مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه - انما المؤمنون اخوة -->
انما المؤمنون اخوة انما المؤمنون اخوة
test banner

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه

مَنَاقِب أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ .

عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ : قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ بْنُ - أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَقَدْ عَلِمَ المستحفظون مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ إنَّهُ لَيْسَ فِيهِمْ رَجُلٌ لَهُ مَنْقَبَة إلَّا وَقَدْ شَرِكَتِه فِيهَا وَفَضْلَتُه وَلِيّ سَبْعُون مَنْقَبَة لَم يَشْرَكُنِي فِيهَا أَحَدٌ مِنْهُمْ ، قُلْت :
 يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَأَخْبِرْنِي بِهِنَّ ، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ :
 أَنَّ أَوَّلَ مَنْقَبَة لِي أَنِّي لَمْ أُشْرِكْ بِاَللَّهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ وَلَمْ أَعْبُد اللّاتَ وَالْعُزّى ، وَالثَّانِيَة أَنِّي لَمْ أَشْرَبْ الْخَمْرَ قَطّ ، وَالثَّالِثَةُ إنْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ استوهبني عَنْ أَبِي فِي صبائي وَكُنْت أَكِيلَهُ وَشَرِيبَهُ وَمُؤْنِسَة و مُحْدَثَة ، وَالرَّابِعَة أَنِّي أَوَّلُ النَّاسِ إيمَانًا وإسلاما ، وَالْخَامِسَةَ أَنْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ قَالَ لِي : " يَا عَلِيُّ أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي " ، و السَّادِسَة أَنِّي كُنْتُ آخِرَ النَّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ اللَّهِ ودليته فِي حُفْرَتِهِ ، وَالسَّابِعَة أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أنامني عَلَى فِرَاشِهِ حَيْثُ ذَهَبَ إلَى الْغَارِ وسجاني بِبُرْدَة ، فَلَمَّا جَاءَ الْمُشْرِكُون ظنوني مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فأيقظوني وَقَالُوا : مَا فَعَلَ صَاحِبِك ؟ فَقُلْت : ذَهَبَ فِي حَاجَتِهِ فَقَالُوا : لَوْ كَانَ هَرَب لهرب هَذَا مَعَهُ ، وَأَمَّا الثَّامِنَة فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عَلِّمْنِي أَلْف بَابٍ مِنْ الْعِلْمِ يَفْتَحُ كُلَّ بَابٍ أَلْف بَاب وَلَمْ يَعْلَمْ ذَلِكَ أَحَدًا غَيْرِي ، وَأَمَّا التَّاسِعَة فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ قَالَ لِي : " يَا عَلِيُّ إِذَا حَشَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ نَصَبَ لِي مِنْبَر فَوْق مَنَابِر النَّبِيِّين ، وَنَصَب لَك مِنْبَر فَوْق مَنَابِر الْوَصِيَّيْن فترتقي عَلَيْه " .
 وَأَمَّا الْعَاشِرَة فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَقُول : " يَا عَلِيُّ لَا أَعْطَى فِي الْقِيَامَةِ إلَّا سَأَلْتَ لَك مِثْلَهُ " وَأَمَّا الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَقُول : " يَا عَلِيُّ أَنْتَ أَخِي وَأَنَا أَخُوكَ يَدِك فِي يَدِي حَتَّى تَدْخُلَ الْجَنَّةَ " ، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ عَشْرَةَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَقُول : " يَا عَلِيُّ مِثْلُك فِي أُمَّتِي كَمَثَل سَفِينَةُ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا ، وَمَنْ تَخَلّفَ عَنْهَا غَرَق ، وَأَمَّا الثَّالِثَةُ عَشْرَةَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عَمَّمَنِي بِعِمَامَة نَفْسِه بِيَدِه ، وَدَعَا لِي بِدَعَوَاتٍ النَّصْر عَلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ فهزمتهم بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
 وَأَمَّا الرَّابِعَةُ عَشْرَةَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَمَرَنِي أَنْ أَمْسَحَ يَدِي عَلَى ضَرْع شَاةٍ قَدْ يَبِسَ ضَرْعِهَا فَقُلْت : يَا رَسُولَ اللَّهِ بَلْ أَمْسَح أَنْت ، فَقَال : " يَا عَلِيُّ فِعْلِك فَعَلَيّ " فَمَسَحْت عَلَيْهَا يَدَي فَدَرّ عَلَيَّ مِنْ لَبَنِهَا فسقيت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ شُرْبُه ، ثُمَّ أَتَتْ عَجُوزَةٌ فَشَكَت الظَّمَأ فسقيتها فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ : " إنِّي سَأَلْت اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُبَارِكَ فِي يَدِك فَفَعَل " ، وَأَمَّا الْخَامِسَةُ عَشْرَةَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَوْصَى إلَيَّ وَقَالَ : " يَا عَلِيُّ لَا يَلِي غُسْلَي غَيْرِك ، وَلَا يُوَارِي عَوْرَتِي غَيْرِك ، فَإِنَّهُ إنْ رَأَى أَحَدٌ عَوْرَتِي غَيْرِك تَفَقَّأَت عَيْنَاه ، فَقُلْتُ لَهُ : كَيْف لِي بتقليبك يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَقَال : إِنَّك ستعان " فَوَاللَّهِ مَا أَرَدْت أَنْ أُقَلِّب عُضْوًا مِنْ أَعْضَائِهِ إلَّا قَلْبَ لِي ، وَأَمَّا السَّادِسَةَ عَشْرَةَ فَإِنِّي أَرَدْت أَنْ أجرده فَنُودِيت " يَا وَصِيَّ مُحَمَّدٍ لَا تَجَرُّدُه فَغَسَلَه وَالْقَمِيص عَلَيْه " فَلَا وَاَللَّهُ الَّذِي أَكْرَمَهُ بِالنُّبُوَّة وَخَصَّه بِالرِّسَالَة مَا رَأَيْت لَهُ عَوْرَةٌ ، خصني اللَّهُ بِذَلِكَ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِهِ .
