وكان حمزة بن عبدالمطلب يحمل على القوم ، فإذا رأوه انهزموا ولم يثبت له أحد ، وكانت هند بنت عتبة قد أعطت وحشيا عهدا : لئن قتلت محمدا أو عليا أو حمزة لاعطيتك لاعطينك رضاك ، وكان وحشي عبدا لجبير بن مطعم حبشيا ، فقال وحشي : أما محمد فلا أقدر عليه ، وأما علي فرأيته رجلا حذرا كثير الالتفات فلم أطمع فيه ، فكمنت لحمزة فرأيته يهد الناس هدا ، فمر بي فوطئ على جرف نهر فسقط فأخذت حربتي فهززتها ورميته فوقعت في خاصرته وخرجت من مثانته فسقط ، فأتيته فشققت بطنه فأخذت كبده وجئت بها إلى هند فقلت لها : هذه كبد حمزة ، فأخذتها في فمها فلاكتها فجعلها الله في فيها مثل الداغصة فلفظتها ورمت بها فبعث الله ملكا فحمله وردة إلى موضعه.
فقال أبوعبدالله عليه السلام : أبى الله أن يدخل شيئا من بدن حمزة النار.
فجاءت إليه هند فقطعت مذاكيره ، وقطعت أذنيه ، وجعلتهما خرصين ،وشدتهما في عنقها ، وقطعت يديه ورجليه .بحار الانوار : ج 20 ص55-56.
( فلما سكن القتال)
قال رسول الله صلىاللهعليه وآله : من له علم بعمي حمزة؟ فقال له الحارث بن الصمة أنا أعرف موضعه ، فجاء حتى وقف على حمزة فكره أن يرجع إلى رسول الله صلى الله عليه واله فيخبره ، فقال رسول اللهصلى الله عليه واله لامير المؤمنين عليهالسلام : يا علي اطلب عمك ، فجاء علي عليه السلام فوقف على حمزة فكره أن يرجع إلى رسول الله صلى الله عليه واله فجاء رسول الله صلى الله عليه واله
حتى وقف عليه ، فلما رأى ما فعل به بكى ، ثم قال : والله ما وقفت موقفا قط أغيظ علي من هذا المكان ، لئن أمكنني الله من قريش لامثلن بسبعين رجلا منهم ، فنزل عليه جبرئيل عليهالسلام فقال : « وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ » واصبر . والاية في سورة النحل 16: 126-127.
فقال رسول الله صلى الله عليه واله : بل أصبر ، فألقى رسول الله عليه وآله على حمزة بردة كانت عليه ، فكانت إذا مدها على رأسه بدت رجلاه ، وإذا مدها على رجليه بدا رأسه ، فمدها على رأسه وألقى على رجليه الحشيش ، وقال : « لو لا أني أحذر( أن احزن) نساء بني عبدالمطلب لتركته للعقبان والسباع حتى يحشر يوم القيامة من بطون السباع والطير ».
وأمر رسول الله صلىاللهعليهوآله بالقتلى فجمعوا فصلى عليهم ، ودفنهم في مضاجعهم ، و كبر على حمزة سبعين تكبيرة.بحار الانوار : ج 20 ص62-63.
1-عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن رسول الله صلىاللهعليه وآله صلى على حمزة وكفنه لانه كان جرد.فروع الكافى 1 : 58.
2 - عن الحسين بن حمزة قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : لما رأى رسول الله صلىاللهعليه وآله ما صنع بحمزة بن عبدالمطلب قال : « اللهم لك الحمد و إليك المشتكى وأنت المستعان على ما أرى » ثم قال : « لئن ظفرت لامثلن و لامثلن » قال : فأنزل الله « وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ » قال : فقال رسول الله صلىاللهعليه وآله : أصبر أصبر.تفسير العياشى 2 : 274 ، والاية في سورة النحل 16: 126.
3- عن أبي جعفر عليهالسلام قال : دفن رسول الله صلىاللهعليه وآله عمه حمزة في ثيابه بدمائه التي أصيب فيها ، وزاده النبي (صلىاللهعليه وآله) بردا فقصر عن رجليه فدعا له بأذخر. فطرحه عليه ، وصلى عليه سبعين صلاة ، وكبر عليه سبعين تكبيرة.التهذيب 1 : 95.
4 - عن أبي عبدالله عليهالسلام إن رسول الله (صلىاللهعليه وآله) كفن حمزة بثيابه ولم يغسله ولكنه صلى عليه.بحار الانوار : ج 20 ص 106.