استحباب الصدقة عند توقع البلاء ، والخوف من الأسواء والدّاء1 - عن
النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « يدفع بالصّدقة الدّاء ، والدّبيلة ، والغرق ، والحرق ، والهدم ، والجنون » حتّى عدّ سبعين نوعاً من البلاء .
دعائم الإِسلام ج 1 ص 242 . 2 ـ وعن
النّبي ( صلى الله عليه وآله ) : « البلايا لا تتخطّى على الصّدقة ، أنّ الصّدقة لتدفع سبعين باباً من السّوء » .
مستدرك الوسائل : ج 7 ص 175 ح 7962.3 - عن
علي ( عليه السلام ) ، قال : « كانوا يرون أنّ الصّدقة يدفع بها عن الرّجل المظلوم » .
الجعفريات ص 56 .4 - عَنْ
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) ، أنّه قَال : « كَان ورشان يفرخ فِي شَجَرَةٍ ، وَكَانَ رَجُلٌ يَأْتِيه إذَا أَدْرَكَ الفرخان فَيَأْخُذ الْفَرْخَيْن ، فَشَكَا ذَلِكَ الورشان إلَى اللَّهِ عزّ وَجَلّ ، فَقَال : إنّي سأكفيكه ، فأفرخ الورشان ، وَجَاء الرّجل وَمَعَه رَغِيفَان فَصَعِد الشّجرة ، وَعَرَضَ لَهُ سَائِلٌ فَأَعْطَاه أَحَدٌ الرّغيفين ، ثمّ صَعِد فَأَخَذ الْفَرْخَيْن وَنَزَل بِهِمَا ، فسلّمه اللَّهُ تَعَالَى لَمَّا تصدّق بِه » .
قصص الأنبياء ص 181 . 5 - عن العلّامة الحلّي في بعض كتبه ، قال : مرّ
النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ، يوماً بيهودي يتحطّب [
1] في صحراء ، فقال لأصحابه : « إنّ هذا اليهودي لتلدغه اليوم حيّة ويموت » فلما كان آخر النهار رجع اليهودي بالحطب على رأسه على جاري عادته ، فقال له الجماعة :
يا رسول الله ، ما عهدناك تخبر بما لم يكن ! فقال : « وما ذاك ؟ » قالوا : إنّك أخبرت اليوم ، بأنّ هذا اليهودي تلدغه أفعى ويموت ، وقد رجع ، فقال (
صلى عليه وآله ) : « عليّ به » فأتي به إليه ، فقال : « يا يهودي ، ضع الحطب وحلّه » فحلّه فرأى فيه أفعى ، فقال : « يا يهودي ، ما صنعت اليوم من المعروف ؟ » فقال : ما صنعت شيئاً غير إني خرجت ومعي كعكتان ، فأكلت احداهما ثم سألني سائل فدفعت إليه الأخرى ، فقال : « تلك الكعكة خلصتك من الأفعى » فأسلم على يده .
عوالي اللآلي ج 1 ص 373 ح 87 .[
1] الظاهر أن صوابه « يحتطب » .
6 - وَعَنْ
أَبِي جَعْفَرٍ محمّد بْن عليّ ( عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ) ، أنّه قَال : « كَانَ فِي بَنِي إسْرَائِيلَ رَجُلٌ لَهُ نِعْمَةٌ ، وَلَمْ يَرْزُقْ مَنْ الْوَلَدِ غَيْرُ وَاحِدٍ ، وَكَانَ لَهُ محبّاً وَعَلَيْه شفيقاً ، فلمّا بَلَغَ مَبْلَغَ الرّجال زوّجه ابْنِه عمّ لَه ، فَأَتَاه آتِ فِي مَنَامِهِ فَقَالَ : إنّ ابْنَك هَذَا لَيْلَة يَدْخُل بِهَذِه الْمَرْأَةَ يَمُوتُ ، فاغتمّ لِذَلِك غمّاً شديداً ، وَكَتَمَه وَجَعَل يُسَوِّف الدُّخُول ، حتّى الحّت امْرَأَتَه عَلَيْه وَوَلَدِهِ وَأَهْلِ بَيْتٍ الْمَرْأَة ، فلمّا لَمْ يَجِدْ حِيلَةً اسْتَخَار اللَّهُ وَقَالَ : لعلّ ذَلِكَ كَانَ مِنْ الشّيطان ، فَأَدْخَل أَهْلِهِ عَلَيْهِ وَبَات لَيْلَةُ دُخُولِهِ قائماً يصلّي وَيَنْتَظِر مَا يَكُونُ مِنْ اللَّهِ ، حتّى إذَا أَصْبَحَ غَدَا عَلَيْهِ فَأَصَابَه عَلَى أَحْسَنِ حَال ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، فلمّا كَان اللّيل نَام فَأَتَاه ذَلِكَ الَّذِي كَانَ أَتَاهُ فِي مَنَامِهِ فَقَالَ : إنّ اللَّه عزّ وجلّ دَفَعَ عَنْ ابْنَك وَأَنَسًا [
1] أَجَلِه ، بِمَا صَنَعَ بِالسَّائِل ، فلمّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى ابْنِهِ فَقَالَ : يَا بنيّ هَلْ كَانَ لَك صَنِيع صَنْعَتِه بِسَائِل فِي لَيْلَةٍ ابتنائك بامرأتك ؟ فَقَال : وَمَا أَرَدْت مِنْ ذَلِكَ ؟ قَال : تُخْبِرُنِي بِه ، فاحتشم [
2] مِنْه ، فَقَال : لَا بدّ مِنْ أَنَّ تُخْبِرَنِي بِالْخَبَر ، قَال : نَعَم لمّا فَرَغْنَا ممّا كنّا فِيهِ مِنْ إطْعَامِ النّاس ، بَقِيَت لَنَا فُضُولُ كَثِيرَةٍ مِنْ الطّعام ، وأُدخِلَت إلَى الْمَرْأَةِ ، فلمّا خَلَوْت بِهَا ودنوت مِنْهَا ، وَقَف سَائِلٌ بِالْبَاب فَقَال : يَا أَهْلَ الدّار واسونا ممّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ وَأُخِذَت بِيَدِه وَأَدْخَلْته وقرّبته إلَى الطّعام ، وَقُلْت لَهُ : كُلٍّ مِنْ الطّعام ، فَأَكَل حتّى صَدْر [
3] ، وَقُلْت : أَلَك عِيَال ؟ قَال : نَعَم ، قُلْت ، فَأَحْمِل إلَيْهِمْ مَا أَرَدْت ، فَحُمِلَ مَا قَدَرَ عَلَيْهِ ، وَانْصَرَف وَانْصَرَفْت أَنَا إلَى أَهْلِي ، فَحَمِدَ اللَّهَ أَبُوه ، وَأَخْبَرَه بِالْخَبَر » .
دعائم الإِسلام ج 1 ص 242 باختلاف بسيط في الالفاظ .[
1] النَسأ : التأخير ( مجمع البحرين ـ نسأ ـ ج 1 ص 414 ) .
[
2] احتشم : استحى . ( مجمع البحرين ـ حشم ـ ج 6 ص 41 ) .
[
3] الصَّدَر : الانصراف عن الشيء ( لسان العرب ـ صدر ـ ج 4 ص 448 ) والمراد هنا الشبع .