 وَأَمَّا السَّابِعَةُ عَشْرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ زَوِّجْنِي فَاطِمَة ، وَقَدْ كَانَ خَطَبَهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ فزوجني اللَّهُ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتِه ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ : هَنِيئًا لَك يَا عَلِيُّ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ زَوَّجَكَ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَهِيَ بَضْعَةٌ مِنِّي " فَقُلْت : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْ لَسْت مِنْك ؟ فَقَال : " بَلَى يَا عَلِيُّ أَنْتَ مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ كيميني مِن شِمَالِي ، لَا اُسْتُغْنِي عَنْكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " وَأَمَّا الثَّامِنَةَ عَشْرَةَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ قَال : " لِي يَا عَلِيُّ أَنْتَ صَاحِبُ لِوَاءِ الْحَمْدِ فِي الْآخِرَةِ ، وَأَنْت يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَقْرَبَ الْخَلَائِق مِنِّي مَجْلِسًا ، يُبْسَط لِي وَيَبْسُط لَك فَأَكُون فِي زُمْرَةِ النَّبِيِّين وَتَكُونُ فِي زُمْرَةِ الْوَصِيَّيْن ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِكِ تَاج النُّور وإكليل الْكَرَامَة ، يَحُفّ بِك سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يَفْرُغَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ حِسَابِ الْخَلَائِقِ " .
وَأَمَّا الْعِشْرُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَقُولُ لِي : " مِثْلُك فِي أُمَّتِي مَثَلُ بَاب حَطُّهُ فِي بَنِي إسْرَائِيلَ ، فَمَنْ دَخَلَ فِي وِلَايَتِك فَقَدْ دَخَلَ الْبَابِ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَمَّا الْحَادِيَةُ وَالْعِشْرُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَقُول : " أَنَا مَدِينَة الْعِلْم وَعَلِيٌّ بَابِهَا وَلَنْ تَدْخُلَ الْمَدِينَةِ أَلَا مِنْ بَابِهَا ، ثُمَّ قَالَ : يَا عَلِيُّ إنَّكَ سترعى ذِمَّتِي وتقاتل عَلَى سُنَّتِي وتخالفك أُمَّتِي " وَأَمَّا الثَّانِيَةُ وَالْعِشْرُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَقُول : " إنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَق ابْنِي الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ مِنْ نُورٍ أَلْقَاه إِلَيْكَ وَ إِلَى فَاطِمَةَ ، وَهُمَا يهتزان كَمَا يَهْتَز القرطان إذَا كَانَا فِي الْأُذُنَيْنِ ، ونورهما مُتَضَاعِفٌ عَلَى نُورٍ الشُّهَدَاء سَبْعِينَ أَلْفَ ضَعْفٌ ، يَا عَلِيُّ أَنْ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ وَعَدَنِي أَنْ يكرمهما كَرَامَةٌ لَا يُكْرَمُ بِهَا أَحَدًا مَا خَلَا النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ " ، وَأَمَّا الثَّالِثَةُ وَالْعِشْرُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَعْطَانِي خَاتِمَةٌ فِي حَيَاتِهِ وَدِرْعُه ومنطقته وقلدني سَيْفَه وَأَصْحَابُهُ كُلُّهُمْ حُضُور و عَمّي الْعَبّاسِ حَاضِرٌ ، فخصني اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ بِذَلِكَ دُونَهُم ، وَأَمَّا الرَّابِعَةُ وَالْعِشْرُونَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِهِ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ۚ" فَكَان لِي دِينَارٌ فَبِعْته عَشَرَةَ دَرَاهِمَ فَكُنْت إذَا ناجيت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَصْدَق قَبْلَ ذَلِكَ بِدِرْهَم ، وَوَاللَّهِ مَا فَعَلَ هَذَا أَحَدُ مِنْ أَصْحَابِهِ قَبْلِي وَلَا بَعْدِي ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : " أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ ۚ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ - الْآيَة " [1] فَهَلْ تَكُونُ التَّوْبَةُ إلَّا مِنْ ذَنْبٍ كَانَ .[1] الْمُجَادَلَة : 13 - 14 .

