَلَكَت وَإِن أعززتني سَلِمَت ، اللَّهُمّ ! إنِّي أَسْطُو باللواذ بِكَ عَلَى كُلِّ كَبِيرٍ ، وأنجو مِن مَهَاوِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ بذكري لَك فِي إنَاءٍ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ ، اللَّهُمّ ! بِك أتعزز عَلَى كُلِّ عَزِيزٌ وَبِك أَصُولُ عَلَى كل جبار عَنِيد ، وَأَشْهَدُ أَنّك إلهي[إلَهِي وَإِلَهَ ءابائي]وإله الْعَالَمِين ، سَيِّدِي ! أَنْت ابْتَدَأَت بالمنح قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا فاخصصني بتوفيرها وإجزالها ، بِك اعْتَصَمْت وَعَلَيْك عَوَّلْت وَبِك وَثِقْت وَإِلَيْك لَجَأَت ، اللَّهَ اللَّهَ اللَّهَ رَبّي لَا أَشْرَك بِهِ شَيْئًا وَلَا اتَّخَذَ مِنْ دُونِهِ وَلِيًّا .

 ثُمّ تخر سَاجِدًا وَتَقُول : قَالَ أَوْ لَمْ تُؤْمِنْ ، قَال بَلِي وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ، قَال فَخُذ أَرْبَعَةٌ مِنْ الطَّيْرِ فصرهن إلَيْك ، ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ، ثُمَّ اُدْعُهُنَّ يأتينك سَعْيًا ، وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ .

 ثُمَّ تَقُولُ : اللَّهُمّ ! إلَيْك يَؤمَ ذَوُو الْآمَال وَإِلَيْك يَلْجَأ المستضام ، وَأَنْت اللَّهِ مَالِكُ الْمُلُوك ورب كُلّ الْخَلَائِق ، أَمَرَك نَافِذٌ بِغَيْر عائِق ، لِأَنَّك اللّهُ ذُو السُّلْطَان ، وَخَالِق الْإِنْس والجان[وَالْجِنّ]أسألك . حَتَّى يَنْقَطِعَ النَّفْس

 ثُمَّ تَقُولُ : مَا أَنْتَ أعلم[ بِهِ مِنِّي]ثم تَقُول : إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيِّ قَدِيرٌ . 
ثُمَّ تَقُولُ : اللَّهُمّ ! يَسَّر مِنْ أَمْرِي مَا تَعَسَّرَ ، وَأَرْشَدَنِي الْمِنْهَاجَ الْمُسْتَقِيمَ ، وَأَنْت اللَّه السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، فَسَهُل لِي كُلُّ شديد[شَدِيدَة ]ووفقني لِلْأَمْر الرَّشِيد ، ثُمَّ تَقُولُ : افْعَلْ بِي كَذَا وَكَذَا .

صَلَاةٍ أُخْرَى 
رُوِيَ عَنْ الصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلَامُ أنه قال : مَنْ كَانَتْ لَهُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى حَاجَةٌ ، فَلْيَقُم جَوْفِ اللَّيْلِ وَيَغْتَسِل وَلْيَلْبَس أَطْهُر ثِيَابِه وَلْيَأْخُذ قِلَّة جَدِيدَة مَلَاء مِنْ مَاءٍ ، وَيَقْرَأ فيها[عَلَيْهَا]إنا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ الْقَدْرِ عَشْرَ مَرَّاتٍ .  ثُمّ يُرَشّ حَوْل مَسْجِدِه وَمَوْضِعُ سُجُودِهِ ، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ، يَقْرَأُ فِيهِمَا الْحَمْد ، وَإِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ الْقَدْرِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ جَمِيعًا ، ثُمَّ يَسْأَلُ حَاجَتَهُ فَإِنَّه حَرِيٌّ إنْ يَقْضِيَ أَنْ شَاءَ اللَّهُ . مِصْبَاح الْمُتَهَجِّد : ص 107 -110.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

عن الموقع

author انما المؤمنون اخوة  إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون تعليل لإقامة الإصلاح بين المؤمنين إذا استشرى الحال بينهم فالجملة موقعها موقع العلة وقد بني هذا التعليل ...

معرفة المزيد ←

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

انما المؤمنون اخوة

2020