 أَمَّا الْخَامِسَةُ وَالْعِشْرُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَقُول : " الْجَنَّة مُحَرَّمَةٍ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ حَتَّى أَدْخُلَهَا أَنَا وَهِيَ مُحْرِمَةٌ عَلَى الْأَوْصِيَاء حَتَّى تَدْخُلُهَا أَنْتَ يَا عَلِيُّ أَنْ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بَشَّرَنِي فِيك بِبُشْرَى لَم يُبَشّر بِهَا نَبِيًّا قَبْلِي بَشَّرَنِي بِأَنَّك سَيِّد الْأَوْصِيَاء وَإِن ابنيك الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَاب أَهْلِ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " ، وَأَمَّا السَّادِسَةُ وَالْعِشْرُونَ فَإِن جَعْفَرًا أَخِي الطَّيَّار فِي الْجَنَّةِ مَعَ الْمَلَائِكَةِ ، الْمُزَيِّن بالجناحين مِنْ دُرٍّ وَيَاقُوتٍ وَزَبَرْجَدٍ ، و أَمَّا السَّابِعَةُ وَالْعِشْرُونَ فَعَمِي حَمْزَة سَيِّدَ الشُّهَدَاءِ فِي الْجَنَّةِ ، وَأَمَّا الثَّامِنَةُ وَالْعِشْرُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ قَال : " إنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَعَدَنِي فِيك وَعْدًا لَن يَخْلُفُه ، جَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَك وَصِيًّا ، وَسَتَلْقَى مِنْ أُمَّتِي مَنْ بَعْدِي مَا لَقِىَ مُوسَى مِنْ فِرْعَوْنَ ، فَاصْبِر وَاحْتَسَب حَتَّى تَلْقَانِي فأوالي مِن والاك ، وأعادي مَنْ عَادَاك " ، وَأَمَّا التَّاسِعَةُ وَالْعِشْرُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَقُول : " يَا عَلِيُّ أَنْتَ صَاحِبُ الْحَوْضِ لَا يَمْلِكُهُ غَيْرِك ، وَسَيَأْتِيك قَوْمٌ فيستسقونك فَتَقُول : لَا وَلَا مِثْلَ ذَرَّة ، فينصرفون مُسَوَّدَة وُجُوهِهِم ، و سَتُرَدّ عَلَيْك شيعتي وشيعتك فَتَقُول : رَوَوْا رِوَاء مرويين فيروون مُبَيَّضَة وُجُوهِهِم " .
وَأَمَّا الثَّلَاثُون فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَقُول : " يُحْشَر أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى خَمْسٍ رَايَات ، فَأَوَّل رَأْيِه تُرَدّ عَلِيّ رَأْيِه فِرْعَوْنَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهُوَ مُعَاوِيَةُ ، وَالثَّانِيَةُ مَعَ سامِرِي هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهُوَ عَمْرُو بْنِ الْعَاصِ ، وَالثَّالِثَةِ مَعَ جاثليق هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهُوَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ ، وَالرَّابِعَةِ مَعَ أَبِي الْأَعْوَرِ السّلَمِيّ ، وَأَمَّا الْخَامِسَةُ فمعك يَا عَلِيُّ تَحْتَهَا الْمُؤْمِنُون و أَنْتَ إمَامُهُمْ ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْأَرْبَعَة : ارْجِعُوا وَرَاءَكُم فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضَرَب بَيْنَهُم بِسُؤْر لَهُ بَابٌ بَاطِنِه فِيهِ الرَّحْمَةُ وَهُمْ شيعتي وَمَن وَالْآنِي وَقَاتَل مَعِي الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ والناكبة عَنِ الصِّرَاطِ ، وَبَاب الرَّحْمَة وَهُمْ شيعتي فَيُنَادِي هَؤُلَاء أَلَمْ أَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُم وَارْتَبْتُم وَغَرَّتْكُمْ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهُ وَغَرَّكُمْ بِاَللَّهِ الْغَرُورُ . فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مأويكم النَّار هِي موليكم وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ، ثُمَّ تُرَدُّ أُمَّتِي وَشِيعَتِي فيروون مِنْ حَوْضٍ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَبِيَدِي عَصًا عَوْسَج اطَّرَد بِهَا أَعْدَائِي طَرْد غَرِيبَةٌ الْإِبِل .
وَأَمَّا الْحَادِيَةُ وَالثَّلَاثُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَقُول : " لَوْلَا أَنْ يَقُولَ فِيك الغالون مِنْ أُمَّتِي مَا قَالَتْ النَّصَارَى فِي عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لَقُلْت فِيك قَوْلًا لَا تَمُرَّ بِمِلْء مِنْ النَّاسِ إلَّا أُخِذُوا التُّرَابِ مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْك يستشفون بِه " . وَأَمَّا الثَّانِيَةُ وَالثَّلَاثُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَقُول : " إنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى نصرني بِالرُّعْب فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَنْصُرُك بِمِثْلِه فَجَعَل لَك مِنْ ذَلِكَ مِثْلُ الَّذِي جَعَلَ لِي " . وَأَمَّا الثَّالِثَةُ وَالثَّلَاثُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ الْتَقَم إذْنِي وَعَلَّمَنِي مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَسَاق اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ إلَيَّ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَأَمَّا الرَّابِعَةُ وَالثَّلَاثُونَ فَإِن النَّصَارَى ادَّعَوْا أَمْرًا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ " فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا و أَنْفُسَكُم ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ " ، فَكَان نَفْسِي نَفْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ و النِّسَاءِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ وَالْأَبْنَاء الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ ، ثُمَّ نَدِمَ الْقَوْم فَسَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ الإِعْفاء فأعفاهم وَاَلّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى وَالْفُرْقَان عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ لَو بأهلونا لمسخوا قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ .
وَأَمَّا الْخَامِسَةُ وَالثَّلَاثُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَجُهَنِيٌّ يَوْمَ بَدْرٍ فَقَالَ : ائْتِنِي بِكَفّ حَصَيَات مَجْمُوعَةٌ فِي مَكَان وَاحِدٍ فَأَخَذْتُهَا ثُمَّ شممتها فَإِذَا هِيَ طَيِّبَةُ تَفُوح مِنْهَا رَائِحَةً الْمِسْكِ فَأَتَيْته بِهَا فَرَمَى بِهَا وُجُوهَ الْمُشْرِكِينَ وَتِلْك الْحَصَيَات أَرْبَعٍ مِنْهَا كُنَّ مِنْ الْفِرْدَوْسِ ، وَحَصَاه مِنْ الْمَشْرِقِ ، وَحَصَاه مِنْ الْمَغْرِبِ ، وَحَصَاه مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ ، مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ مِائَةُ أَلْفٍ مَلَكٍ مَدَدًا لَنَا ، لَمْ يُكْرَمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَذِه الْفَضْلَة أَحَدًا قَبْلُ وَلَا بَعْدَ ، وَأَمَّا السَّادِسَةُ وَالثَّلَاثُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَقُول : " وَيْلٌ لقاتلك أَنَّه أَشْقَى مِنْ ثَمُودَ وَمَن عَاقِرُ النَّاقَةِ ، وَإِن عَرْشُ الرَّحْمَنِ ليهتز لِقَتْلِك ، فَأَبْشِرْ يَا عَلِيُّ فَإِنَّك فِي زُمْرَةِ الصِّدِّيقِين وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ، وَأَمَّا السَّابِعَةُ وَالثَّلَاثُونَ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ خصني مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِعِلْم النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ وَالْمُحْكَم وَالْمُتَشَابِه وَالْخَاصّ وَالْعَامّ ، وَذَلِكَ مِمَّا مَنَّ اللَّهِ بِهِ عَلَيَّ وَعَلَى رَسُولِهِ ، وَقَالَ لِي الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ : " يَا عَلِيُّ أَنْ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي أَنْ أدنيك وَلَا أقصيك ، وأعلمك وَلَا أجفوك ، وَحَقّ عَلَيَّ أَنْ أُطِيعَ رَبِّي ، وَحَقّ عَلَيْكَ أَنْ تَعِي " وَأَمَّا الثَّامِنَةُ وَالثَّلَاثُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بَعَثَنِي بَعْثًا وَدَعَا لِي بِدَعَوَاتٍ وأطلعني عَلَى مَا يَجْرِي بَعْدَه ، فَحَزِن لِذَلِك بَعْضُ أَصْحَابِهِ قَالَ : لَوْ قَدَرَ مُحَمَّدٌ أَنَّ يَجْعَلَ ابْنَ عَمِّهِ نَبِيًّا لِجَعْلِه فشرفني اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالِاطِّلَاعِ عَلَى ذَلِكَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ .

وَأَمَّا التَّاسِعَةُ وَالثَّلَاثُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ . يَقُول : " كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُحِبُّنِي وَيُبْغِض عَلِيًّا ، لَا يَجْتَمِعُ حِبِّي وَحُبُّه إلَّا فِي قَلْبِ مُؤْمِنٍ ، إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ أَهْلُ حِبِّي وَحِبُّك يَا عَلِيُّ فِي أَوَّلِ زُمْرَةٍ السَّابِقِينَ إلَى الْجَنَّةِ ، وَجَعَلَ أَهْلُ بُغْضِي وبغضك فِي أَوَّلِ زُمْرَةٍ الضَّالِّين مِنْ أُمَّتِي إلَى النَّارِ " ، وَأَمَّا الْأَرْبَعُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَجِّهْنِي فِي بَعْضِ الْغَزَوَاتِ إلَى رَكِيّ فَإِذَا لَيْسَ فِيهِ مَاءٌ ، فَرَجَعَتْ إلَيْهِ فَأَخْبَرْتُه ، فَقَال : أَفِيه طِين ؟ قُلْت : نَعَم ، فَقَال : ائْتِنِي مِنْه ، فَأَتَيْت مِنْه بِطِين فَتَكَلَّمَ فِيهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَلْقِه فِي الرَّكِيّ فَأَلْقَيْتُه ، فَإِذَا الْمَاءُ قَدْ نَبَعْ حَتَّى امْتَلَأَ جَوَانِب الرَّكِيّ ، فَجِئْت إلَيْهِ فَأَخْبَرْتُه ، فَقَالَ لِي : وَفَّقْت يَا عَلِيُّ وببركتك نَبْعِ الْمَاءِ . فَهَذِه الْمَنْقَبَة خَاصَّة بِي مِنْ دُونِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ .

وَأَمَّا الْحَادِيَةُ وَالْأَرْبَعُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَقُول : " أَبْشِرْ يَا عَلِيُّ فَإِنَّ جَبْرَئِيل أَتَانِي فَقَالَ لِي : يَا مُحَمَّدُ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى نَظَرَ إلَى أَصْحَابِك فَوَجَد ابْنِ عَمِّكَ وختنك عَلَى ابْنَتَك فَاطِمَة خَيْرُ أَصْحَابِك فَجَعَلَه وصيك وَالْمُؤَدِّي عَنْك " ، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ وَالْأَرْبَعُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَقُولُ : " أَبْشِرْ يَا عَلِيُّ فَإِنَّ مَنْزِلِك فِي الْجَنَّةِ مُوَاجِه مَنْزِلِي وَأَنْتَ مَعِي فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ " ، قُلْت : يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَمَا أَعْلَى عِلِّيُّون ؟ فَقَال : قُبّةٌ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مِصْرَاع مَسْكَن لِي وَلَك يَا عَلِيُّ ، وَأَمَّا الثَّالِثَةُ وَالْأَرْبَعُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ قَال : " إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ رَسَخ حِبِّي فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ وَكَذَلِكَ رَسَخ حُبُّك يَا عَلِيُّ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَرَسَخ بُغْضِي وبغضك فِي قُلُوبِ الْمُنَافِقِين ، فَلَا يُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ ، وَلَا يُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ كَافِر ، وَأَمَّا الرَّابِعَةُ وَالْأَرْبَعُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَقُول : " لَن يُبْغِضُك مِنْ الْعَرَبِ إلَّا دُعِي ، وَلَا مِنْ الْعَجَمِ إلَّا شِقَّي ، وَلَا مِنْ النِّسَاءِ إلَّا سلقلقية " [1].
[1] السلقلق الَّتِي تَحِيضُ فِي دُبُرِهَا والسلقلقية : الصخابة . (القاموس) .

 وَأَمَّا الْخَامِسَةُ وَالْأَرْبَعُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ دَعَانِي وَأَنَا رَمَدِ الْعَيْنِ فَتَفَلَ فِي عَيْنِي وَقَالَ : " اللَّهُمَّ اجْعَلْ حَرِّهَا فِي بِرَدِّهَا وَبَرْدِهَا فِي حَرِّهَا " ، فَوَاللَّهِ مَا اشْتَكَت عَيْنِي إلَى هَذِهِ السَّاعَةَ [2] .[2] رَاجِعٌ خَصَائِص النَّسَائِيّ ص 38 وَمُسْنَد أَبِى دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ج 1 ص 122 . ورياض .

وَأَمَّا السَّادِسَةُ وَالْأَرْبَعُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَمَرَ أَصْحَابَهُ وَعُمُومَتَه بِسَدِّ الْأَبْوَابِ وَفَتْح بِأَبِي بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَلَيْسَ لِأَحَدٍ مَنْقَبَة مِثْل منقبتي .
 وَأَمَّا السَّابِعَةُ وَالْأَرْبَعُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَمَرَنِي فِي وَصِيَّتِهِ بِقَضَاء دُيُونِه وعداته ، فَقُلْت : يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْت
أَنَّهُ لَيْسَ عِنْدِي مَالٌ فَقَالَ : سيعينك اللَّه ، فَمَا أَرَدْت أَمْرًا مِنْ قَضَاءِ دُيُونِهِ وعداته إلَّا يَسَّرَهُ اللَّهُ لِي حَتّى قَضَيْت دُيُونِه وعداته ، وأحصيت ذَلِك فَبَلَغَ ثَمَانِينَ أَلْفًا وَبَقِي بَقِيَّة أَوْصَيْت الْحَسَنِ أَنَّ يَقْضِيَهَا .
  وَأَمَّا الثَّامِنَةُ وَالْأَرْبَعُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَتَانِي فِي مَنْزِلِي ، وَلَمْ يَكُنْ طعمنا مُنْذُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فَقَالَ : يَا عَلِيُّ هَلْ عِنْدَك مِنْ شَيّ ؟ فَقُلْت : وَالَّذِي أَكْرَمَكَ بِالْكَرَامَة وَاصْطَفَاك بِالرِّسَالَة مَا طَعِمْت وَزَوْجَتِي وَابْنَاي مُنْذُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ : يَا فَاطِمَةُ اُدْخُلِي الْبَيْت وَانْظُرِي هَل تجدين شَيْئًا ، فَقَالَت : خَرَجَت السَّاعَة ، فَقُلْت : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَدْخَلَه أَنَا ؟ فَقَال : أَدْخَل بِاسْمِ اللَّهِ ، فَدَخَلْت فَإِذَا أَنَا بِطَبَق مَوْضُوعٌ عَلَيْه رَطْبٌ مِنْ تَمْرٍ وَجَفْنَة مِنْ ثَرِيدٍ فَحَمَلَتُهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَقَال : يَا عَلِيُّ رَأَيْت الرَّسُولِ الَّذِي حَمَلَ هَذَا الطَّعَامَ ؟ فَقُلْت : نَعَم ، فَقَالَ صِفَةٌ لِي ، فَقُلْت : مِنْ بَيْنِ أَحْمَر وَأَخْضَر وَأَصْفَر ، فَقَال : تِلْك خُطَط جُنَاح جَبْرَئِيل عَلَيْهِ السَّلَامُ مكللة بِالدُّرّ وَالْيَاقُوت ، فَأَكَلْنَا مِنْ الثَّرِيدِ حَتَّى شَبِعْنَا فَمَا رَأَى إلَّا خَدَش أَيْدِينَا وأصابعنا فخصني اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِذَلِكَ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِهِ .
وَأَمَّا التَّاسِعَةُ وَالْأَرْبَعُونَ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَصَّ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِالنُّبُوَّة وَخَصَّنِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِالْوَصِيَّة فَمَنْ أَحَبَّنِي فَهُوَ سَعِيدٌ يُحْشَر فِي زُمْرَةِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمْ السَّلامُ .
وَأَمَّا الْحَادِيَةُ وَالْخَمْسُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَقَامَنِي لِلنَّاسِ كَافَّةً يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ ، فَقَال : " مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ فَبُعْدًا وَسُحْقًا لِلْقَوْم الظَّالِمِين " وَأَمَّا الثَّانِيَةُ وَالْخَمْسُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ قَال : " يَا عَلِيُّ إلَّا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ جَبْرَئِيل عَلَيْهِ السَّلَامُ ؟ فَقُلْت : بَلَى قَالَ : قُل : " يَا رَازِق المقلين ، وَيَا رَاحِمٌ الْمَسَاكِين ، وَيَا أَسْمَع السَّامِعِين ، وَيَا أَبْصَر النَّاظِرِين ، وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ارْحَمْنِي وَارْزُقْنِي " ، وَأَمَّا الثَّالِثَةُ وَالْخَمْسُونَ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَن يَذْهَب بِالدُّنْيَا حَتَّى يَقُومَ مِنَّا الْقَائِم ، يُقْتَل مبغضينا ، وَلَا يُقْبَلُ الْجِزْيَةَ ، وَيُكْسَر الصَّلِيب وَالْأَصْنَام ، وَيَضَع الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ، وَيَدْعُو إلَى أَخْذِ الْمَالَ فَيَقْسِمُه بِالسَّوِيَّة ، و يَعْدِل فِي الرَّعِيَّةِ . وَأَمَّا الرَّابِعَةُ وَالْخَمْسُونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَقُول : " يَا عَلِيُّ سيلعنك بَنُو أُمَيَّةَ وَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ مُلْكٌ بِكُلّ لَعْنَة أَلْف لَعْنَة ، فَإِذَا قَامَ الْقَائِم لَعَنَهُم أَرْبَعِينَ سَنَةً ، وَأَمَّا الْخَامِسَةُ وَالْخَمْسُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ قَالَ لِي : سيفتتن فِيك طَوَائِفُ مِنْ أُمَّتِي فَيَقُولُون : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ لَمْ يَخْلُفْ شَيْئًا فَبِمَاذَا أَوْصَى عَلِيًّا ؟ أَوَلَيْس كِتَابُ رَبِّي أَفْضَلِ الْأَشْيَاءِ بَعْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَاَلَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَئِنْ لَمْ تَجَمُّعُه بِإِتْقَان لَمْ يَجْمَعْ أَبَدًا " فخصني اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِذَلِكَ مِنْ دُونِ الصَّحَابَة .
  وَأَمَّا السَّادِسَةُ وَالْخَمْسُونَ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خصني بِمَا خُصَّ بِهِ أَوْلِيَاءَه وَأَهْلُ طَاعَتِهِ وَجَعَلَنِي وَارِثٌ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَمَن سَاءَه سَاءَه وَمَنْ سَرَّهُ سَرَّه وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَدِينَةِ . وَأَمَّا السَّابِعَةُ وَالْخَمْسُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ كَانَ فِي بَعْضِ الْغَزَوَاتِ فَفُقِد الْمَاءَ فَقَالَ لِي : يَا عَلِيُّ قُمْ إِلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ وَقُل : أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ انفجري لِي مَاءً ، فَوَاللَّه الّذِي أَكْرَمَهُ بِالنُّبُوَّة لَقَد أبلغتها الرِّسَالَة فَاطَّلَع مِنْهَا مِثْلُ ثَدْيِ الْبَقَر ، فَسَأَلَ مِنْ كُلِّ ثَدْي مِنْهَا مَاءٌ ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ أَسْرَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ : أَنْطَلِقُ يَا عَلِيُّ فَخُذْ مِنْ الْمَاءِ وجاءَ القومُ حَتَّى ملؤوا قُرْبِهِم وأدواتهم وَسُقُوا دَوَابِّهِم وَشَرِبُوا وتوضؤوا فخصني اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِذَلِكَ مِنْ دُونِ الصَّحَابَة ، وَأَمَّا الثَّامِنَةُ وَالْخَمْسُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَمَرَنِي فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ وَقَدْ نَفِدَ الْمَاءُ فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ائْتِنِي بِتَوْر فَأَتَيْتُهُ بِهِ فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى وَيَدِي مَعَهَا فِي التَّوْرِ ، فَقَال : أَنْبَع فَنَبَعَ الْمَاءُ مِنْ بَيْنِ أصابعنا .
وَأَمَّا التَّاسِعَةُ وَالْخَمْسُونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ وَجُهَنِيٌّ إلَى خَيْبَرَ فَلَمَّا أَتَيْتُه وُجِدَت الْبَاب مُغْلَقًا فزعزعته شَدِيدًا فقلعته وَرُمِيَت بِهِ أَرْبَعِينَ خَطَؤُه ، فَدَخَلْت فَبَرَز إلَيّ مَرْحَبٌ فَحَمَلَ عَلِيّ وَحَمَلْت عَلَيْهِ وَسُقِيَت الْأَرْضِ مِنْ دَمِهِ ، وَقَدْ كَانَ وَجْهُ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ فَرَجَعَا منكسفين ، وَأَمَّا السِّتُّون فَإِنِّي قَتَلْت عَمْرِو بْنِ عَبْدِ وُدّ ، وَكَانَ يُعَدُّ أَلْفُ رَجُلٍ [1] .
[1] زَادَ فِي نُسْخَةٍ مِنْ المخطوطة " فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِي حَقِّي : لِضَرْبَة
عَلَى يَوْمٍ الْخَنْدَقِ أَفْضَلُ مِنْ أَعْمَالِ الثَّقَلَيْن " : وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ " بَرَز الْإِسْلَام كُلَّهُ إلَى
الْكُفْرُ كُلُّهُ " .

 وَأَمَّا الْحَادِيَةُ وَالسِّتُّونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَقُول : " يَا عَلِيُّ مِثْلُك فِي أُمَّتِي مَثَلُ " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " فَمَن أُحِبُّك بِقَلْبِه فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ ، وَمَن أُحِبُّك بِقَلْبِه وأعانك بِلِسَانِه فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثِي الْقُرْآنِ ، وَمَن أُحِبُّك بِقَلْبِه وأعانك بِلِسَانِه وَنَصَرَك بِيَدِه فَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ " .
 وَأَمَّا الثَّانِيَةُ وَالسِّتُّونَ فَإِنِّي كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِي جَمِيعِ الْمَوَاطِنِ و الْحُرُوب وَكَانَت رَأَيْته مَعِي ، وَأَمَّا الثَّالِثَةُ وَالسِّتُّونَ فَإِنِّي لَمْ أَفِرَّ مِنْ الزَّحْفِ قَطّ ، وَلَم يبارزني أَحَدٍ إلَّا سُقِيَت الْأَرْضِ مِنْ دَمِهِ ، وَأَمَّا الرَّابِعَةُ وَالسِّتُّونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أُتِي بَطِيرٌ مَشْوِيٌّ مِنْ الْجَنَّةِ فَدَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهِ أَحَبُّ خَلْقِهِ إلَيْهِ فَوَفَّقَنِي اللَّه لِلدُّخُولِ عَلَيْهِ حَتَّى أَكَلَتْ مَعَهُ مِنْ ذَلِكَ الطَّيْرِ . وَأَمَّا الْخَامِسَةُ وَالسِّتُّونَ فَإِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ فَجَاءَ سَائِلٌ فَسَأَلَ وَأَنَا رَاكِعٌ فَنَاوَلْتُه خَاتَمِي مِن أُصْبُعِي فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي " إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ " .

وَأَمَّا السَّادِسَةُ وَالسِّتُّونَ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَدَّ عَلَيَّ الشَّمْس مَرَّتَيْن وَلَمْ يَرُدَّهَا عَلَى أَحَدٍ مِنْ أُمِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ غَيْرِي ، وَأَمَّا السَّابِعَةُ وَالسِّتُّونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَمَرَ أَنْ ادَّعَى بِأَمْرِه الْمُؤْمِنِينَ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ مَوْتِهِ وَلَمْ يُطَلِّقْ ذَلِكَ لِأَحَدٍ غَيْرِي ، وَأَمَّا الثَّامِنَةُ وَالسِّتُّونَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ قَال : " يَا عَلِيُّ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ مِنْ بَطْنَان الْعَرْش : أَيْن سَيِّد الْأَنْبِيَاء ؟ فَأَقُوم ، ثُمَّ يُنَادِي أَيْن سَيِّد الْأَوْصِيَاء ؟ فَتَقُوم وَيَأْتِينِي رِضْوَان بِمَفَاتِيح الْجَنَّة ، وَيَأْتِينِي مَالِك بمقاليد النَّار فَيَقُولَان : إنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ أُمِرْنَا أَنْ ندفعها إلَيْك ونأمرك أَن تَدْفَعْهَا إلَى عَلِيٍّ بْنُ - أَبِي طَالِبٍ ، فَتَكُون يَا عَلِيُّ قَسِيمٌ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ .
  وَأَمَّا التَّاسِعَةُ وَالسِّتُّونَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَقُول : " لولاك مَا عُرِفَ الْمُنَافِقُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ " ، وَأَمَّا السَّبْعُون فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ نَام ونومني وَزَوْجَتِي فَاطِمَة وَابْنَي الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَأَلْقَى عَلَيْنَا عَبَاءَة قطوانية فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِينَا " إنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " وَقَال جَبْرَئِيل عَلَيْهِ السَّلَامُ : أَنَا مِنْكُمْ يَا مُحَمَّدُ ، فَكَان سَادِسَنَا جَبْرَئِيل عَلَيْهِ السَّلَامُ . الخصال: ج 1 ص 572-580.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

عن الموقع

author انما المؤمنون اخوة  إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون تعليل لإقامة الإصلاح بين المؤمنين إذا استشرى الحال بينهم فالجملة موقعها موقع العلة وقد بني هذا التعليل ...

معرفة المزيد ←

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

انما المؤمنون اخوة

2020